ما هو حزب "كومينتانغ" الذي فاز بانتخابات تايوان المحلية؟

حزب "كومينتانغ" يفوز في انتخابات رئاسة البلديات والمقاطعات في تايوان، كيف ينعكس ذلك على علاقات الجزيرة بالبر الرئيسي للصين؟

  • حزب  كومينتانغ يفوز في الانتخابات..كيف ينعكس ذلك على الصين؟
    حزب  كومينتانغ يفوز في الانتخابات..كيف ينعكس ذلك على الصين؟

"حزب  كومينتانغ أدرك أنه لا يمكنه الفوز إلاّ من خلال الاتحاد فقط، ولقد منحنا شعب تايوان فرصة.. إنكار الذات هو الفرصة الوحيدة لفوز حزب كومينتانغ بانتخابات عام 2024".

بهذه العبارة أعلن رئيس حزب "كومينتانغ" إريك تشو فوز حزبه، أمس السبت، بانتخابات رئاسة البلديات والمقاطعات بـ13 مقعداً من أصل 21 مقعداً جرى التنافس عليها، بما في ذلك العاصمة تايبيه. 

نتائج هذه الانتخابات التي تعد الأسوأ  في تاريخ الحزب الحاكم، أدت إلى استقالة رئيسة تايوان، تساي إنغ وين، من منصبها الذي تشغله وهو رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي.

وبعد الهزيمة التي تعرض لها الحزب الحاكم، بدأ الاهتمام يتحول إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستُجرى في تايوان في عام 2024،  مع تحرك الرئيسة تساي إنغ وين للتركيز على الصين بنتائج عكسية مع الناخبين.

ما هو حزب  "كومينتانغ"؟

حزب "الكومنتانغ" هو حزب قومي أنهى عهد الملكيات الامبراطورية في الصين (أسرة مانشو)، تحالف "الكومنتانغ" مع الشيوعيين في الصين في عشرينيات القرن الماضي، وخاض ضدهم حرباً انتهت بانتصار الحزب الشيوعي، وهروب قائد "الكومنتانج" آنذاك شيانغ كاي شيك إلى تايوان، ومن هناك بدأت قصة الصراع.

ويعدُّ "الكومنتانغ" في الأصل عُصبة ثورية أطاحت النظام الملكي الصيني، وأصبح القوميون حزباً سياسياً في 1912 وهو العام الأول للجمهورية الصينية.

وقد شهدت البلاد في عامي 1911 و1912 انتفاضات مسلحة أدت الى تأسيس جمهورية الصين تحت قيادة صن يات صن وتنحي آخر إمبراطورات المانشو وسقوط البلاد لاحقاً تحت حكم امراء الحرب المحليين.

أسس حزب "الكومينتانغ" حكومته الخاصة في تايوان بعد أن استولى عليها من اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، فيما سيطر الحزب الشيوعي على البر الرئيسي للصين. منذ ذلك الحين، كان لدى الحزب الشيوعي طموحات "إعادة التوحيد" مع تايوان.

عندما هرب حزب "الكومينتانغ" لأول مرة إلى تايوان، حكم رئيسها آنذاك شيانغ كاي شيك الجزيرة بقبضة من حديد وطبق عقوداً من الأحكام العرفية لقمع المعارضة السياسية.

ويُنظر إلى حزب "الكومينتانغ" الآن على نطاق واسع على أنّه أكثر ودية لبكين من الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، وهو يقبل ما يسمى بـ "إجماع عام 1992" ، وهو فهم ضمني يعترف به كل من تايبيه وبكين أنّهما ينتميان إلى "الصين الواحدة" .

 ماذا يعني هذا الفوز بالنسبة إلى بكين؟ 

أول المعلقين على نتائج الانتخابات كانت بكين التي قالت حكومتها إنّ نتائج الانتخابات المحلية في تايوان "كشفت أنّ التوجه الرئيس للرأي العام في الجزيرة هو نحو السلام والاستقرار والحياة الهانئة".

وقال مكتب شؤون تايوان في الصين، في بيان نشرته وكالة الإعلام الرسمية "شينخوا"، إنّ "بكين ستواصل العمل مع شعب تايوان على توطيد علاقات السلام، ومعارضة استقلال الجزيرة، والتدخل الأجنبي بحزم".

الجدير بالذكر أنّ العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية لجمهورية الصين الشعبية، وجزيرة تايوان التابعة لها قطعت في عام 1949، ثم استؤنفت الاتصالات التجارية وغير الرسمية بين الجزيرة والبر الصيني أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.

وبدأ الطرفان، مطلع التسعينيات، بالاتصال من خلال المنظمات غير الحكومية مثل "جمعية بكين لتنمية العلاقات عبر مضيق تايوان"، ومؤسسة "تايبيه للتبادل عبر المضيق".

وفي الشهر الذي زارت فيه رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تايوان، زار نائب رئيس حزب "الكومينتانغ" البر الرئيسي الصيني، وقال مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني حينها إنّ المضاربة الخبيثة للحزب الديمقراطي التقدمي في زيارة آندرو هسيا تعد استفزازاً للبر الرئيسي.

وأضاف أنّ الحزب الشيوعي الصيني وحزب "الكومينتانغ" حافظا، خلال السنوات الماضية، على الثقة المتبادلة والاستقرار الإقليمي، وطورا العلاقات عبر مضيق تايوان على أساس "توافق 1992".

وتمثل استقالة رئيسة تايوان، تساي إنغ وين، إلى جانب فوز حزب  "كومينتانغ"، انتكاسة حقيقية للولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً وأنّ تساي تعارض بشدة سياسة "الصين الواحدة"، التي تشمل البر الرئيسي، وتايوان، وهونغ كونغ.

والمفارقة هنا أنّ تايوان والصين نفسهما كانا يتفقان منذ انشقاق الجزيرة على سياسة الصين الواحدة، ولكن يختلفان على من يمثلها، إلا أن تايوان بدأت في التخلي مؤخراً عن هذا المبدأ.

ويرى الحزب الشيوعي الصيني أن تساي كانت مهندسة السياسات الانفصالية منذ عام 1999، عندما وصف رئيس تايوان آنذاك، لي تينغ هوي، العلاقات مع بكين بأنّها "علاقات خاصة بين دولتين".

اخترنا لك