أي سمة ستطبع الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2022؟
القوة الشرائية والهجرة والبيئة والأمن والمهاجرون، موضوعات تتصدر النقاش العام بين المرشحين لانتخابات الرئاسة في فرنسا.
-
الهجرة والقوة الشرائية في صميم مقترحات المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية
فاجأت القضية الاجتماعية – الاقتصادية جميع المرشحين، مع ارتفاع مؤشرات التضخم والزيادات على أسعار الوقود. ووفقاً لاستطلاع أجرته كل من "أيلاب" و "بف أم تي في"، فإن هذا هو الموضوع الذي يقلق الفرنسيين كثيراً، متقدّماً بفارق كبير على الأمن والهجرة والصحة والبيئة.
وبالنسبة إلى عالمة السياسة كلوي مورين (لوموند)، فإن "الوقود والتضخم هما الأكثر تحكّماً في مسار الانتخابات لعام 2022، وسنكون بالضرورة في موضوع يشير إلى انعدام الأمن والحماية الاقتصادية، أو إلى موضوع يشير إلى انعدام الأمن المادي والهوية".
الخبيرة السياسية مورين قالت إن الأحداث تتكون من النقاشات المتتالية، كما حدث عندما اقترح كاتب المقالات اليميني المتطرف إيريك زمور إلزام الوالدين بإعطاء أسماء أولى فرنسية لأطفالهم، كردّ فعل على رئيس الجمهورية، ولكن في معظم الأوقات، "غالباً ما يفرض الجدل تدفق الأخبار اليومية: ارتفاع الأسعار، والهجمات الإرهابية، وما إلى ذلك"، كما تذكر كلوي مورين.
وإذا كان استطلاع رأي أجرته محطة "سي نيوز" وصحيفة "ليزيكو" وراديو كلاسيك قبل شهر يظهر أنه في عام 2017 كان موضوع التوظيف هو الأكثر شيوعاً (47٪)، متقدّماً على الحماية الاجتماعية والقوة الشرائية، فإن 52٪ من الفرنسيين غير مهتمين بعد بالانتخابات الرئاسية.
اهتمام متزايد بالبيئة
ويقدّم استطلاع "Ifop-Fiducial" لمصلحة محطتي "tf1" و "LCI" الذي نُشر في الـ 20 من تشرين الأول/أكتوبر 2021 قصة أخرى. المواضيع الثلاثة التي تعتبر "حاسمة" في الانتخابات المقبلة هي الصحة (76٪)، ومحاربة انعدام الأمن (74٪) ومكافحة الإرهاب (74٪).
وتأتي القوة الشرائية في المرتبة الرابعة فقط (65٪)، والبيئة في المرتبة الثامنة (53٪)، لكنها ارتفعت بشكل حاد مقارنة بعام 2017 .
وتظهر البيئة أيضاً في المرتبة الثانية (30٪)، خلف القوة الشرائية (41٪) وقبل الهجرة (29٪) باعتبارها الشغل الشاغل للفرنسيين، وفقاً لدراسة أجرتها شركة "Ipsos" لصحيفة "Le Monde"، والتي أجريت على عيّنة من أكثر من 16000 شخص. مع ذلك، تعتقد كلوي موران أن في هذه المرحلة هناك فرصة ضئيلة لأن تدور المناقشة الرئاسية حول البيئة.
الهجرة والقوة الشرائية في صميم مقترحات المرشحين
هذه المواضيع والأفكار الملموسة مطروحة بالفعل على الطاولة. في ما يتعلق بالهجرة، قدمت مرشحة من حزب "الجمهوريين"، فاليري بيكريس، على سبيل المثال مشروع قانون دستوري، فيما يدافع ميشيل بارنييه عن وقف الهجرة. حتى إن إريك زمور غير المرشح يقترح إعادة الأجانب المحتجزين في فرنسا إلى بلادهم.
وفي ما يتعلق بمسألة القوة الشرائية، أطلقت آن هيدالغو، المرشحة الاشتراكية، حملتها مع الرغبة في مضاعفة رواتب المعلمين، بينما يطلب مرشح حزب البيئة يانيك جادو إجراء فحص إضافي للطاقة، مخصّص لأكثر الحالات خطورة.
أما مرشحة التجمع الوطني المتطرّف مارين لوبن فتقترح خفض ضريبة القيمة المضافة على البنزين والغاز والكهرباء لاستقطاب شريحة المتضررين، بينما شعاراتها الاستراتيجية تتركز حول الهجرة والمسلمين والخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومن جهة فاليري بريكريس، الدعوة تتركز على زيادة الحد الأدنى للأجور، ويوافقها زميلها كزافيه برتراند بالمطالبة بـ"علاوة عمل" لمن يكسبون أقل من 1500 يورو شهرياً.
أما معركة زعيم فرنسا غير الخاضعة جان لوك ميلونشون، فهي مع الأغنياء وطبقة الأوليغارشية، حيث يقدّم القضايا الاجتماعية وتجميد الضرائب ورفع الأجور عل غيرها من القضايا، ولا سيما رفضه وإدانته لاستغلال قضية المهاجرين والأمن والعداء للمسلمين.