الفن والمسرح والسينما في سلسلة "إيران كما هي" عبر الميادين

"إيران كما هي" سلسلة وثائقية من إنتاج الميادين، تقود المشاهد إلى أن يطّلع على تفاصيل هذا البلد، ليتعرّف إلى تاريخ شعب حضاري ثوري مثقف ومتقدّم.

  • "إيران كما هي"..  وثائقي من انتاج الميادين

"الوسائل الفنية هي، من دون شكّ، أهم الوسائل التبليغية وأكثرها فعّالية. وإن تأثير الشعر والرسم وسائر صنوف الفن والأصوات الجميلة والألحان اللطيفة، وهذه كلها فنون، يحدث في أذن المتلقي من حيث لا يشعر، وهذا أفضل أنواع التأثير... وإن السينما فنّ متقدم ومتطور جداً".

(المرشد الإيراني السيد علي خامنئي) 

عند سماع كلمة "إيران"، يكون الانطباع الأول لأي مستمع هو قيام حدث سياسي معين في هذا البلد. فالنظرة الأولى تصبغها الأحداث السياسية الشائكة، لكن، في المقابل، يكتنز هذا البلد، في طياته، ثروتين، ثقافية وتاريخية، كبيرتين وفريدتين من نوعيهما.

وعلى رغم تقدّم الزمن وتطوره، فإن المدن الإيرانية بقيت، كما هي، محافظةً على تاريخها وفنها وعراقتها، حتى إنها استغلت الحصار والحروب المفروضة عليها لتخلق من ضغفها قوة وفناً متزناً وحضارة عريقة.

سلسلة "إيران كما هي"

بعيداً عن السياسة، ستسرد الميادين، في سلسلة وثائقية جديدة، من إخراج مهدي راشفند والمنتج المنفذ سلمان خورشيد،  ابتداءً من يوم غد الأحد، كل جوانب حياة الشعب الإيراني، اجتماعياً وثقافياً، مروراً بالمتغيّرات السياسة الكبيرة.

هذه السلسلة تأتي لتسلط الضوء على الفن الإيراني المتميّز عالمياً، في كل تفاصيله، مثل المسرح والسينما، بالإضافة إلى واقع المرأة الإيرانية المشاركة في كل جوانب الحياة، ثقافياً واجتماعياً، من الرياضة إلى الفن والإنجازات العلمية، فضلاً عن الهندسة المعمارية التي اشتهرت بها مدن إيران، فأصبحت عبارة عن أيقونات هندسية ومقصداً للسياح من كل أقطار الكرة الأرضية.

بالإضافة إلى ذلك، ستسرد هذه السلسلة الوثائقية تطوّر وسائل الإعلام الإيرانية، ودورها في التركيز على بروز  إيران عالمياً، اقتصادياً وتجارياً، وخصوصاً في مجال صناعة السجاد، وتميزها بالحِرَف اليدوية، التي أصبحت هوية الشعب الإيراني. وحدثت كل هذه النهضة في ظل حرب مفروضة عليها وحصار اقتصادي تتعرّض له، بسبب وقوفها إلى جانب الشعوب المظلومة والمستضعَفة.

ما قصة السينما في إيران؟

الحلقة الأولى من هذه السلسلة الوثائقية ستكون عن السينما في إيران وتاريخها، خلال النضال ضد الشاه، ورفض الشعب الإيراني، بأمر من الإمام الخميني، تدمير الممتلكات العامة والمباني الحكومية، إلّا أن منطقة واحدة فقط لم تسلم من غضب الشعب الثوري.

كما ستسرد السلسلة بالتفصيل ما حدث في هذه الفترة، وخصوصاً أنّ الشعب الثوري الإيراني، في نهاية عام 1978 و بدایة عام 1979، هاجم دُور السینما وأضرم النار فیها. وخلال حُکم بهلوي، بدأت وتیرة الابتذال في السينما الإيرانية بالتدریج، واشتدت في العقود التالية.

ومع انتشار الثقافة الغربية الجديدة في سبعينيات القرن الماضي، بلغت السينما الإيرانية مرحلة متأزمة، ووصلت إلی الإفلاس الاقتصادي. 

وفي مثل هذه الظروف، طالب معظم الناس بمقاطعة دُور السينما بصورة كاملة، إلّا أن مصير السينما الإيرانية تعلّق بأفکار قائد الثورة في إیران.

هذه الحلقة ستعيدنا إلى يوم 19 آب/أغسطس 1978، عندما اشتعلت النيران في سينما ركس في مدینة عبادان.

ويعتقد کثیر من المحللين السياسيين أن إحراق سينما ركس في مدينة عبادان، في محافظة خوزستان الإيرانية، كان سيدفع الثورة الإيرانية إلى حدود لا رجعة فيها. 

الثورة الإسلامية أحيت السينما الدينية

وتشير السلسلة الوثائقية، "إيران كما هي"، إلى أن الثورة الإسلامية تُعَدّ ولادة للسينما الإيرانية، التي عُنيت بإحياء السينما الدينية، وتوجّهت من خلالها إلى مئات الملايين من مسلمي العالم. كما أن كثيرين من منتجي الأفلام الإيرانيين شاركوا في الثورة، وسجّلوا عبر کامیراتهم التظاهرات والأحداث التي رافقتها. 

ومن أهم الأفلام، التي تم إنتاجها خلال هذه الفترة، الفيلم الوثائقي "من أجل الحرية"، وهو من إنتاج حسين ترابي.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية، تطرّق منتجو الأفلام الإيرانيون إلى قضايا لم يكن في الإمكان معالجتها في عهد نظام بهلوي، وکان الناس یرغبون في مشاهدتها لأنها تمسّ صميم حياتهم.

الحلقة الأولى من هذه السلسلة تتحدث أيضاً عن الحرب العراقية الإيرانية، التي كانت أرضية ملائمة لظهور نوع فني جدید في السينما الإيرانية، لم يكن موجوداً من قبلُ. وهو نوع بدأ بأعمال تجارية حربية، مثل "النسور" و"كاني مانجا" و"على أجنحة الملائكة".

في هذه الفترة بالتحديد، کانت حقبة ازدهار السينما الوثائقية الإيرانية، التي عُنِيَت بتوثيق أحداث الحرب، وكانت حصيلتها إنتاج مئات الأفلام الوثائقية.

بعد انتهاء الحرب، وبداية مرحلة إعمار ما هدّمته، ازداد اهتمام السلطات الإيرانية بالسينما، التي تكلّلت جهودها بإنتاج أعمال سامیة توجَّهت إلى مئات الملايين من مسلمي العالم، من خلال إحياء السينما الدينية.

اخترنا لك