• 

نشر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قبل ثلاثة أعوام، صورة في "تويتر" مأخوذة من قمر اصطناعي تجسسي، تركت خبراء الاستخبارات الأميركية في حالة من الذهول، بحيث كانت مصنَّفة "سرية".

• 

ونقلت إذاعة  "NPR" الأميركية أنّ الصورة المزعومة هي لصاروخ انفجر في منصة إطلاق في عمق إيران، وفق ادعاء الإذاعة.

وكانت الصورة واضحة جداً إلى درجة أن البعض اعتقد، في البداية، أنه ربما لم يتم التقاطها بواسطة قمر اصطناعي.

وسرعان ما أفاد خبراء الفضاء الجوي حينها بأنّها التُقطت عبر استخدام أحد أكثر الأجهزة الاستخبارية الأميركية تطوراً، وهي مركبة فضائية سرية تسمى "USA 224"، يُعتقد على نطاق واسع أنها قمر اصطناعي للاستطلاع KH-11، تقدر قيمته بمليارات الدولارات.

والآن، بعد مضي ثلاثة أعوام على تغريدة ترامب، رفعت وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية (NGA)، السرية رسمياً عن الصورة الأصلية، وجاء رفع السرية نتيجة لطلب يرتبط بقانون حرية المعلومات، قدمته إذاعة "NPR"، بعد مراجعة شاقة على مستوى البنتاغون لتحديد ما إذا كان يمكن مشاركة شريحة الإحاطة التي جاءت منها مع الجمهور.

ولا تزال عدة تفاصيل بشأن الصورة الأصلية مجهولة، لكنها تكشف أن ترامب كان ينشر بعضاً من أكثر المعلومات الاستخبارية الأميركية أهمية في وسائل التواصل الاجتماعي، كما يقول ستيفن أفترغود، المتخصص بالسرية والتصنيف في اتحاد العلماء الأميركيين.

ويقول أفترغود إن ترامب كان يهتم بالاستخبارات الحساسة بشأن إيران، وأول شيء يقوم به هو نشرها في "تويتر".

ويأتي الكشف بعد أيام فقط من إعلان ترامب ترشحه للرئاسة في عام 2024، وفي أعقاب مصادرة مكتب التحقيقات الفيدرالي، في آب/أغسطس، صناديق تضم أكثر من 100 سجل سري، مخزَّنة في منتجع مارا لاغو التابع لترامب في فلوريدا.

ويقال إن بعض هذه الوثائق مرتبط بإيران، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".

ووفقاً للتقارير، رأى ترامب الصورة لأول مرة كجزء من إحاطة استخبارية يومية في صباح اليوم التالي لفشل الإطلاق الإيراني.

وبعد نشره للصورة في "تويتر"، قال ترامب إنه لم يرتكب أي خطأ، وصرح للصحافيين، في ذلك الوقت: "كانت لدينا صورة وقمت بنشرها، وهو ما يحق لي القيام به بصورة مطلقة"، في حين أن هناك رأياً يقول إن الدول الأخرى استفادت من تغريدة ترامب للاطّلاع على الاقمار الاصطناعية التي تستخدمها الولايات المتحدة.