أطفال في الحجر.. لبنانية تصنع دمى للتوعية بفيروس كورونا
"كورونا" و"معلومة" هي أسماء الدمى التي قامت المتخصصة التربوية والنفسية اللبنانية ساجدة شاهين بصنعهما، بالتعاون مع الطفل هادي عياش ابن الـ6 سنوات، في سبيل توعية الفئات العمرية الصغيرة على فيروس كورونا.
ينتشر فيروس كورونا بسرعة، ويشكل خطورة كبيرة على عدد كبير من سكان الدول التي تعاني نقصاً في الإمدادات الطبية، وأيضاً على الذين لا يلتزمون الحجر المنزلي.
في ظل هذا الانتشار والتوصيات العالمية بالالتزام بالحجر المنزلي منعاً لانتقال العدوى، يتساءل الكثير من الناس كيف تمر هذه الفترة على الأولاد، فيما يلجأ البعض الآخر إلى طرح أفكار خلاقة في سبيل التسلية ونشر المعلومات عن الفيروس للأولاد.
ساجدة شاهين، الإختصاصية التربوية والنفسية، والتي سبق أن ابتكرت دميتين، الأولى موجّهة إلى ذوي الإحتياجات الخاصة وتحديداً المصابين بمتلازمة داون، والثانية لعلاج الإدمان عبر الفن والمسرح السيكو درامي. ها هي تدخل اليوم على خط أزمة كورونا، لتصنع مزيداً من الدمى، متوجهةً إلى الأطفال الذين فُرض عيلهم اليوم الحجر المنزلي.
"كورونا" و"معلومة" هذه هي أسماء الدمى التي قامت شاهين بصنعهما، بالتعاون مع الطفل هادي عياش، إبن الـ6 سنوات، في سبيل توعية الفئات العمرية الصغيرة على فيروس كورونا، الأمر الذي يمكنه أن يحقق إنجازاً في ظل الحجر المنزلي.
وتبدو شاهين مقتنعة بأنّ التوعية الحقيقية في هذه الفترة تبدأ من إرادة تبادل وجهات النظر بين الأهل من جهة وبينهم وبين أطفالهم من جهة ثانية.
وانطلاقاً من أهمية إشراك الطفل في تصوّر الدمية وحتى السيناريو، نشرت ساجدة شاهين سلسلة فيديوهات بصوتها وصوت الفتى الصغير، لتعريف الأطفال بالوباء، وكيفية الوقاية منه، بالإضافة إلى تزويدهم بلائحة من الأطعمة التي تقوّي مناعتهم.
كما تولي شاهين أهمية للأطفال الذين يمكن القول إنّهم مهمشون حالياً، ولا يحظون بالعناية الكافية في ظل هذه الأزمة، على أن تعمل في ما بعد على إطلاق سلسلة مسرحيات دمى ستبثّ عبر الإنترنت.
وخلال جائحة سريعة التطور، تكون المعلومات أساسية للأشخاص في اتخاذ القرارات حول كيفية حماية أنفسهم والحصول على الضروريات والخدمات أثناء الحجر الصحي والعزل الذاتي، وهنا نخص بالذكر الأطفال.
وجسد الطفل هادي عياش فيروس كورونا عبر دمية صنعها، معبراً عنه بوجه غريب وصفه بـ"البشع".
بالنسبة إلى ساجدة، فإنه من الضروري جداً إشراك الأطفال دائماً بمواضيع تسليهم وتفيدهم في آنٍ معهاً، وخصوصاً في ظل العزل المنزلي كي لا يشعر الطفل بالوحدة والملل، معتبرةً أن "المعلومات الدقيقة والمبسطة حول المرض وطرق الوقاية منه لا بد من إيصالها بالشكل المطلوب لفئات عمرية صغيرة".
"ولضمان عدم حرمان الأطفال من المعلومات المنقذة للحياة، يجب استخدام أسلوب يفهمه الطفل، من خلال استراتيجيات تواصل محددة"، تقول شاهين. وتوضح أن هذه وسيلة لكي يتفاعل الطفل مع أي فكرة تريد الأم إيصالها له.
وقامت شاهين بمساعدة الطفل هادي عياش بصناعة "دمى" كرسالة للأمهات لحثهن على تخصيص وقت للأطفال في فترة الحجر المنزلي.
كما وجه الطفل عياش رسالة للأطفال قائلاً "التزموا بالحجر المنزلي من أجل أن يبقى أهلنا سعداء بنا"، وأضاف أن "فيروس كورونا مرض خطير ويريد أن يسلب السعادة منّا".
واقترح القيام ببعض الأنشطة التي تفيد الأطفال وتسليهم في الوقت عينه، كصناعة الدمى أو المشاركة بمسابقات ثقافية.
مبادرة فردية
واستكمالاً للأنشطة التي تقوم بها الأحزاب والجمعيات والبلديات في المناطق، قامت شاهين بمساعدة الشاب اللبناني حسن عياش وأحمد نجار ومجموعة من الأشخاص بإطلاق فكرة نموذجية تحت عنوان :#من_قلبي_لقلبك
وتهدف هذه الحملة إلى تسليط الضوء على التكافل الإجتماعي، مشيرةً إلى أنهم سيقومون بتوزيع حصص غذائية للأشخاص الذين التزموا الحجر المنزلي.
وتحتوي هذه المبادرة على توزيع عشر حصص غذائية محددة العناصر، كخطوة أولى، مؤلفة من 14 منشور يتضمن 14 وصفة غذائية على مدار أسبوعين، أي خلال فترة الحجر الصحي المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية.