الأب زحلاوي للبابا: لو كان المسيح مكانك لدعا لرفع الحصار عن سوريا

كاهن كنيسة سيدة دمشق، الأب إلياس زحلاوي، يرسل للبابا فرنسيس، رسالة يعبّر فيها عن خيبته المريرة من موقف الفاتيكان الأخير، حيال الزلزال المروّع الذي ضرب سوريا.

  •  الأب إلياس زحلاوي
    الأب إلياس زحلاوي

وجّه كاهن كنيسة "سيدة دمشق"، الأب إلياس زحلاوي رسالةً للبابا فرنسيس، عبّر فيها عن خيبته المريرة من موقف الفاتيكان الأخير، حيال الزلزال المروّع الذي ضرب سوريا.

وقال الأب زحلاوي في رسالته: "الكثيرون يا صاحب القداسـة، يأخذون عليّ إصراري على الكتابة العلنيّة لك، فيما أنا أرى في ذلك واجباً يفرض نفسَه بقوّة لا تُقاوَم، على كلّ إنسان ذي ضميرٍ حيّ.. فكيف به إذا كان كاهناً كاثوليكياً، له مرجعية روحية عُليا على مستوى العالم، يمثّلها من يُسمّى نائب السيّد المسيح على الأرض.. ولسوف أظلّ أكتب، طالما بقيت ممثّلاً ليسوع".

وأضاف زحلاوي أنّ ما يدفعه إلى الكتابة للبابا من جديد، هو "الخيبة المريرة من موقفه الأخير"، حيال الزلزال المروّع الذي ضرب سوريا وتركيا.

اقرأ أيضاً: زلزال سوريا.. بين الكارثة والجريمة

ووجّه في رسالته تساؤلاً للبابا فرنسيس، قائلاً: "أما كان منك، إزاء مثل هذه الكارثة الإنسانية، سوى الدعاء إلى الله، والعزاء للبشر؟".

وأضاف: "دعني، قبل أن أسترسل، أن أطرح عليك سؤالي المعتاد: لو كان السيد المسيح مكانك، هل تُراه كان نطقَ بما نطقتَ به، وانكفأ؟ أما كان أضاف إلى كلمتَي العزاء والابتهال، كلمات غضب وإنذار، كما كان يفعل، يوم كان في فلسطين، يواجه بَطَر الأغنياء، وصلف المتجبّرين؟".

وتابع: "أما كان دعا على الأقل، إلى وقف الحصار على سوريا فوراً، ورغم يقيني بأنّه ليس هناك مَن يسمع؟ وبوصفي كاهناً كاثوليكيّاً من سوريا، تخطّى التسعين من العمر، ويدرك تماماً أنّه قد يَمثُل في أي لحظة أمام العزّة الإلهيّة، دعني أستحلفك بحقّ المسيح يسوع، هل تُراكَ تجهل حقّاً ما يجري على الساحة الدولية عامّة، وما جرى ويجري، وما يُراد له أن يجري في سوريا خاصّة، أقلّه منذ 12 سنة؟ فلِمَ تُراك تتصرّف وكأنّك لستَ ممثّلاً للسيّد المسيح، وخادماً له؟".

ولفت الأب زحلاوي إلى أن البابا كثير السفر، وتساءل: "ما الذي يمنعه من زيارة سوريا، ليرى بأمّ عينه بعض ما حوّلوا إليه، شعباً أصيلاً في إيمانه، وتسامحه، ونُبله، ومودّته، واليوم في عذابه من جرّاء هذا الزلزال المدمّر؟".

اقرأ أيضاً: زلزال سوريا: حزب الله يطلق دفعة المساعدات الثانية.. وروسيا توزع 2.5 طن من الأدوية

وفي السادس من شباط/فبراير، اكتفى البابا فرنسيس بالإعراب عن حزنه العميق في إثر الزلزال الذي ضرب سوريا فجراً، وتسبّب بخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

ونقلت وكالة أنباء الفاتيكان عن وزير خارجية الكرسي البابوي الكاردينال بيترو بارولين قوله إنّ "البابا قدّم تعازيه للشعب السوري"، مشدداً على "وقوفه إلى جانب كل المتضررين".

وأضاف بارولين إنّ البابا "جدد تضامنه الروحي مع الشعب السوري الذي طالت معاناته".

زلزال مدمر ضرب أجزاءً واسعة من سوريا وتركيا، ودمر الآلاف من المباني وحصد الآلاف من الأرواح في البلدين، في هذه الصفحة تجد كل الأخبار والمستجدات والتقارير المرتبطة بالزلزال.

اخترنا لك