آثار عكسية لحجب "عرين الأسود" عن منصات التواصل.. ما الذي يُقلق "إسرائيل"؟
وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن "قلق كبير وسط جهات في المؤسسة الأمنية والعسكرية من حساب مجموعة عرين الأسود في تيليغرام"، مع رفض الموقع إغلاق حسابهم.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ "إغلاق حساب عرين الأسود في موقع التواصل الاجتماعي تيك توك نجح في إحداث تأثير معاكس، أي زيادة التعاطف مع المجموعة، وذلك في شبكة تلغرام، حيث يكاد يكون من المستحيل تقييد المحتوى".
وأشار موقع "والاه" الإسرائيلي إلى أنّ ذلك "يثيرُ قلقاً كبيراً وسط جهات في المؤسسة الأمنية والعسكرية".
وأضاف: "مرت أيام قليلة على إغلاق صفحة تيك توك التابعة لمجموعة عرين الأسود التي تتخذ من نابلس مقراً لها، ومع إزالة صفحتها من الشبكة الاجتماعية، انتقل أعضاء عرين الأسود إلى تأجيج النشطاء من خلال شبكة تلغرام المشفرة".
يذكر أنّ مجموعة "عرين الأسود" نفت لاحقاً امتلاكها أي حسابات في تطبيق "تيك توك".
وبحسب مسؤولين أمنيين متخصصين في شبكات التواصل الاجتماعي، "قفز عدد المتابعين خلال يوم واحد منذ افتتاح قناة المجموعة من 40 ألفاً إلى 60 ألف متابع"، مشيرين إلى أنّه بعد 3 أيام على إغلاق حساب تيك توك للمجموعة، "يتابع حساب تلغرام الجديد أكثر من 129 ألف متصفّح، والعدد يزداد كل بضع ساعات".
وأكّدت المصادر أنّه "في هذه المرحلة، لا توجد صورة كاملة لهوية المتابعين، وليس واضحاً تماماً عدد الفلسطينيين منهم من مناطق السلطة الفلسطينية، ومن سكان قطاع غزة، وفلسيطينيو الـ 48، أو عرب من جميع أنحاء العالم"، مؤكّدين أنّ "هذا المنحى مقلق للغاية".
وفي السياق، ذكر موقع "والاه" أنّ "مئات الفلسطينيين استجابوا الليلة الماضية لنداء تضامن ظهر في قناة تلغرام التابعة لـعرين الأسود، حيث طُلب من المتابعين الصعود إلى أسطح المنازل ليصرخوا الله أكبر، وفتح النيران نحو قوات الجيش الإسرائيلي".
وبحسب مصادر في المؤسسة الأمنية والعسكرية فإنّه "من السابق لأوانه تحديد عدد المتابعين في تلغرام، وكم من بين الذين أعربوا عن دعمهم لعرين الأسود، هم على استعداد لحمل سلاح وتنفيذ هجمات، وكم منهم يعبّرون عن تضامنهم فقط".
ووفقاً للمصادر، فإنّ "الخشية هي من اتساع التظاهرات على أسطح المنازل إلى مدن أخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى إلهام ومحاكاة الهجمات في مناطق أخرى خارج الضفة".
ولفتت إلى أنّه "في هذه المرحلة، لا تنجح المؤسسة الأمنية والعسكرية في الحد من أنشطة عرين الأسود في تلغرام".
وذكرت المصادر أنّ "تقدير الجهات الأمنية هو أنّ المسلحين في المجموعة يتلقون مساعدة من شبان فلسطينيين من الضفة ومن قطاع غزة وأماكن أخرى، في إنتاج مقاطع فيديو وصور ورسائل وتوزيعها على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة متطورة تجعل من الصعب تتبع مديري المحتوى".
اقرأ أيضاً: فلسطين: دعماً لـ "عرين الأسود".. تكبيرات ومسيرات في نابلس وأرجاء الضفة
يشار إلى أنّ تطبيق "تلغرام" رفض طلباً إسرائيلياً بإغلاق حسابات مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة الناشطة بالضفة الغربية، معتبراً أن "طلب إسرائيل انتهاك لحرية التعبير"، وذلك بعد أن كانت استجابت شركة "ميتا" للطلب الإسرائيلي، مغلقةً مواقع المجموعة في "فيسبوك" و"إنستغرام".
ونقلت قناة "كان" الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنّ "هذه الحسابات تشكل خطراً حقيقياً وفورياً، من خلالها يجندون ويخططون ويشجعون الإرهاب".
وبرز اسم "عرين الأسود" خلال الأيام الأخيرة، على خلفية تنفيذ عناصرها عمليات إطلاق نار ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضفة. وظهرت المجموعة في نابلس شمالي الضفة مطلع سبتمبر/أيلول الماضي عبر عرض عسكري لعناصرها المنتمين لمختلف الفصائل الفلسطينية.