خطة بايدن في انتخابات 2022.. استهداف أنصار ترامب وجذب الناخبين المتأرجحين

المقرّبون من الرئيس الأميركي جو بايدن يقولون إنه قبل انتخابات الكونغرس المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، أصبح لديه ولدى حلفائه "حسابات جديدة تتعلق بدولة صارت عند مفترق طرق".

  • الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في مركز في لاس فيغاس، نيفادا 8 كانون الثاني/ يناير 2022 ( ف ب).
    الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في مركز في لاس فيغاس، نيفادا، الـ 8 من كانون الثاني/ يناير 2022 ( ف ب).

يتّجه الرئيس الأميركي جو بايدن لدخول عامه الثاني في المنصب من دون أن ينجز هدفين رئيسيين: الأول إنهاء ما عرف بظاهرة (الترامبية) التي خلّفها الرئيس السابق دونالد ترامب، والثاني توحيد بلد ما زال يشهد حالة استقطاب.

وخلال الأسابيع الماضية، قال مقرّبون من الرئيس الديمقراطي في عدة مقابلات داخل البيت الأبيض وخارجه إنه لإنجاز الهدفين، سيركز بايدن على مهاجمة قيم الجمهوريين المتحالفين مع ترامب باعتبارها تهديداً للديمقراطية، بينما يحاول التودّد إلى معارضي الرئيس السابق.

وحدّد بايدن نهجه الجديد خلال خطابه يوم الخميس، في الذكرى السنوية الأولى للهجوم على مبنى الكونغرس  في السادس من يناير كانون الثاني الماضي، إذ هاجم ترامب الذي حرّض أنصاره على التوجّه في مسيرة إلى مقر الكونغرس قبل عام، بعد مزاعم غير مثبتة بتزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020. كما انتقد بايدن أعضاء آخرين في الحزب الجمهوري ممن لا يزالون يواصلون دعم سلفه.

وقال بايدن في كلمته داخل مقر الكونغرس إن "الكذبة الكبرى، التي يرويها الرئيس السابق والعديد من الجمهوريين الذين يخشون غضبه، هي أن التمرد في هذا البلد وقع بالفعل في يوم الانتخابات". وأضاف "هل يمكنكم التفكير في طريقة أكثر انحرافاً من ذلك إزاء هذا البلد؟ لا يمكنني ذلك".

وقال المقرّبون من بايدن إنه، قبل انتخابات الكونغرس المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، أصبح لديه ولدى حلفائه "حسابات جديدة تتعلق بدولة صارت عند مفترق طرق".

ووجد المقرّبون جمهوراً منقسما يواجه سيلاً من المعلومات المضللة،ليس فقط حول انتخابات 2020، ولكن أيضا مجموعة من القضايا الأخرى، منها إذا ما كانت لقاحات "كوفيد-19" فعالة. وصار لديهم اقتناع بأن البيت الأبيض يواجه حزباً جمهورياً عازماً على إفشال بايدن، حتى لو أضرّ بالولايات المتحدة بشكل عام.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الأربعاء، إن بايدن يشعر بالاستياء الشديد من "صمت وتهاون" الجمهوريين في الكونغرس الذي خدم فيه لعقود.

وانتقدهم بايدن مرة أخرى في خطاب ألقاه يوم الجمعة حول الاقتصاد الأميركي. وقال بايدن إن "الجمهوريين يريدون الحديث عن (بطء) التعافي لأنهم صوّتوا ضدّ التشريع الذي أدى إلى حدوث ذلك.. لن أسمح لهم بالوقوف في طريق هذا التعافي".

ويتّهم الجمهوريون بايدن بأنه يميل بشدة نحو اليسار منذ فوزه بالرئاسة بدعم من تيار يسار الوسط إلى حدّ كبير، وبأنه دفع بمبادرات الإنفاق والمقترحات الضريبية التي قالوا إنها ستضر بالاقتصاد وتعزز التضخم.

 "ليس رئيسنا"

تبنّى بايدن خلال عامه الأول في منصبه كثيراً من السياسات التي أظهرت استطلاعات رأي الديمقراطيين رضى معظم الناخبين عنها، ومنها التعامل بحزم مع "كوفيد-19" وحزم التحفيز والإنفاق على الطرق والجسور والانسحاب العسكري من أفغانستان وخفض أسعار الأدوية.

غير أن تقديم مقترحات إصلاحية لقضايا تهم المواطن العادي وتتجنّب الموضوعات المثيرة للانقسام مثل الإجهاض وإصلاح الشرطة، وتبني اعتقاد قديم بأن التفسيرات البسيطة والتي تحظى بشعبية يمكن أن تجذب الغالبية الوسطيّة من الأميركيين، دفعا البلاد بعيداً عن هدف رئيسي تقدّم به بايدن عندما ترشح للرئاسة.

واعترف بايدن في ولاية ميزوري، الشهر الماضي، بأن توحيد الولايات المتحدة "هو أحد أصعب الأمور" التي حاول القيام به منذ أن صار رئيساً. وفاز ترامب على بايدن بسهولة في هذه الولاية خلال انتخابات 2020.

واستقبل موكب بايدن هناك شخص يحمل لافتة كتب عليها "ليس رئيسنا"، وهو تذكير آخر بأن  استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الناخبين الجمهوريين ما زالوا يعتقدون بصدق رواية ترامب الكاذبة حول سرقة الانتخابات.

لم يدعم التركيز على التيار الوسطي شعبية الرئيس، إذ أيّد نحو 48% من الأميركيين أداء بايدن في كانون الأول/ديسمبر، نزولاً من نسبة تأييد بلغت 55% قرب موعد تنصيبه في أوائل عام 2021،وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته "رويترز".

ويعتقد البيت الأبيض أن بذل جهد جديد لدفع القيم الديمقراطية الأساسية، من خلال خطب تتناول مخاوف الناخبين ودعم قوانين الانتخابات في الوقت المناسب للتصويت في عام 2022، يمكن أن يحظى بتأييد واسع بين الأميركيين، بغض النظر عن الطريقة التي صوّتوا بها في السابق.

ويعتقد مساعدو بايدن وحلفاؤه بأن التحول في التركيز محفوف بالمخاطر، لأن الناخبين المتأرجحين لا يفضلون ذلك. وفي خطابه يوم الخميس، تعهّد بايدن بالعمل مع الجمهوريين "الذين يدعمون حكم القانون لا حكم رجل واحد". ويقول الحلفاء إن الرئيس "يعتزم اللجوء إلى تسخين المناخ السياسي بانتقاد ترامب".

اخترنا لك