المعهد الفنلندي: تواجد هياكل "الناتو" في هلسنكي غير منطقي ومستبعد

دراسة للمعهد الفنلندي للشؤون الدولية، تستبعد رغبة هلسنكي بتواجد مجموعات قتالية تابعة لـ "الناتو" على أراضيها، وتبيّن أنّ الأمر صعب بالنسبة لأعضاء الحلف أيضاً.  

  • دراسة: من غير المرجح أن تسعى فنلندا إلى تواجد هياكل
    الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الفنلندي

أظهرت دراسة للمعهد الفنلندي للشؤون الدولية، تحت عنوان "فنلندا كحليف في الناتو: رؤى أولى في سياسة التحالف الفنلندي"، أنّه من غير المرجح أن تسعى فنلندا إلى قبول أي تواجد لهياكل "الناتو" على أراضيها.  

وذكرت الدراسة أنّ "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أجبرت الجمهورية الفنلندية على إعادة النظر في أسس سياستها الخارجية والأمنية، وبعد مرور أقل من 3 أشهر على الحرب، قررت هلسنكي التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو، بدعمٍ لافت على المستوى الشعبي".

وأشار تقييم المعهد الأول لسياسة "الناتو" الفنلندية،  إلى أنه "بمجرد أن تصبح فنلندا عضواً في الحلف، ستتحدد أهداف فنلندا داخل الناتو من موقعها الجيوستراتيجي كدولة تطل على بحر البلطيق والقطب الشمالي وموقعها في خط المواجهة بين الناتو وروسيا". 

ولفت مؤلفا الدراسة ماتي بيسو وتوماس إيسو - ماركو، إلى أنه "من غير المرجح أن تسعى فنلندا إلى استضافة مجموعة قتالية معززة من الناتو على أراضيها في المستقبل القريب".

وأوضحت أنّ "فنلندا أبرزت قوتها العسكرية وفكرة الاعتماد على الذات خلال عملية الحصول على العضوية. وعلى هذه الخلفية، فإنّ طلب وجود الحلفاء سيبدو غير منطقي وغير متماسك".

وأضافت: "حتى لو أعربت فنلندا عن رغبتها في استضافة قوات الناتو في البلاد، فإنّ مثل هذا الوجود لن يكون بالضرورة متاحاً"، معقبةً بأن" بعض الحلفاء يشعرون بالفعل أنهم مرهقون، ولا يملك أي من الحلفاء الرئيسيين القدرة على تولي المزيد من مسؤوليات التحالف".

ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن تشارك فنلندا في مهام الدفاع الجماعي للتحالف في وقت السلم، وعلى الأخص ضمن القوات الجوية الأوروبية والشرطة الجوية البلطيقية والأيسلندية، وفقاً للباحثين.

كما رأى الباحثون أنّ "أهداف فنلندا الأساسية داخل الناتو ستتعلق بهيكل القيادة والقوة في الحلف والتخطيط العملياتي"، موضحين أنّه "من وجهة النظر الفنلندية، يجب أن يكون لحلف الناتو هيكل قيادة وظيفي، بالإضافة إلى قوات وخطط تشغيلية كافية، من أجل أن يكون قادراً على تعزيز ردع شمال أوروبا وفنلندا إذا فشل ردع الناتو".

وأكدت الدراسة أنّ "موقف فنلندا فيما يتعلق بهذه الجوانب الرئيسية للدفاع الجماعي سيشكل جوهر سياسة الناتو على المسار الفنلندي ويحدد بشكل أساسي صورتها كحليف".

يذكر أنّ فنلندا والسويد تقدمتا بطلب رسمي للانضمام إلى "الناتو" في أيار/مايو الماضي.  وحتى الآن صادقت 28 دولة عضواً من أصل 30 في الحلف الأطلسي على انضمام الدولتين، بينما يتطلب منح العضوية موافقة كل الدول الأعضاء. وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تصادقا حتى الآن على ذلك.
  

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك