الميادين تستعرض الآلية الأميركية في تقييد الإعلام المستقل.. كيف يحصل ذلك؟
"الميادين إنغلش" يرصد حملةً ماليةً وإعلاميةً غربية ضد 3 مواقع مستقلة ناطقة بالإنكليزية، ويجري مقابلات مع مسؤولين في كل منها.
زوّد الإعلام المستقل الجمهور بما يحتاجه: حجة مضادة تستخدم في المناقشات المتعلقة بالتدخل الخارجي والحروب التي لا تنتهي.
المواقع المستقلة، مثل "The Grayzone"، "The Cradle" و"MintPress News MPN"، قدّمت منذ فترة طويلة الرد الوحيد على الدعاية الغربية. والآن، أصبحت هذه المواقع النادرة محاطةً بشبكة متزايدة من الرقابة والاستبعاد المالي والتهديدات المباشرة لموظفيها.
الغرب يفقد السيطرة على السرديات
في 31 تموز/يوليو الماضي، وبعد تعمّق لمدة عام في علاقات وزارة الخارجية الأميركية بعملاق وسائل التواصل الاجتماعي "TikTok"، حظرت المنصة قناة "MPN" من دون تفسير. وفي السابق أيضاً، تم تعليق حساباتها في "Paypal" و"GoFundme"، ومصادرة رصيدها في "PayPal".
وفي مقابلة مع الميادين إنغلش، قالت مؤسسة "MPN" ومديرته، منار آدلي، إنّ ما تعرّض له الموقع هو مثال على العيش في "منطقة حظر طيران فكرية"، حيث يتعرّض الصحافيون، الذين يقدّمون بدائل من وسائل الإعلام "التي تخدم جيوب مصنّعي الأسلحة"، للعقوبات الاقتصادية.
وأوضحت آدلي أنّ عمالقة التكنولوجيا، كـ"غوغل"، "تويتر"، "فيسبوك" و"باي بال" يهدفون إلى التحكم بتدفّق المعلومات، واستهداف الحسابات المصرفية لأي شخص يجرؤ على التشكيك في الرواية الرسمية التي يقدّمها البنتاغون أو وزارة الخارجية الأميركية.
موقع الميادين نت بالإنكليزية يرصد حملة مالية وإعلامية ضد 3 مواقع ناطقة بالإنكليزية. لماذا يتم استهداف هذه المنصات تحديداً؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 6, 2023
مديرة #الميادين أونلاين، بهية حلاوي، في #التحليلية.@halawiBahia pic.twitter.com/hN2QaOOqQA
وفي أيار/مايو الماضي، اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية كيت كلارنبرغ من "The Grayzone"، في مطار "لوتون" خارج لندن، لمدة 5 ساعات.
وقد جاء هذا الاحتجاز في أعقاب المقال الاستقصائي الذي نشره كلارنبرغ، كاشفاً عن تجنيد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لاثنين من الخاطفين في أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001.
والأسبوع الماضي، جُمّدت حملة جمع التبرعات، التي أطلقها مؤسس الموقع، ماكس بلومانثل، عبر منصة "GoFundme"، بهدف دعم ثلاثة من صحافيي الموقع، وذلك بعد جمع ما يزيد على 90 ألف دولار من التبرعات، قدّمها 1100 متبرّع.
وقد أبلغ فريق "الثقة والسلامة" في "GoFundme" بلومانثل بأنّ حملة جمع التبرعات كانت "قيد المراجعة". وبعد الوعد "بإبقائه على اطّلاع دائم"، تم تجاهل جميع رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها. ولاحقاً، انتقل إلى جمع التبرعات عبر منصة أخرى، هي "Spotfund".
وعلّق مؤسس "The Grayzone" على ما تعرّض له الموقع في حديثه إلى الميادين إنغلش، مؤكداً أنّ حملة القمع التي يشنّها نظام العقوبات الغربي ضد وسائل الإعلام المناهضة للحرب والإمبريالية، "تستهدف مواطني الغرب... وهي ترفض في الوقت نفسه تحمّل مسؤولياتها بشأن ما تقوم به".
ما هي فرص مواجهة عمليات التضييق والحظر على المنصات الإعلامية المستقلة؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 6, 2023
محلل #الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، في #التحليلية. pic.twitter.com/utCGwMNa17
والإثنين، نشرت الكاتبة في موقع "The Cradle"، شارمين نارواني، صورة على حسابها في منصة "إكس"، تظهر تنبيهاً من "فيسبوك"، يفيد بـ"إلغاء نشر صفحة الموقع".
ولاحقاً، تمت إعادة نشر الصفحة، لكن فريق الموقع أُبلِغ بأنّ الموقع سيكون عرضةً للقيود، بسبب عدم "مطابقته التوصيات"، بحسب سياسة "ميتا".
كذلك، أفاد "The Cradle" الميادين إنغلش، بأنّ حسابه على "تيك توك" قد تم حظره الشهر الماضي، من دون أي تفسير.
وفي تعليقها على ذلك، قالت نارواني إنّ "الإعلام الراضخ ضروري لضمان السردية الأميركية". وتالياً، يُنظر إلى "The Cradle" وغيره من منصات الإعلام الجديد على أنّه تهديد، لأنّ الصحافة المسؤولة تعوق عمل الولايات المتحدة".
وأوضحت نارواني أنّ المنصات الأساسية كـ"فيسبوك" موجّهة من أجل إلغاء المواقع المستقلة، وذلك بهدف "إيصال أخبارنا وتحقيقاتنا وتحليلاتنا إلى أعداد أقل من الناس".
كما أشارت نارواني في حديثها إلى الميادين إنغلش، إلى أنّ الغرب، من أوكرانيا حتى غرب أفريقيا، "فقد السيطرة على السرديات"، وهذا ما "زاد الانحدار الغربي سرعةً... إنّهم محقون في خوفهم (من هذه المواقع)".