آلاف الطلاب في مناطق سيطرة "قسد" يقدّمون الامتحانات في الحسكة

ما يقارب 24547 ألف طالب تقدّموا لإجراء امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في سوريا وسط تعرّضهم لضغوط كبيرة.

  • يتعرّض الطلاب في سوريا لضغوط عديدة.
    يتعرّض الطلاب في سوريا لضغوط عديدة.

أجرى طلاب التعليم الأساسي والثانوي في محافظة الحسكة امتحاناتهم العامة، بتسهيلات حكومية، بأعداد بلغت الآلاف.

يذكر أن أكثر من 90%  من الطلاب يقطنون في مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية في المحافظة التي لا تسيطر فيها  إلا على مساحات صغيرة تدخل في نطاق مدينتي الحسكة والقامشلي، فضلاً عن قرى محدودة في ريفي المدينتين. 

وبسبب استيلاء "قسد" على غالبية المدارس الحكومية، ومنع تدريس المناهج الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لجأ معظم الطلاب إلى تقديم الامتحانات بصفة طلاب "أحرار" للتمكّن من تقديم الامتحانات، بسبب توقف المدارس عن تدرس المناهج الحكومية في مناطقهم، فضلاً عن مناطق تابعة إدارياً لمحافظتي حلب والرقة. 

وتجتاز الطالبة،آرتا مسافة 200 كيلومتر للوصول إلى مركز الامتحان في مدرسة إدوار إيواس بمدينة الحسكة، وتغادر منزلها منذ ساعات الفجر الأولى للوصول في الوقت المحدّد.

تقول آرتا لـلميادين نت: "مدارسنا مغلقة منذ ست سنوات، واضطررنا إلى التسجيل كطلاب "أحرار"، حتى يمكننا تقديم امتحانات الشهادة الثانوية في مراكز الامتحانات بمدينة الحسكة"، وتضيف: " نحتاج في يوم تقديم الامتحانات من 3 ساعات إلى 4 أو إلى أكثر، للوصول إلى المركز  والمضي نحو تحقيق هدفنا المتمثل في مواصلة التعليم الحكومي، والحصول على مقعد دراسي في الكليات الجامعية". 

فيما تقول بيان، التي تقطن بلدة الهول، إنها تضطر إلى القدوم قبل موعد تقديم المادّة الامتحانية بيوم، حتى يتسنّى لها الوصول إلى المركز وتقديم الامتحانات، في ظل صعوبات كبيرة تواجهها على الطرقات، وتشير إلى أن "طلاب بلدة الهول من أكثر المناطق التي عانى طلابها نتيجة تعاقب الجماعات المسلّحة في السيطرة على بلدتهم. ومنع "قسد" التعليم الحكومي في مدارس البلدة، ما دفع غالبية الطلاب إلى التسجيل كأحرار للتمكن من التقدّم إلى امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي".

وأضافت أن "الطلاب يتمسّكون بالتعليم الحكومي، لكونه الضمانة الوحيدة لحصول الطلاب على شهادة معترف بها محلياً ودولياً، وتخوّلهم إتمام التعليم الجامعي". 

أمّا بيركين حسو، التي أتت من مدينة عين العرب (كوباني)، والتي تبعد نحو 350 كيلومتراً عن الحسكة، فتقول إنها " تحلم بدراسة الإعلام لتصبح صحافية أو مقدّمة برامج، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق إلا بالحصول على شهادة التعليم الثانوي الحكومية، التي ستمكّنها من الدراسة في كلية الإعلام الحكومية". وتؤكد أن "التعليم الحكومي في عين العرب (كوباني) ممنوع، وغالبية الطلاب يُعَدون متسرّبين من التعليم الحكومي، في ظل إقرار الإدارة الذاتية الكردية التي تحكم المنطقة مناهج خاصة بها، غير معترف بها حكومياً". 

مديرة التربية بالحسكة ، إلهام صورخان تؤكّد بدورها، في تصريح للميادين نت، أن " نحو 24547 ألف طالب تقدّموا لامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في 223 مركز امتحانات، منهم 13289 طالباً في التعليم الأساسي و11258 طالباً في التعليم الثانوي بفروعه المختلفة".

وتكشف صاروخان أن "الجهات الحكومية بذلت جهوداً استثنائية لضمان سير العملية الامتحانية في ظل صعوبات عديدة منها محدودية المدارس التي تدار حكومياً، والاضطرار إلى استخدام غرف مسبّقة الصنع لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب".

وتضيف: "على الرغم من منع ميليشا "قسد" التعليم الحكومي في غالبية جغرافية المحافظة، إلا أن الطلاب وذويهم متمسكون بهذا التعليم كضامن وحيد لمستقبل أولادهم، بدليل العدد الكبير للطلاب المتقدمين إلى الامتحانات العامة". 

وتفرض "الإدارة الذاتية" الكردية في محافظة الحسكة، منذ عام 2013 مناهج خاصة بها، مغايرة للمنهاج الحكومي، قامت بفرضها بالتدرّج، بداية بإقرار حصص لتدريس اللغة الكردية، ومناهج للطلاب من الصف الأول وحتى الخامس، وصولاً لمنع التعليم الابتدائي والأساسي والثانوي نهائياً عام 2020، مع الاستيلاء على نحو ألفي مدرسة، واقتصار التعليم الحكومي على أقل من 200 مدرسة في مدينتي الحسكة والقامشلي وريفهما. 

واضطرت مديرية التربية الحكومية إلى استخدام مبانٍ مسبّقة الصنع في باحات المدارس والحدائق العامة، مع تحويل عدد من المباني الحكومية إلى مدارس موقتة، والسماح بتحويل البيوت إلى مدارس خاصة أو منزلية، وإقرار نظام التعلم الذاتي، ومنهاج الفئة "ب" في محاولة لتوفير التعليم الحكومي للطلاب، والحد من تسرّب الطلاب من التعليم الحكومي. 

 

اخترنا لك