غجر إسبانيا.. امتياز ثقافي أم تمييز عنصري؟
يعيش في إسبانيا مجتمع كبير من الغجر في ظروف انتقدتها الأمم المتحدة، أكثر من 80٪ منهم معرضون لخطر الإقصاء الاجتماعي و46٪ يعيشون في فقر مدقع.
-
غجر إسبانيا...امتياز أم تمييز؟
تنتشر على شرفات المنازل في إسبانيا لافتات كُتب عليها "جهاز إنذار متّصل بالشرطة"، جملة يقرأها غجر إسبانيا بتأنّ لدى مرورهم من تحت هذه الشرفات.
لم يعد باستطاعة مقتحمي المنازل الاستقرار في داخلها كما في السابق، أو بعبارة أسهل مصادرتها.
قد يكون القانون الإسبانيّ شجّع بعض الأفراد على هذه الأعمال، ذلك أنّ استعادة صاحب الملك لمنزله تحتاج أعواماً عديدة، إلا إذا قدّم شكوى في غضون أقلّ من 24 ساعة.
هذه عيّنة من أعمال الغجر في إسبانيا، وهي إحدى أسباب نفور المواطنين من هذه الفئة ومعاملتهم بعنصرية.
قبل مئات الأعوام وصل الغجر إلى هذه الدّولة الأوروبية. استقرّوا في مختلف مدنها وفي أكواخ متواضعة، وتحديداً في مدينة إشبيلية.
وصلوا إلى العاصمة الأندلسية عام 1462 من غير مكان، لكنّ رومانيا كانت الأساس. حدّد برلمان إشبيلية يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر يوم الغجر في الأندلس، لأنَّ الجنوب احتضن الفئة الكبرى وما زال.
يرقصون في الساحات العامّة على أنغام الفلامنكو. يرتدون ثياباً تقليدية. يصفّق لهم المارّة. يعطيهم السيّاح الأموال، لكن هذا لا يعني أنّهم ينخرطون في المجتمع.
وكالات العقارات تتجنّب شراء المنازل القريبة من أماكن سكنهم، لأنّ بيعها ليس مهمّة سهلة، حتى لو كان السعر مغرياً. على سبيل المثال، يُمكن شراء منزل متوسطّ الحجم بأقلّ من 30 ألف يورو في مدينة مثل بلد الوليد، والسبب أنّ العقار يقع في منطقة يقطنها الغجر.
تنقل صحيفة الباييس الذائعة الصيت أنّ 95 في المئة من أطفال الغجر يدخلون المدارس، لكن 2 في المئة فقط يتابعون تحصيلهم الجامعيّ.
-
غجر إسبانيا...امتياز أم تمييز؟
في هذا السياق، انتشرت في الأشهر الأخيرة قصّة الشاب أغوستين سانتشيس. أراد الشاب الاحتفال بتفوّقه في كلّية الإعلام في إحدى جامعات كاتالونيا. وصل مع مجموعة من رفاقه إلى مطعم في مدينة برشلونة، فتفاجأوا بشرط الإدارة وهو تسديد فاتورة طلبهم مسبقاً قبل تناول الطعام. ذنبهم الوحيد أنّهم من الغجر.
تحوّلت الجلسة الاحتفالية إلى صفعة خيّبت طموح شبابهم. اتّصل الطالب المتفوّق بالشرطة لتحصيل الحقوق المعنوية فنال خيبة ثانية. هذه القصة اخترقت أعمال الشغب في إقليم كاتالونيا ليلاً، تأييداً للمغنّي بابلو هاسيل، وفي النهار هيمنت على أخبار كورونا وإجراءاتها الوقائية.
نشر الطالب الجامعيّ روايته الحزينة على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعيّ، والنتيجة كانت دعماً معنوياً من مكتب مكافحة التمييز في بلدية برشلونة.
وبالأرقام، سجّلت مدينة برشلونة العام الماضي 219 حالة صُنّفت تمييزاً عنصرياً. 73 حالة أحيلت إلى العلاج النفسيّ، ناهيك بحالات لم تصل شكواها إلى الجهات المختصّة.