التضامن اليمني الفلسطيني.. وحدة درب المواجهة
لا يتأخر الشعبان اليمني والفلسطيني عن التضامن والدعم المتبادلين، رغم ما يتحملانه من عدوانية وحصار ومظلومية.
-
التضامن اليمني الفلسطيني رغم قساوة الانتهاكات
دخل العدوان السعودي على اليمن عامه الثامن، ومع كل المجازر، وشدة الحصار البري والبحري، لم يتوقف اليمنيون عن دعم المقاومة في فلسطين المحتلة، خلال تظاهرات حاشدة.
غداة الحرب الأخيرة على غزة، شهد العالَم برمته أعظم وأكبر تظاهرة تضامن مع غزة في صنعاء، تظاهرة تتكرر بصورة مليونية عند إحياء يوم القدس العالمي، في كل عام، في صنعاء ومدن يمنية أخرى.
استمر التحالف السعودي في العدوان على اليمن، على مدار السنوات السبع، في ارتكاب مجازر إنسانية، لكنّه لم ينجح في تغيير بوصلة الشعب اليمني وحرفها عن القضية الفلسطينية.
الحملة الشعبية تحت شعار "القدس أقرب"، التي دعا إليها السيد عبد الملك الحوثي في أول أيام معركة "سيف القدس"، لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بمبالغ مالية، رغم الحصار الذي يعاني منه اليمنيون، والذي تسبّب في الجوع والأمراض، خير شاهد على اللحمة اليمنية الفلسطينية.
مواقف تضامنية عديدة، نستذكر منها التبريك والاحتفال اليمني بالانتصار الفلسطيني بمعركة "سيف القدس" العام الفائت، حيث قالت حركة أنصار الله اليمنية حينها إنّ "القضية المشرقة تعود إلى الواجهة بانبلاج فجر جديد لهذه الأمة"، وأضافت: "معركة سيف القدس قضت على ما حيكَ لسنوات من مخططات خبيثة لتصفية القضية الفلسطينية، من جانب أميركا وإسرائيل والمطبِّعين الخونة".
وخلال تظاهرة يمنية تضامنية مع غزة وأهلها حينها، اعتبر المتظاهرون أنّ المقاومة الفلسطينية لا تدافع عن فلسطين فقط، بل عن شرف الأمة وكرامتها، مندّدين بمواقف "الأنظمة العربية المتخاذلة تجاه قضية العرب المركزية".
التضامن الفلسطيني مع اليمن
من جانبها، لا تتأخر الفصائل الفلسطينية عن مساندة الشعب اليمني ومناصرته. بشكل متتالي تستنكر حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي ضد الشعب اليمني.
وتدعو باستمرار إلى وقفات تضامنية، من أجل المطالبة بوقف العدوان على اليمن وأهله.
وفي الـ22 من كانون الثاني/يناير، دعا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خالد البطش، خلال وقفة احتجاجية، إلى "التحرّك لوقف الحرب العبثية على اليمن"، مؤكداً أنّه "لم يعد أمامنا من خيار سوى أن نُعلي الصوت بدعمنا للأبرياء، ورفضنا قتلهم في اليمن".
وأكدت أنّها تقف في وجه المجازر التي لطالما عانى الشعب اليمني جرّاءها، مشيرةً إلى أنَّ "الطائرات العربية تستهدف المدنيين العُزّل في اليمن، بدلاً من استهداف الاحتلال الصهيوني".
ولفتت الفصائل إلى أنّ "الجيوش العربية خذلت فلسطين، وأصبح همّها حماية العروش من غضب الشعوب، فيما كان الأجدر بالقادة العرب، الذين شكّلوا التحالف ضد اليمن، أن يقفوا على الحياد في الملف اليمني".
وعبّرت عن "تضامنها الكامل مع عائلات الضحايا، ومع الشعب اليمني الشقيق"، متمنيةً "خلاصاً عاجلاً لمعاناته، ليعود يمناً سعيداً عصيّاً على الكسر".
"إسرائيل" عدو مشترك لليمن وفلسطين
لفت محللون إلى أنّ التطبيع الإماراتي، مع الاحتلال الإسرائيلي، كشف المستور في دور الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على اليمن، وخصوصاً في جانب تمكين "إسرائيل" في البحر الأحمر والموانئ المطلة عليه.
وتابعوا: أنّ رفع السيّاح الإسرائيليين للعلَم الإسرائيلي فوق هضاب سقطرى اليمنية المحتلة إماراتياً، وبدء بناء مدرج عسكري إسرائيلي في أرضها، هما دليل صريح على طبيعة منظومة الحرب على اليمن، وطبيعة أهدافها. وهو ما وصل إلى حدّ استقبال الإمارات الرئيسَ الإسرائيلي، والاحتفاء بزيارته على وقع نشيد "هتفيا" الإسرائيلي.
ويشرح المعلقون أنّ كل تضامن عربي عربي إنما هو تعبير عن أصل عقائدي منبثق من طبيعة دين العرب وحضارتهم الإسلامية، وهو عامل سياسي وإبداع فكري يصبّان في مصلحة العرب الاستراتيجية، لكنه الصراع السياسي والارتهان للمشاريع الأميركية والإسرائيلية، بأدوات عربية.
المسيرات والصواريخ اليمنية التي ضربت عمق أراضي السعودية والإمارات لم تصب منشآت حيوية في قلب البلدين فحسب، بل وصل صداها إلى مسامع السياسيين الإسرائيليين، الذين رأوا فيها تهديداً واضحاً ل "إسرائيل"، ما دفعهم للحديث عن عرض تقديم "المساعدة" للرياض وأبو ظبي لمواجهة الهجمات اليمنية.
التهديدات الإسرائيلية تطال اليمن وفلسطين، فبين البلدين قضية مشتركة؛ ففي فلسطين احتلال الأرض، وتهديد بسلب الهوية والتاريخ، أما في اليمن فانتهاك لسيادة البلاد وعدوان على البشر والحجر. ففي الجانبين خوف على الأطفال والنساء والأرواح والمنازل من عدو يمتلك أطماعاً لا حدود لها. لكن رغم كل الانتهاكات، ما زال الشعبان يناهضان الحرب والحصار والعدوان، ويزدادان لحمة وتضامناً.