كبار العازفين يستخدمون آلاته... بيتر نعمة استخلص موسيقى من مكنسة وقطع سيارات!

تستأنس "خفة ظله" وسعة ثقافته، فتصغي إلى كلامه النابع من قلب فنان مرهف، طوّع الموسيقى فأمست لديه "مدرسة الصبر"! كما يقول، وها هو الموسيقي اللبناني العالمي بيتر نعمة يعتلي "السلّم الموسيقي" لتسجل باسمه شهادات وبراءات اخنراع آلات موسيقية صنعها فأبدع فيها وهي ممهورة محلياً ومنتشرة عالمياً باسم peter،s.

آلاته يستخدمها كبار العازفين...بيتر نعمة استخلص موسيقى من مكنسة وقطع سيارات!

مركز بيتر نعمة الذي يديره مع شريكته ومديرته العامة النشيطة ريما عبد السلام في الشوف (جبل لبنان) منذ أكثر من 10 سنوات، وفي مدينة بعقلين منذ 4 أعوام يعجّ بمحبي الموسيقى من كبار وصغار، وهو يضم أعماراً من 4 سنوات حتى الـ85!، والجميل أن مرتاديه هم من مناطق لبنانية متعددة، وحتى المغتربين اللبنانيين في العالم.

وهنا توضح عبد السلام أن المركز ليس معهداً أو مدرسة، وهو كذلك لا يحمل الطابع التجاري الذي يبيع آلات موسيقية، فهو محصور فقط بابتكارات  PETERS، المنتشرة في دول العالم، فمثلاً نرسل "الـ "شيلويات" إلى كندا، و"الفيولون" إلى فرنسا، والبُزق والعود إلى الخليج وأميركا".

 

قطع السيارات ... آلات موسيقية!

كنت أستعين بقطع من كاراج والدي وأحوّلها إلى آلات

ترعرع نعمة في منزل يشجو بالألحان، فزهّر وعيه الموسيقي باكراً على صوت عمه أستاذ الموسيقى الذي يسكن في منزله، وهنا يقول نعمة"وعيت على صوت البيانو وكنت لا أغفو إلا على هذا الصوت وفي عمر السنتين كنت أستمع إلى أغنية وأحفظها بسرعة".

وفي عمر السنتين ونصف اكتشفه الباحث الموسيقي عبد الغني شعبان فتولى تعليمه وتنبأ بأن يكون ظاهرة غير عادية.

ويضيف قائلاً"من هنا انطلقت فكرة الأهل لتشجيعي وعملوا لي كماناً على مقاس يدي لكي أستطيع أن أعزف الموسيقى".

كان حلم نعمة في عمر الـ 7 السنوات أن يصبح مُصنّعاً ومبتكراً لآلات الموسيقى، فبدأ من حيث مهنة والده ويقول لـ "رويترز" "كان أبي ميكانيكياً (يعمل في تصليح السيارات) فكنت أستعين بقطعها من كاراجه وأحوّلها إلى آلات.. كما تحوّلت معظم أدوات المطبخ والمنزل بين يديّ الطفل إلى آلات موسيقية أيضاً"!

وفّق نعمة في إعادة إحياء آلات كانت تستعمل في عصر النهضة الموسيقية، مُسبغاً لمساته على آلات أخرى من البيانو إلى الكمان و"التشيللو" و"الفيولا" و"الكونترباص" و"الجيتار" و"الساز" والقانون والعود و"الساكسوفون".

ويحلو للمرء تتبع قائمة الآلات الموسيقية التي أضفى نعمة لمساته الخاصة عليها لتشمل "الفلوت" و"الكلارينيت" و"الترومبون" والترومبيت والتوبا والدرامز والطبلة والكاتم والرق والمثلّث والميتالوفون والإكسيليفون وصولا إلى آلات غير معروفة شعبيا في لبنان مثل "اليوكيليلي" و"البيكولو" و"الجامبيه" و"الماندولين" "والماراكاس" و"البندير" و"الكونجا" و"الماريمبا".

لاتحرقوا الآلات الموسيقية أو ترموها !

ولا يقتصر عمل نعمة على تصنيع الآلات فهو يعمل على إعادة إصلاح وترميم الآلات القديمة وهو يقول في هذا المضمار "آلاتي مكفولة لمدى الحياة. كل ما أطلبه هو عدم حرقها أو رميها في الماء عندها يمكن لهذه الآلة أن تعيش 3000 سنة فأنا لا أستعمل أخشاباً غير معتقّة لأقل من 20 عاماً ويصل عمر بعضها إلى 90 عام".

وكان نعمة أطلق قبل أعوام حملة (الموسيقى للجميع) وشجّع من خلالها الأطفال على تعلّم الموسيقى "بدلاً من آلات الحرب والقتل وحفز الكبار أيضا على عدم اليأس"، بحسب تعبيره.

وأردف بكل تلقائية " أُعلّم الموسيقى بطريقة بيتر وهي طريقة سلسة ومرنة .. و ألقي الدرس بشكل خبرية".

 

"كبار العازفين في العالم يستخدمون آلاتي"

"بيترز" أصبحت علامة مسجلة يعزف عليها كبار العازفين عالمياً

ويتحدث نعمة بزهو واعتزاز لكون آلاته الموسيقية أصبحت علامة مسجلة في لبنان تحمل اسم ”بيترز“ يعزف عليها كبار العازفين عالمياً في أكثر من فرقة موسيقية كبيرة.

وقال "عندي كلارينت وآلات نفخ في إيطاليا، أكثر من كمان في فرنسا، "فيول" وأكثر من كمان في كندا، "تشيللو" في أستراليا، عدد من الكمانات واليوكوليلي في ألمانيا، وكذلك في بلغاريا، أكثر من عود مميز صار في أميركا مع عدد كبير من الغيتارات".

ومضى يقول ”اخترعت أكثر من 21 آلة وبعض الآلات أحييتها من القديم... كل الآلات الموجودة من تصنيعي وهدفي أن يتمكن الجميع من تداول كل هذه الآلات وليس فقط وضعها في المتاحف والمراكز الموسيقية“.

من بين تلك الآلات الـ"يالي"، مشيراً إلى أن آلات النفخ معقّدة كتركيبة ومحدودة في الطاقات وهي في طور الانقراض.

آلات موسيقية غريبة.... والخيل ترقص على الأنغام!

وأجرى نعمة تعديلات عديدة على آلات موسيقية مختلفة ومنها آلة "​الساز" التي تشبه "البزق"، "اجريت تعديلات في مقاسها لكنني تركت شكلها الخارجي كما هو حيث لا أحب ان اعدّل فيه".

والملفت ان بيتر ومن شدّة عشقه للموسيقى، قد ابتكر آلة موسيقية من المكنسة​، مشيراً إلى أن "الادمان على الموسيقى شيء ايجابي".

وابتدع بيتر آلة "يالي" التي تختلف عن الناي من خلال انحناء الآلة وكيفية استخراج الصوت منها، فبالـ"يالي" سهّل هذا الامر على العازف.

وكشف ان"يالي" مصنوعة من أنبوب البلاستيك الذي يتمّ من خلاله تهريب الماء في المكيف الهوائي.

ويشهد لنعمة "ترقيصه" الخيل على وقع الموسيقى وذلك من خلال تعاونه مع الخيّال فراس حمزة الذي يحرص في نادي رامي للفروسية في بعقلين على التميّز في هذا المضمار، فكانت احتفالية جميلة ترجمت فيها لغة الخيول إلى أنغام!

صغار... كبار !

يهتم نعمة ابن بلدة دير القمر الشوفية، بتنمية شخصية الأطفال والكبار على السواء، وهو في سبيل ذلك يقيم وبالتعاون مع عبد السلام لقاءات تهدف إلى إبراز مواهب في العزف في بداياتها، ومن هنا كان الاحتفال الذي واكبه "الميادين نت" في الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم MUBS  (فرع السمقانية – الشوف) الحريصة دوماً على رفد المواهب وتقديم الدعم لها.

صغار... كبار !

أمّا المشاركون الذين لاقوا استحسان وتشجيع الحضور فهم:

وليام ناشي، آلين جمول، سليمان داوود، تاتيانا شكر الله، يارا القاضي، فرح أبو الحسن، ليان أبو ذياب، أسعد عزام، ليدا البعيني، ليا كرباج، ريان قعسماني، مهى راجح، فيديل الأشقر، جنيفر ناشي، ماهر الغصيني، تيانا جارودي، وليد زهر الدين، رأفت زيتوني.

وشارك أعضاء الفرقة الموسيقية بيتر نعمة وطلابه في إنجاح الحفل، وهم: هيثم قمر، ربيع قعسماني، سوزانا خطار، دنيا ربح، فاتن سيور، ليا البعيني، البا ربح، رنيم عبدالباقي، ياسمين القاضي.