تقرير: الولايات المتحدة غير مستعدّة لمواجهة صواريخ "كروز" الروسية
تقرير أميركي، يحذّر من أنّ "الولايات المتحدة غير مستعدة للدفاع عن نفسها في حال تعرّضت لصواريخ "كروز" الروسية في أي حرب مقبلة محتملة مع روسيا.
حذّر تقريرٌ صادرٌ عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في واشنطن، من أنّ "الولايات المتحدة ليست مستعدة للدفاع عن نفسها أمام صواريخ "كروز" المتطورة، التي تستخدمها روسيا بشكل متزايد في أوكرانيا".
ويذكر التقرير، أنّ "القادة العسكريين وصنّاع السياسات تجاهلوا حماية الولايات المتحدة من هذه الأسلحة منخفضة التحليق والتي يمكن المناورة بها".
ويضيف: "بدلاً من ذلك، ضخّوا مليارات الدولارات في صواريخ اعتراضية معزولة تحمي البلاد من الصواريخ عالية التحليق، وفي الأنظمة المتحركة للدفاع عن القوات المنتشرة في مناطق أخرى من العالم".
وتابع: "الافتقار شبه الكامل للدفاع الصاروخي المحلي والأشكال ذات الصلة من الدفاع الجوي على نطاق أوسع، خلق مشكلة ردعٍ حقيقية".
وأفاد التقرير، بأنّ "المشرعين والقادة العسكريين أصبحوا قلقين بشكل متزايد في السنوات الأخيرة بشأن هجوم محتمل تستخدم فيه صواريخ كروز الروسية على الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أنّه "على عكس الصواريخ البالستية العابرة للقارات، التي تحلّق على ارتفاعات عالية يمكن التنبؤ بها، فإنّ صواريخ كروز تحلّق على ارتفاع منخفض بحيث لا تتمكن الرادارات من اكتشافها".
كذلك، تناول تقرير نشرته صحيفة "فورين بوليسي" الموضوع نفسه، إذ أشار إلى أنّ "الأجيال الجديدة من صواريخ كروز الروسية أثارت الدهشة أكثر في البنتاغون، مثل صاروخ "AS-23A" الذي تم إطلاقه جواً، والذي بدأ تطويره أول مرة في تسعينيات القرن الماضي، مسترشداً بالبديل الروسي لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والذي قد يبلغ مداه حوالى 3000 ميل، بما يكفي للوصول إلى أهداف في أميركا الشمالية من خارج منطقة الإنذار المبكر".
وقال تقرير الصحيفة الأميركية، إنّ "هناك ما يشير إلى أنه قد يكون هناك قبول داخل واشنطن لخطط أفضل لتغطية البلاد بأجهزة استشعار وأدوات إطلاق النار".
وأضاف: "تشير وثائق ميزانية البنتاغون إلى أنّ استراتيجية الدفاع الوطني الأميركية الجديدة، التي ما زالت معلقة في الوزارة، ستسلط الضوء على تهديدات صواريخ كروز بعيدة المدى من روسيا"، مفيداً بأنّ "وكالة الدفاع الصاروخي خصّصت ما يقرب من 14 مليون دولار لتجارب دفاع صاروخ كروز".
يشار إلى أنّ البيت الأبيض كان قد طلب من الكونغرس الأميركي، في شهر آذار/مارس الماضي، المصادقة على ميزانية للدفاع تصل إلى 813 مليار دولار لعام 2023، تتضمن زيادة 30 مليار دولار عن ميزانية العام الحالي.
وبحسب صحيفة "بوليتكو" الأميركية، ستأتي الزيادة بنسبة 4% من الميزانية المقدَّمة عام 2022، لكن لن يتم اعتبارها كافية من جانب الجمهوريين في الكونغرس، الذين طالبوا بزيادة لا تقل عن 5 في المئة.
وقال مسؤول كبير في "البنتاغون" إنّ وزير الدفاع، لويد أوستن، أخبر الرئيس جو بايدن بأنه "في حاجة إلى مزيد من الأموال في تخطيط الميزانية على المدى الطويل، من أجل شراء مزيد من السفن للبحرية، ومواصلة تطوير أسلحة جديدة، مثل أسلحة ضربات دقيقة بعيدة المدى، ومنح مكافآت رواتب للقوات. لكنّ التضخم جعل ذلك صعباً في ظل الخطة الحالية".
وأوضحت الصحيفة أنّ "البيت الأبيض طلب 34.4 مليار دولار للتحديث النووي، و24.7 مليار دولار لبرامج الدفاع الصاروخي، و27.6 مليار دولار أخرى للتحذير من الصواريخ الفضائية، وتتبُّع الصواريخ وجهود إطلاق الفضاء. وستكون ميزانية البحث والتطوير هي الأكبر على الإطلاق، بحيث سترتفع بنسبة 9.5% عن عام 2022، لتصل إلى 130.1 مليار دولار".