خيبة أمل أممية في مؤتمر مانحي اليمن.. والسعودية تكتفي بـ"دعم الجهود"
مؤتمر المانحين لليمن يجمع 1.3 مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022، والسعودية تكتفي بإعلان دعمها لـ"الجهود المبذولة".
-
لم تقدّم السعودية أية تعهدات لمساعدات مالية لليمن هذا العام
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، جمع 1.3 مليار دولار أميركي في مؤتمر المانحين لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، والتي هدفت بالأصل لجمع مساعدات قيمتها 4.3 مليار دولار.
وقال وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، في مؤتمر المانحين الذي استضافته الأمم المتحدة بالشراكة مع حكومتي السويد وسويسرا: "تعهد 36 مانحاً بنحو 1.3 مليار دولار للاستجابة الإنسانية لليمن".
وأضاف: "كنا نأمل بالمزيد، وأُعربُ عن خيبة الأمل لأننا لم نتمكن حتى الآن من الحصول على تعهدات كنا نتوقع أن يتقدم البعض بها، عملنا بكد لتحقيق ذلك".
وتابع غريفيث: "سنواصل العمل، وكما قال الأمين العام، يجب أن نقف متضامنين مع اليمن. أعجبت بسخاء العديد من المانحين، لأنهم لم يغيروا تعهداتهم على الرغم مما يواجهونه من أزمات أخرى لاسيما الأزمة في أوكرانيا، هذا أمر مرحّب به".
وقال المسؤول الأممي بعد عرض مواد عن الوضع الإنساني في اليمن أنّ "الوضع المأساوي الذي استمعنا إليه عن اليمن يحتاج إلى المال وإلى تمويل سريع لمساعدة الشعب اليمني. سنتابع الأوضاع لنرى إن كان بإمكاننا زيادة هذا المبلغ لكي، على الأقل، نصل إلى مستويات التمويل التي بلغناها العام الماضي كحد أدنى".
وأشار غريفيث إلى "أنّ الأمم المتحدة تخطط لعقد اجتماعين بهدف تقديم التعهدات في الأشهر المقبلة لنعطي اليمن ما يستحقه".
وخلال مؤتمر المانحين لليمن، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 585 مليون دولار، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي تقديم 154 مليون يورو، أما ألمانيا فأعلنت مساهمتها بـ 120 مليون يورو، وتعهدت كل من هولندا بـ 18.6 مليون يورو، والدنمارك بـ 18.3 مليون دولار، بلجيكا 5 ملايين يورو، إيرلندا 5 ملايين يورو، إيطاليا 5 ملايين يورو، النمسا 4 ملايين يورو، فنلندا 3.7 مليون يورو، كندا 62 مليون دولار، النرويج 225 مليون كرونة، اليابان 23 مليون دولار أميركي، كوريا الجنوبية 20 مليون دولار على شكل مساعدات، فرنسا 16 مليون دولار، الكويت 10 ملايين دولار، لوكسمبورغ مليونا يورو وأيسلندا 30 مليون كرونة.
وبخلاف مؤتمرات المانحين السابقة التي نظمتها الأمم المتحدة لدعم جهود الاستجابة الإنسانية في اليمن، لم تعلن السعودية أيّ تعهد، مكتفية بالتأكيد على استمرار دعمها البرامج الإنسانية والإغاثية الأممية لليمن.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في المؤتمر إنّ "الشعب اليمني يواجه الموت والدمار على نطاق هائل منذ 7 أعوام، وعشرات الآلاف من المدنيين منهم نحو 10 آلاف طفل لقوا حتفهم".
وأضاف: "الحياة بالنسبة لملايين النازحين داخلياً في اليمن غدت صراعاً يومياً من أجل البقاء". وذكر غوتيريش أنّ "نحو 4 ملايين شخص في اليمن قد يفقدون في الأسابيع المقبلة إمكانية الحصول على مياه الشرب".
وأشار إلى "اضطرار الأمم المتحدة، في الأشهر الأخيرة، إلى تقليص أو إغلاق حوالي ثلثي البرامج المنقذة للحياة في اليمن"، مضيفاً: "جرى خفض الحصص الغذائية لـ 8 ملايين شخص مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة".
من جانبه، أكّد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، "الحاجة الملحة للتمويل من أجل توفير حصص الغذاء في اليمن"، مشيراً إلى "حاجة 19 مليون شخص في اليمن إلى المساعدات الانسانية"، لافتاً إلى "ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتكاليف النقل".
بدورها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" الحاجة إلى "240 مليون دولار لتمويل مشاريعها خلال الـ 6 الاشهر القادمة في اليمن".
كما ناشدت سفيرة النوايا الحسنة لمفوضية شؤون اللاجئين، أنجلينا جولي، المجتمع الدولي إلى "العمل على إنهاء الصراع وحشد الدعم للشعب اليمني".
وأعربت جولي عن "أملها أن يكون المؤتمر المقبل مخصصا لإعادة إعمار اليمن".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال إنّ الأزمة في أوكرانيا ستؤدّي إلى تدهور الوضع الإنساني في اليمن، وناشد جميع المانحين خلال مؤتمر التعهدات من أجل اليمن، للإسهام بسخاء لإنقاذ ملايين اليمنيين من الجوع والمرض.