تقرير: ميلوني قد تدفع تكلفة سياسية بسبب دعم إيطاليا لأوكرانيا
موقع "وورلد بوليتكس ريفيو" الأميركي يشير إلى السياسة التي تتبعها رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني تجاه أوكرانيا في ظل انقسام الرأي الشعبي.
-
رئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيف)
اتبعت رئيسة وزراء إيطاليا، جيورجيا ميلوني، منذ توليها منصبها سياسة حذره في السياسة الخارجية لروما، وفق موقع "وورلد بوليتكس ريفيو".
وقال الموقع، إنّ "الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بموقف إيطاليا من الحرب في أوكرانيا، وبالتالي علاقتها الثنائية مع روسيا، لذلك يبدو أنّها ملتزمة بالتحالفات عبر الأطلسي".
وتبنّت موقف إيطاليا كعضوٍ أساسي في مجموعة السبعة والاتحاد الأوروبي. إضافةً إلى ذلك، كثّفت ميلوني جهودها "لفطم" إيطاليا تماماً عن واردات الغاز الروسي.
وفي حين أنّ ميلوني لم تقوّض الوحدة الغربية بشأن الحرب في أوكرانيا،وفق الموقع الأميركي، فإنّ استطلاعاً للرأي نشرته مؤخراً "كورييري ديلا سيرا"، يسلّط الضوء على الاختلاف الحاد بين حكومتها والجمهور حول المسألة الأساسية المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا.
الاستطلاع أشار إلى انخفاض بنسبة 10% في الدعم العام لأوكرانيا، من 47% في آذار/مارس 2022 إلى 37% في شباط/فبراير 2023، وبينما أعرب 7% فقط من المستجيبين عن دعمهم لروسيا في استطلاع 2023، بقي 46% على الحياد بشأن النزاع.
وأظهر الاستطلاع، أنّه فيما يتعلّق بمسألة إرسال إيطاليا أسلحة إلى أوكرانيا، ظل الرأي العام منقسماً نسبياً، حيث عارضه 48% وأيده 45%.
لكن، معارضة تسليح أوكرانيا واضحة بشكلٍ خاص بين المستجيبين من أنصار الأحزاب الشعبوية واليمينية مثل الرابطة وحزب "فايف ستار" المناهض للمؤسسة وحزب "إخوان إيطاليا" بزعامة ميلوني.
اقرأ أيضاً: بوريل: مخزونات التكتل الأوروبي العسكرية استنفدت.. ونفتقر لقدرات دفاعية
ويقول الموقع إنّ "المشاعر المؤيدة لروسيا بين شرائح واسعة من الجمهور الإيطالي تغذيها المخاوف بشأن التأثير المرتد للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته ISPI في نيسان/أبريل 2022، أنّ 67% من المستطلعين يعتقدون أنّ هذه العقوبات تضر بالاقتصاد الإيطالي، بينما يعتبرها 37% وسيلة غير فعالة لحل الصراع.
علاوةً على ذلك، لاحظ المؤرخ أندريا غراتسيوسي، أنّ هناك عنصر ثقافي للإعجاب الذي يشعر به العديد من الإيطاليين تجاه روسيا.
ووفق الموقع "ما يزال العديد من اليساريين الإيطاليين المعاصرين يشعرون بالحنين إلى الروابط القوية بين الاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي الإيطالي خلال القرن العشرين، بينما يبدو أنّ اليمين الإيطالي ينجذب إلى سياسة بوتين المحافظة الثقافية وخطابه السيادي".
وإلى جانب التفسيرات الاقتصادية والثقافية، يُعارض العديد من الإيطاليين تسليح أوكرانيا بسبب تقليد ما بعد الحرب من السلميين المنصوص عليه في دستور البلاد، والذي ينص على أن "إيطاليا تنبذ الحرب كوسيلة لحل الخلافات الدولية".
ومنذ توليها منصبها، فاجأت ميلوني العديد من المراقبين بالحفاظ على استمرارية السياسة الخارجية لإيطاليا، من خلال دعم أوكرانيا بقوة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فكلما طال أمد الحرب، زاد التأثير السلبي على الاقتصاد الإيطالي. ونتيجةً لذلك، ستجد ميلوني صعوبةً متزايدة في الحفاظ على دعم روما القوي لأوكرانيا، خاصّة إذا شعر شركاؤها في التحالف الأقل التزاماً بفرصة لإضعافها من أجل مصلحتهم السياسية.
يُذكر أنّ صحيفة "Il Messaggero" الإيطالية، قد أفادت بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بأنّ "إيطاليا جمَّدت إرسال حزمة المساعدات العسكرية السادسة إلى أوكرانيا بسبب شهية كييف المفتوحة".