رئيس الاحتلال يقدّم تسوية قضائية وائتلاف نتنياهو يرفضها

وسائل إعلام إسرائيلية نفيد بتقديم رئيس الاحتلال الإسرائيلي تسوية قضائية وسط مخاوف من تصاعد العنف السياسي، وحكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو ترفض هذه التسوية.

  • الاحتجاجات ضد مشروع حكومة نتنياهو للتعديل القضائي تعمّ كيان الاحتلال
    الاحتجاجات ضد مشروع حكومة نتنياهو للتعديل القضائي تعمّ كيان الاحتلال

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، بأنّ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ "قدّم تسويةً قضائية أطلق عليها اسم خطة الشعب، وذلك وسط مخاوف من تصاعد العنف السياسي". 

وتسعى خطّة هرتسوغ القضائية الجديدة، التي وضعها بنفسه من دون مشاورات مع الائتلاف الحاكم أو المعارضة، لـ"إيجاد حل وسط، تحت سطوة احتجاجات عارمة عمت إسرائيل على خلفية خطة حكومة بنيامين نتنياهو للتغييرات القضائية"، بحسب موقع "i24news" الإسرائيلي. 

وقال هرتسوغ في خطاب ألقاه أمس إنّ الكراهية التي شاهدها على خلفية التشريع هو أمر من "أسوأ الكوابيس".

غير أنّ نتنياهو رفض تسوية هرتسوغ، وعقّب على ذلك قائلاً إنّ "الأمور التي عرضها الرئيس لم يتفق عليها ممثلو الائتلاف، إذ إنّ الأجزاء الرئيسية من المخطط الذي قدمه تُديم الوضع القائم فقط، ولا تحقق التوازن المطلوب بين السلطات".

بدوره، رحّب رئيس المعارضة يائير لابيد بالتسوية التي عرضها هرتسوع، قائلاً إنّ "إسرائيل تتمزق إلى أشلاء، ويجب بذل الجهود كافة لمنع الانهيار الاقتصادي والأمني والاجتماعي الذي يضر على نحو خطر بالحصانة القومية".

وعلّق لابيد على ردّ الائتلاف المعارض للخطة، واصفاً إياه بأنّه "ازدراء لمؤسسة الرئاسة"، مؤكّداً أنّه "طالما استمر الائتلاف في الهرولة المتطرفة والوحشية نحو التشريعات، فإنّ الخطر على إسرائيل لن ينتهي".

وبالمثل، صدر عن وزير الأمن السابق بيني غانتس بياناً رحّب فيه بتسوية هرتسوغ، داعياً نتنياهو وجميع العناصر في النظام السياسي إلى "التصرف بمسؤولية في هذه الساعة المصيرية، وتبني الخطوط العريضة، والبدء في دفعها على الفور". 

يأتي ذلك في وقت خرجت تظاهرات ضخمة في "تل أبيب"، احتجاجاً ضدّ خطة التعديلات القضائية، التي تريد إقرارها حكومة نتنياهو.

وحاول متظاهرون ضد التعديلات القضائية منع نتنياهو من السفر إلى برلين عن طريق منع حركة المرور حول مطار "بن غوريون" بعد ظهر أمس، تماماً كما فعلوا قبل رحلته إلى روما، حين أجبر الحصار نتنياهو على استخدام مروحية للسفر من القدس المحتلة إلى المطار، فيما من المقرر تنظيم تظاهرات في برلين.

وتشكّل الأزمة الحالية في "إسرائيل"، والتي لا تقف عند حدود الانقسام السياسي، محنةً لم يعتَد الاحتلال على التعامل مع مثيلاتها سابقاً، إذ لم يسبق أن شهد حركة اعتراض واسعة ضدّ حكومة تقودها إحدى الشخصيات السياسية الإسرائيلية الأساسية، مثل نتنياهو.

ولم تقتصر التظاهرات على فئات أو جماعات محددة، بل اتسعت رقعتها الجغرافية بصورة كبيرة، وصولاً إلى تنظيم احتجاجات فيما يقارب 100 موقع وشارع وساحة في فلسطين المحتلة.

وترفع التظاهرات الحالية شعارات تكتسب تأييداً دولياً واسعاً، إذ إنها تطالب بمحاكمة نتنياهو في قضايا فساد، كما ترفع شعارات تطالب بفصل السلطات.

وفي السياق، قال "عضو الكنيست" ورئيس أركان الاحتلال السابق غادي آيزنكوت، في وقتٍ سابق، إن "إسرائيل" تمرّ حالياً في إحدى أخطر الفترات الأمنية منذ حرب "يوم الغفران"، في إشارة إلى حرب أكتوبر عام 1973.

وأفادت "القناة السابعة" الإسرائيلية بأنّ رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان هاجم، في مقابلة إذاعية، الحكومة قائلاً إنّ "إسرائيل" تعيش أزمة تشريعية – اقتصادية، و"معزولة" في العالم.

تأتي هذه التصريحات الإسرائيلية في وقت أقرّ كنيست الاحتلال الإسرائيلي، في قراءة أولى، بند "الاستثناء"، وهو أحد أكثر البنود الخلافية في إطار تعديل النظام القضائي، الذي تنقسم "إسرائيل" بشأنه.

اقرأ أيضاً: مصدر مقرب من نتنياهو: الاحتجاجات ضد التعديل القضائي تتلقى تمويلاً أميركياً

تتصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بشأن مسألة التعديلات القضائية، فيما تتسع دائرة الاحتجاج ويتنامى القلق لدى الإسرائيليين من وصول الأمور إلى حرب أهلية أو تداعيات أمنية مختلفة.

اخترنا لك