التسويات والمصالحات مستمرة في الرقة ودير الزور .. و"قسد" تحاول العرقلة
مصدرٌ حكوميٌّ سوري يؤكد للميادين نت أنَّ حواجز تابعة لقوات "قسد" تعمّدت منع وصول مئات الأشخاص الراغبين في تسوية أوضاعهم إلى مراكز التسوية في ريف الرقة الشرقي.
-
مصادر الميادين: أكثر من 20 ألف شخص قاموا بتسوية أوضاعهم في دير الزور
أكَّد مصدرٌ حكوميٌّ سوري للميادين نت أنَّ "حواجز "قسد" منعت وصول مئات الأشخاص إلى مركز التسوية الحكومي في بلدة السبخة، في ريف الرقة الشرقي"، متهماً ميليشيا "قسد" بأنَّها "تسعى لإفشال تجربة المصالحة، بموجب تعليماتٍ أميركيةٍ واضحةٍ".
ولفت المصدر إلى أنَّ "إقبال بعض القيادات المنخرطة مع ما يسمى "قسد" والإدارة الذاتية على التسوية في دير الزور، خلق ردّة فعلٍ صادمةً لديهم".
يأتي ذلك في ظلِّ مواصلة لجان التسوية الحكومية أعمالها في ريف محافظة الرقة الخاضغ لسيطرة الجيش السوري، لليوم الثاني على التوالي، وسطَ إقبالٍ شعبيٍّ لافتٍ، بالتزامن مع استمرار التسوية في محافظة ديرالزور، للشهر الثالث على التوالي.
وبيّنت مصادرُ حكوميةٌ للميادين نت أنَّ "النجاح اللافت المتحقِّق نتيجةَ التسوية الشاملة للمطلوبين أمنياً، أو المتخلّفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، دفع عدداً من وجوه العشائر إلى نقل التجربة إلى ريف الرقة المحرَّر، وإلى الحسكة لاحقاً".
وكشفت المصادر أنَّ "أكثر من 20 ألفَ شخصٍ قاموا بتسوية أوضاعهم خلال عمليات التسوية المستمرة في دير الزور، وعادوا إلى ممارسة حياتهم الاعتيادية، بالإضافة إلى التحاق المتخلّفين عن خدمة العلم بقطعاتٍ عسكريةٍ ضمن محافظة دير الزور حصراً، ولأبناء الرقة ضمن الرقة".
وأشارت هذه المصادر إلى أنَّ "الجهات الحكومية اتّخذت جملةً من التسهيلات لإنجاح التسوية، من خلال فتح 4 مراكز في كلٍّ من دير الزور والبوكمال والميادين والشميطية في محافظة دير الزور، ومركزٍ في بلدة السبخة في ريف الرقة، مع احتمال افتتاح مركزٍ إضافيٍّ في دبسي عفنان في ريف الرقة الغربي".
وتهدف الحكومة السورية، من إطلاق عمليات التسوية، إلى اتّخاذ خطواتٍ تشجّع الأهالي على العودة إلى مناطقهم، وإعادة إنعاشها من جديد، وإرسال تطميناتٍ إلى سكان المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، مفادها أنَّ أيَّ عودةٍ مستقبليةٍ للدولة إلى هذه المناطق ستتمُّ من دونِ أيِّ ملاحقاتٍ للمطلوبين.
كما أنَّ تركيز الحكومة، بدعمٍ روسيٍّ، على أن تشمل التسويات سكانَ المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، يُعَدُّ بمثابة وجود نيّات حكومية مستقبلية في إعادة سيادتها على هذه المناطق، مع اعتبار خطوة التسوية أولى الخطوات في هذا الاتجاه.
لهذا السبب، تجاهر "الإدارة الذاتية" الكردية بمحاربة خطوة التسوية، إمّا من خلال فصل كلِّ من ثَبتَ انخراطه في التسوية الأخيرة من الهيئات التابعة لها، وحرمانه من الحصول على فرصِ عملٍ حتى ضمن الجمعيات الخيرية الخاصة والمرخَّصة من "الإدارة الذاتية"، وإمّا بإصدار بياناتٍ تحذيريةٍ للسكان من الانخراط في التسوية.
كما لا تُخفي الولايات المتحدة محاربتها خطوة التسوية، عن طريق تقديم نصائحَ إلى وجهاء العشائر، من خلال اجتماعاتٍ في ذيبان والصالحية نهاية العام الفائت، أو عبر اجتماعِ كلٍّ من ممثلة وزارة الخارجية الأميركية في سوريا إيمي كوترونا، والسفير الأميركي ماثيو هاورن، بممثلين عن شيوخ الرقة ووجهائها، قبل يومين من بدء التسوية في المحافظة.
وأكَّدت مصادر الميادين نت أنَّ "الوفد نصح العشائر بعدم التفاعل مع أيِّ مصالحةٍ أو تسويةٍ مع الحكومة السورية مطلقاً"، ولفتت أيضاً إلى أنَّ "الوفد نصح بانتظار إنجاز تسويةٍ سياسيةٍ شاملةٍ قبل أيِّ تعاملٍ مع الحكومة".
من جهتها، أصدرت "الإدارة الذاتية" الكردية بياناً، أمس الأربعاء، أكَّدت فيه أنَّ "التسوية أو المصالحة تندرج ضمن مزاعمِ خداعِ الرأي العام، سورياً وعالمياً، كونها تقوم بإظهار ثُلةٍ من المتورطين في جرائمَ جنائيةٍ على أنَّهم وطنيون يعودون إلى كنف السلطة في دمشق".
ودعا البيان الأهالي إلى "عدم الوقوع في هذه المصيدة، التي تهدف إلى النيل من استقرار الشعب في مناطق سيطرة "قسد" ونضاله، وتهدف إلى تحقيق مآربَ إعلاميةٍ لا علاقة لها بالمعضلة التي تعيشها البلاد".
واعتبر البيان أنَّ "استهداف مناطق عربية في دير الزور والرقة هدفه الخداع، واستغلال بعض الحالات الفردية من أجل غاياتٍ إعلاميةٍ".
ومنتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بدأت الجهات الأمنية والعسكرية السورية تسوية شاملة لأبناء محافظة دير الزور، في إطار المصالحة الوطنية وإنهاء مرحلة الفوضى التي عاشتها أرياف المحافظة، بما فيها الأرياف الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية ("قسد").