الاحتلال "عالق في ورطة": بين اتفاق نووي جديد - قديم أو فشل المحادثات
معهد التفكير الإسرائيلي يشير إلى أنّ الاستراتيجية الإسرائيلية عالقة إزاء خيارين سيئين: اتفاق نووي قديم - جديد يمنح إيران شرعية دولية، ويعزز اقتصادها على نحو يسمح للنظام بزيادة أنشطته في الشرق الأوسط، أو تضييق الخناق على "إسرائيل".
-
خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية (أرشيف)
قال معهد التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي، اليوم الخميس، إنّ "الاستراتيجية الإسرائيلية عالقة في ورطة وبين احتمالين سيئين: اتفاق نووي جديد - قديم، أو فشل المحادثات".
وفي حسابه في موقع "تويتر"، أشار المعهد إلى أنّ "إسرائيل تحتاج إلى التأثير في بلورة اتفاق نووي عملي، والاستفادة من الاتفاق من أجل زيادة المساعدة الأمنية من جانب الولايات المتحدة الأميركية، وتسريع عملية بناء القوة، وتوثيق العلاقات الاستراتيجية بالأردن ومصر ودول الخليج".
ووفق المعهد الإسرائيلي، فـ"إن الاستراتيجية الإسرائيلية عالقة إزاء خيارين سيئين: اتفاق نووي قديم - جديد، يمنح إيران شرعية دولية، ويعزّز اقتصادها على نحو يسمح للنظام بزيادة أنشطته في الشرق الأوسط، أو تضييق الخناق على "إسرائيل"، عبر إقامة قواعد نيران إقليمية، وتعزيز القوات الإيرانية في سوريا ولبنان وغزة".
وفي تقريره السنوي لعام 2022، فنّد معهد السياسة والاستراتيجيا، برئاسة اللواء (احتياط) عاموس غلعاد، التحديات الأمنية التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي، بدءاً بالاتفاق النووي، وصولاً إلى تعاظم قدرات حركة "حماس".
واعتبر التقرير أنّ "المحادثات النووية في فيينا، والتي استؤنفت بعد نهاية عطلة عيد الميلاد، وصلت إلى مرحلة متقدمة، بحيث سيُطلب فيها من الأطراف اتخاذ قرارات صعبة بشأن إمكان استئناف الاتفاق النووي".
وأضاف أنّ "ممثلي الوفود من إيران وروسيا والصين وأوروبا يُظهرون تفاؤلاً حذراً، بالرغم من الفجوات العميقة التي ما زالت موجودة بين الأطراف في المسائل الجوهرية. وفي هذا الصدد، فإن إمكان حدوث أزمة في العلاقات بين القدس وواشنطن تزداد في حال وُقّع اتفاق يعرض مصالح الأمن القومي الإسرائيلي للخطر".
تأتي هذه البيانات في وقت لا يزال الملف النووي الإيراني مستحوذاً على حيّز واسع من الاهتمامات في "إسرائيل"، مع استئناف المحادثات. اهتمام تجلّى، من بين عدة أمور، عبر طرح الأمر على طاولة النقاش في اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) يوم الأحد الماضي، وفي جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يوم الإثنين الماضي.
كما حضر الموضوع في مواقف مسؤولين وقراءات قدّمها خبراء ومعلقون، بحيث برز تبدل في النبرة الإسرائيلية، إذ أعلن وزير الخارجية، يائير لابيد، أنهم في "إسرائيل" ليسوا ضد أي اتفاق، فـ"صفقة جيدة هي شيء جيد".
ولم تحضر الإشارات إلى تبدُّل في الموقف الإسرائيلي بشأن المفاوضات بين إيران والدول العظمى، في مواقف لابيد فقط، بل حضرت أيضاً في المواقف التي قالها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي – أمان، اللواء هارون حاليفا، خلال جلسة الكابينت، والتي تضمّنت حديثاً عن أن وضعاً تتوصل فيه إيران والدول الكبرى إلى اتفاقٍ في محادثات النووي في فيينا أفضل لـ"إسرائيل" من وضعٍ تفشل فيه المحادثات.
كلام حاليفا أتى مغايراً ورداً على عرض قدّمه رئيس الموساد دافيد برنياع، أمام الكابينت، لم يُعرب فيه عن دعم للعودة إلى الاتفاق النووي، وفقاً لتقارير إسرائيلية.