باحثون في جامعة طهران يصنعون جهاز تنفّس محلّي رغم العقوبات
يأتي هذا الجهاز الذي تم تصنيعه من قبل مجموعة باحثين في إيران، في وقت تعاني المستشفيات حول العالم من نقصٍ حاد في أجهزة التنفس الضرورية المستخدمة في علاج مرضى كورونا.
يُعد جهاز التنفس من الأساسيات في معالجة المصابين بكورونا، ولكن مع سرعة انتشار الفيروس وازدياد أعداد المصابين، أصبح العالم يعاني من نقصٍ في هذه الأجهزة، وصعوبة تصنيعه في مدة زمنية قصيرة.
هادي مُرادي، أستاذ مساعد في كلية الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في جامعة طهران، تمكّن مع فريقه من تطوير جهاز تنفس للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، ويتميز بتكلفته المنخفضة. يعمد مرادي وفريقه على بناء الجهاز وتوفير مواصفاته للشركات الإيرانية من أجل تصنيعه.
يأتي هذا الجهاز في وقت تعاني المستشفيات حول العالم من نقصٍ حاد في أجهزة التنفس الضرورية المستخدمة في علاج مرضى كورونا الذين يعانون من ضيق شديد في جهاز التنفس. ويعود السبب في ذلك إلى تكلفتها العالية والوقت اللازم لتصنيعها.
يحاول الفريق الإيراني ابتكار جهاز تنفس أوتوماتيكي سهل الصناعة خلال هذه الفترة التي يعيشها العالم. ويعمل هذا الجهاز على تقنية ضخ الهواء المطلوب إلى داخل الجهاز التنفسي للمريض، ضمن معدل معين بشكل أوتوماتيكي، مع إمكانية التدخل من قبل الأطباء لضخ الهواء يدوياً في حالة الطورائ، مثل انقطاع التيار الكهربائي.
وتم بناء نموذج عن هذا الجهاز يعمل باللمس لضمان سهولة استخدامه، ويحتوي على جهاز تحكم Microcontroller هدفه تشغيل المحرك بالضغط والمعدل المطلوبين لضخ الهواء.
وخلال عملية بناء جهاز التنفس، واجه الباحثون العديد من المشكلات، خصوصاً تلك المتعلقة بالتقنيات والأجزاء المتوفرة بإيران في ظل العقوبات التي تواجهها البلاد من جهة، ومشكلة القيود والإجراءات التي تفرضها البلاد على الشركات المحلية لمنع انتشار الفيروس. مشكلة أخرى لا تقل أهمية وهي الانتهاء من تصميمه وبنائه خلال فترة زمنية قصيرة بهدف استخدامه لمواجهة هذا الفيروس ومعالجة المرضى.
وهنا قام الباحثون بالتواصل مع بروفيسور في جامعة MIT الأميركية كان بدأ قبل 10 سنوات بمشروع مماثل، فشاركهم تصميمه للجهاز وكيفية تصنيعه بالتقنيات المتاحة في إيران.
وتم اختبار هذا النموذج خلال الأسبوع الأول من شهر نيسان/ إبريل الجاري، بموافقة وزارة الصحة الإيرانية. ويأمل الباحثون البدء في عملية التصنيع والإنتاج بعد الانتهاء من فترة التجربة خلال الشهر الحالي، نظراً لأهميته في علاج المرضى من جهة وتمكين المهندسين من بناء أجهزة تنفس بتكلفة منخفضة لمساعدة مجتمعهم من جهة أخرى.
وسيعمد الباحثون على جعله متاحاً للأشخاص المهتمين بالمساعدة في عملية تطويره، وذلك لأنه يتطلب خبراء في مجال الهندسة الميكانيكية، الكهربائية، والهندسة الحيوية أو Bioengineering.
هذا وتمكن الباحثون في جامعة أمير كبير الصناعية في طهران، أمس الأحد، تصميم وتصنيع جهاز لفحص الوضع الصحي العامّ للأشخاص وكشفوا نقاب عن جهاز يسمى بـ"PO-MED 19".
يتميز الجهاز بتحليل المعطيات المأخوذة من إصبع الشخص بتقديم معلومات جيدة عن خفقان القلب ومقدار الأوكسيجن الموجود في الدم، وكذلك تقديم معلومات أخرى عن الوضع الصحي إلى الطبيب أو مشغل الجهاز.
وبالرغم من الحظر الأميركي، تمكن هذان المنتجان من تلبية جزء من احتياجات المجتمع الطبي الإيراني للمعدات.