كورونا تحول الشرفات والشوارع إلى قاعات جديدة لطلاب الطب في كوبا

كوبا تنشر طلاب الطب في جميع أنحاء البلاد للتجول بين المنازل بشكل يومي ومنذ ساعات الصباح الأولى للاطمئنان على حال السكان وخصوصاً كبار السن مما يساعد في الحد من انتشار فيروس كورونا.

  • كورونا تحول الشرفات والشوارع إلى قاعات جديدة لطلاب الطب في كوبا
    كورونا تحول الشرفات والشوارع إلى قاعات جديدة لطلاب الطب في كوبا

يعتبر النظام الصحي في كوبا من أكثر الأنظمة تطوراً في أميركا اللاتينية والعالم، وبينما أظهرت جائحة كورونا هشاشة نظم صحية في العديد من دول العالم، أثبت هذا النظام كفاءة عالية قل نظيرها، وتمسّكت كوبا بالحق في الرعاية الصحية المجانية، حتى في أحلك أزماتها وأشدها تأثيراً.

خلال جائحة كورونا لم تكتف كوبا بتقديم الرعاية الصحية للمصابين بكوفيد -19 فقط،  بل قامت بنشر طلاب الطب في جميع أنحاء البلاد حيث يقوم هؤلاء الطلاب بالتجول من منزل إلى آخر بشكل يومي، ومنذ ساعات الصباح الأولى للاطمئنان على حال السكان، وخصوصاً كبار السن، من أجل الكشف المبكر عن أي حالة لفيروس كورونا لمنع انتشارها على نطاق واسع.

وبسبب تعليق الدوام الرسمي في الجامعات فقد تحولت الشوارع وشرفات المنازل إلى قاعات جديدة بالنسبة لهؤلاء الطلاب.

تقول روسيو أكوستا طالبة طب سنة رابعة للميادين نت "نحن سعداء للغاية حيث وعلى الرغم من تعليق الدوام في الجامعات، يمكننا الاستمرار في تقديم واجبنا الإنساني المتمثل بتوفير الرعاية الصحية للسكان"، مؤكده أن طلاب الطب يقومون بمهمة البحث التطوعي للإطمئنان على أحوال السكان، وخصوصاً كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة والكشف المبكر عن أي أعراض أو إصابات، مضيفة "نحن نقوم بهذه المهمة بشكل يومي منذ العام الماضي، ونتفقد جميع المنازل، للحد من انتشار فيروس كورونا".

ونشرت الحكومة الكوبية أكثر من 28000 طالب طب في جميع أنحاء البلاد، والذين يعملون يومياً مع أطباء الأسرة على الاطمئنان على السكان وكبار السن بشكل خاص واكتشاف أي حالة إصابة بفيروس كورونا مبكراً.

هذا البروتوكول الصحي الذي اعتمدته الحكومة الكوبية منذ بداية جائحة كورونا شكل عامل اطمئنان للمواطنين الكوبيين وخاصة كبار السن، حيث أكدت لوسيا غارسيا غونزاليس، وهي مواطنة كويتية في العقد السادس من العمر للميادين نت أن "هؤلاء الطلاب يأتون يومياً في الموعد المحدد في الساعة 9 صباحاً بابتسامة تبعث الأمل، معبرة عن سعادتها بهذا البروتوكول، والذي يشعرها بالاطمئنان وأن هناك من هو مهتم بصحتهم وهذا يمنحهم الكثير من راحة البال".. تقول لوسيا: "والأهم أنهم يمكنهم اكتشاف أي حالة فيروس كورونا في الوقت المناسب."

يتعلق الأمر بمراكز طبية صغيرة للرعاية الأولية موجودة في جميع أحياء البلاد، ونظامها الصحي مجاني تماماً، في حال حدوث أي طارئ، يتم ضمان الرعاية في أي وقت من اليوم، حيث منزل الطبيب يقع في الجزء العلوي من العيادة.

الدكتورة ديانيلس بارغا دياز، مديرة مستوصف في أحد أحياء هافانا تقول للميادين نت: "أنا فخورة جداً بالعمل والأداء الذي نقوم به في هذه الأوقات الصعبة مع الوباء، في الكشف المبكر عن حالات الإصابة بفيروس كورونا، ونحن الأطباء ممتنون جداً للدور الذي يقوم به طلاب الطب في هذا الشأن"، مشيرة إلى أن مكان سكنها يقع في الطابق العلوي من العيادة، للاستجابة لأي حالة طارئة في أي وقت من اليوم.

ليست جائحة كورونا أول جائحة أو أزمة صحية تتعامل كوبا معها، بل إن خبرتها في التصدي للأوبئة والكوارث الطبيعية عززت قدرتها على التعامل مع الوباء الحالي، و في الوقت الذي كانت فيه العديد من الدول تعاني من نقص الكوادر الطبية، أرسلت كوبا أطباءها إلى العديد من مستشفيات العالم لتقديم العون في مواجهة الوباء.

اخترنا لك