"تناقض أميركي".. حكومات ووسائل إعلام تدعو واشنطن إلى إنهاء اضطهاد أسانج
تتعرّض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لضغوط مستمرة من صحف وحكومات ومنظمات دولية، بسبب التناقض بين دعمها لسياسة الصحافة الحرة الجديدة والاضطهاد المستمر لمؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج.
-
من تظاهرة رافضة لاضطهاد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج (أرشيف)
تتعرّض إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن،لضغوط مستمرة، بسبب التناقض بين دعمها المزعوم لـ"سياسة الصحافة الحرة الجديدة"، واضطهادها المستمر لمؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنّ "الضغط لإسقاط التهم الموجهة إلى مؤسس موقع "ويكيليكس" يأتي من داخل الولايات المتحدة، ومن الخارج على حد سواء، من المسؤولين ووسائل الإعلام الرئيسة ومنظمات حقوق الإنسان".
وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، نشرت خمس مؤسسات إعلامية كبيرة، بما في ذلك "نيويورك تايمز" و"الغارديان"، رسالة مفتوحة، قالت فيها إن لائحة اتهام أسانج "تشكل سابقة خطرة" وقد "تقوّض التعديل الأول للدستور الأميركي، الذي يضمن حماية الصحافيين في حقهم في نشر المعلومات للجمهور".
وقال رئيس مجلس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، إنّ "الوقت قد حان لإنهاء هذه المسألة"، مطالباً بإسقاط التّهم عن أسانج.
اقرأ أيضاً: حقائق جديدة.. بريطانيا جنّدت 15 شخصاً للقبض على أسانج
وطالب الرئيس البرازيلي الجديد، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بإنهاء ما وصفه بـ"السجن الجائر" لأسانج، بعد اجتماع بمحرري "ويكيليكس"، وهي دعوات وجّهها كذلك الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في رسالة إلى بايدن بهذا شأن.
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولي وزارة العدل الأميركية لم يكشفوا بعد عن التوجيهات المحتملة التي قد تتخذها محاكمة أسانج، فيما ورد أن الأخير يواصل استئناف قرار تسليمه للولايات المتحدة.
وذكرت أن لوائح وزارة العدل الداخلية التي أعلنها المدعي العام الأميركي ميريك جارلاند في تشرين الأول/أكتوبر، التي تحظر استخدام مصادرة السجلات وخطوات التحقيق الأخرى ضد وسائل الإعلام "التي تعمل في نطاق جمع الأخبار"، قد تتحول إلى عامل حاسم.
وفي وقت سابق من كانون الأول/ديسمبر، قدم أسانج طعناً أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن قرار تسليمه للولايات المتحدة من المملكة المتحدة، التي تضعه في سجن مشدّد الحراسة.
وأعلنت الحكومة البريطانية، في 17 حزيران/يونيو الماضي، أنّها وقّعت المرسوم الخاص بتسليم أسانج إلى الولايات المتحدة.
ويلاحق الصحافي البالغ من العمر 51 عاماً في الولايات المتحدة على خلفية نشره عام 2010 أكثر من 700 ألف مستند سرّي في شأن نشاطات الجيش الأميركي، تفضح انتهاكاته لحقوق الإنسان، في العراق وأفغانستان خصوصاً، عبر موقع "ويكيليكس".
وفي وقت سابق، قال شقيق جوليان أسانج، غابرييل شيبتون، إنّه يخشى وفاة مؤسس موقع "ويكيليكس" خلال المعركة القانونية ضدّ تسليمه من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: تسليم جوليان أسانج إلى أميركا يثير مخاوف بشأن حرية الإعلام
وقبض على أسانج في لندن في نيسان/أبريل 2019 بناءً على مذكرة توقيف أميركية، ويواجه التسليم إلى الولايات المتحدة وحكماً يصل إلى 175 عاماً في سجن شديد الحراسة إذا أدين بالتجسس.
ولجأ الصحافي الأسترالي، المطلوب من قبل الحكومة الأميركية بتهمة "إفشاء معلومات سرية وانتهاك قانون التجسس"، إلى السفارة الإكوادورية منذ حزيران/يونيو 2012 حتى يوم اعتقاله في نيسان/أبريل 2019، وبعد ذلك بدأت جلسات الاستماع الخاصة بتسليمه إلى الولايات المتحدة.