إعلام إسرائيلي: محادثات فيينا تُقلق "إسرائيل" وتدفعها نحو التبجح الفارغ
وسائل إعلام إسرائيلية تتناول القلق الإسرائيلي من محادثات فيينا، وتشير إلى أنّه "يجب على إسرائيل أن تقرر بنفسها استراتيجيتها المستقبلية حول الاتفاق النووي".
-
اجتماعات محادثات فيينا
منذ استئناف مباحثات فيينا في 29 تشرين ثاني/نوفمبر، وردود الأفعال الإسرائيلية تتوالى بشكل ملحوظ. ردودٌ تحمل في طيّاتها قلقاً كبيراً من ما ستؤول إليه المباحثات، وتخوّف من أنّ إيران ستصبح "دولة نووية"، الأمر الذي سيؤثّر على الوضع الاستراتيجي على نحو سيئ لـ"إسرائيل"، بحسب تصريحات رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك.
وبعد أن توقفت المحادثات التي أحرزت بعض التقدّم، حتى الأسبوع المقبل، وبعد أن عادت الوفود إلى العواصم للتشاور مع المرجعيات، دعا رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، كل الدول التي تفاوض إيران إلى التمسك "بسياسة مشددة، والتوضيح لها أنه لا يمكن في آن واحد أن تخصب اليورانيوم والتفاوض".
وأشار بينيت إلى أنّه "هذا بالضبط هو الوقت المناسب لاستخدام سلّة من الأدوات مقابل هرولة إيران في مجال التخصيب، وهي ملزمة بالبدء في دفع أثمان خروقاتها".
آيلند: تصريحات بينيت وبارنياع لم تكن حذرة
رئيس مجلس الأمن القومي السابق، غيورا آيلند، علّق على تصريحات بينيت ورئيس الموساد ديفيد بارنياع، معتبراً أنّها "لم تكن حذرة وفي غير محلها".
وأوضح آيلند أنّ "إسرائيل بحاجة إلى الحفاظ على بروفيل منخفض جداً"، مؤيداً بذلك مواقف رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك، والذي كان قد أشار في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ "التبجح الفارغ ليس السبيل الصحيح"، وأنّ "إيران نووية هي تغيير جوهري نحو الأسوأ في وضعنا الاستراتيجي".
كما أضاف آيلند أنّه "عندما يقول رئيس الموساد، أنّ الموساد يعرف كيف يوقف البرنامج النووي الإيراني ويسافر إلى الولايات المتحدة في اليوم التالي، فهو في الواقع يدعو الأميركيين للقول بكل بساطة: إذا كان الموساد يعرف كيف يوقف البرنامج النووي الإيراني فماذا تريد منا؟".
وأكّد أنّ "التبجح والغطرسة والثرثرة حول قدرات ونوايا، يدلّون في كثيرٍ من الأحيان على إرباك، وغياب سياسة، وعدم انضباط وارتباك في فهم العلاقات بين المستويات والتوافقات على الحديث علناً عن السياسة الخارجية والأمن في مواضيع حساسة".
ليمور: يجب أن تكون "إسرائيل" قلقة للغاية
أمّا محلل الشؤون العسكرية، يوآف ليمور، فقد ذكر في صحيفة "إسرائيل هيوم"، أنّه "قد تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق سيئ مع إيران"، لافتاً إلى أنّه "يجب على إسرائيل أن تقرر بنفسها استراتيجيتها".
ومن ناحيةٍ أخرى، أكّد ليمور أنّه "يجب أن تكون إسرائيل قلقة للغاية، في وقت تقول الإدارة إن إيران ليست جادة في المفاوضات التي تجريها بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، وإذا فشلت المحادثات "فهناك خيارات اخرى"، وأيضا في الإدارة "يدركون أن إسرائيل تمرن نفسها على معضلة إشكالية جداً، أبقتها مع قليل من الأوراق الجيدة في يدها".
كذلك أشار إلى أنّ "الجهد الإسرائيلي الحالي يركز على محاولة التأثير على الاتفاقية، والتي، كما ذكرنا، لا تزال بعيدة عن متناول اليد، والإدارة متحمسة للتوصل اليه من أجل إزالة الملف الإيراني عن جدول الاعمال والتفرغ للصين وروسيا".
وأضاف: "إلاّ أنّ الإيرانيون يعتبرون العودة إلى الاتفاق الآن هي خيار وليس هاجس، فلقد تعلموا العيش في ظل العقوبات واستفادوا من الوقت لإحراز تقدم مثير للإعجاب في المشروع النووي والمسائل الاستراتيجية الأخرى، مع التركيز على الإنتاج والتوزيع المنتظم للصواريخ الدقيقة والطائرات من جميع الأنواع".
مسؤول إسرائيلي: على "إسرائيل" أن تقرر استراتيجيتها بنفسها
بدوره، قال مسؤول إسرائيلي كبير إنّه "لن نسقط من الكرسي إذا وجدنا أن هناك محادثات مباشرة وسرية بين واشنطن وطهران"، و"يجب أن تطالب إسرائيل بالشفافية على الأقل من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إجابات واضحة: إذا كان هناك اتفاق، فما الذي يطمحون إلى تضمينه، وإذا لم يكن كذلك، ما الذي سيحدث؟ هل مزيد من العقوبات مطروحة على الطاولة، وهل الأميركيون مستعدون عموما للتفكير في إعادة الخيار العسكري إلى الطاولة؟"
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإنّه كما "تبدو الأمور أن الرد الحالي من واشنطن سلبي، مما يضطر إسرائيل إلى اتخاذ قرار بنفسها بشأن استراتيجيتها المستقبلية تجاه البرنامج النووي الإيراني، وكيفية تنفيذها"، معتبراً أنّ "الطريق الأفضل لفعل ذلك هو في الغرف المغلقة، لا بالتصريحات والعناوين في وسائل الإعلام، التي فقط تعبر عن ضائقة، كما هو دائماً. من يريد أن يطلق النار، من الأفضل له إما أن يطلق أو لا يتحدث".