روسيا: الغرب يتهور في تسييس الإنتربول.. ويجب التعاون في مكافحة الإرهاب

رئيس إدارة التحديات والتهديدات الجديدة في وزارة الخارجية الروسية، فلاديمير تارابرين، يؤكّد أنّ "التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، ضرورة موضوعية لجميع البلدان، ويجب ألاّ يخضع لظروف جيوسياسية مؤقتة".

  • ناتو روسيا
     رئيس إدارة التحديات والتهديدات في الخارجية الروسية فلاديمير تارابرين

أعلن رئيس إدارة التحديات والتهديدات الجديدة في وزارة الخارجية الروسية، فلاديمير تارابرين، اليوم الإثنين، أنّ استخدام الجماعات الإرهابية كأداة جيوسياسية لزعزعة استقرار الدول "المرفوضة" بالنسبة إلى الغرب، "أمرٌ غير مقبول".

وقال تارابرين لوكالة "سبوتنيك": "من بين مبادئنا التوجيهية في هذا المجال الحاجة إلى تأسيس التعاون في مكافحة الإرهاب على أساس الإطار القانوني الدولي المتقدم، والاعتراف بالدور الرائد للدول وسلطاتها المختصة في مكافحة الإرهاب، وعدم جواز استخدام هذه القضية، وكذلك الجماعات الإرهابية نفسها، كأداة جيوسياسية والتدخل في الشؤون الداخلية، وزعزعة استقرار الأنظمة المرفوضة من قبل الغرب".

وأضاف: "موقفنا المبدئي هو أنّ التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، ضرورة موضوعية لجميع البلدان، ويجب أن يكون في جميع الظروف وألاّ يخضع لظروف جيوسياسية مؤقتة"، مشيراً في السياق إلى أنّ "المقاتلين الأجانب العائدين من أوكرانيا يشكلون تهديداً على بلادهم".

وتابع تارابرين: "المقاتلون الأجانب الذين اكتسبوا خبرةً عسكريةً في أوكرانيا، إذا لم يموتوا، فسيعودون في نهاية المطاف إلى بلدانهم الأصلية وسيشكلون تهديداً أمنياً بشكل كبير جداً"، لافتاً إلى أنّ "هذا الوضع يثير القلق لدى موسكو وهذا الموضوع تطرحه وزارة الخارجية الروسية في الاتصالات الدولية".

موسكو: الغرب يسعى لاستخدام الإنتربول لمصالحه

كذلك صرّح المسؤول الروسي بأنّ "الغرب يسعى لاستخدام الإنتربول لمصالحه السياسية الخاصة ومنع وصول روسيا إلى قنواتها"، مؤكّداً أنّ "مثل هذه الخطوات متهورة وتقوض العمل المشترك".

وقال تارابرين إنّ "الدول الغربية تدعو باستمرار للحد من قدرة روسيا على استخدام قنوات الإنتربول للبحث عن المجرمين، وحتى تعليق عضوية روسيا في هذه المنظمة".

وأضاف: "كذلك تسعى الدول الغربية إلى استخدام منظمة الشرطة لمصالح سياسية فقط، للضغط على أعضائها من أجل منع وكالات إنفاذ القانون الروسية من الوصول إلى موارد معلومات الإنتربول".

واعتبر  تارابرين أنّ مثل هذه التصرفات من قبل الدول الغربية "متهورة وغير مبررة"، وتهدد الهدف الرئيسي الذي تم إنشاء الإنتربول من أجله في عام 1923  لضمان توحيد جهود وكالات إنفاذ القانون الوطنية في الدول الأعضاء في مكافحة الجريمة.

تارابرين: تلقينا 60 رفضاً من دول غربية بشأن تسليم مجرمين

وفي سياقٍ متّصل، أعلن تارابرين أنّ "موسكو تلقّت منذ آذار/مارس 60 رفضاً من دول غربية بشأن تسليم مجرمين، حيث اتخذ نصفهم تقريباً لدوافع سياسية".

وأضاف: "أوقف عدد من الدول رسمياً التعاون معنا في مسائل تسليم المجرمين إلى روسيا وفي تنفيذ طلبات المساعدة القانونية في القضايا الجنائية. على سبيل المثال، إذا تلقّى الجانب الروسي في الشهرين الأولين من العام الحالي 4 حالات رفض بشأن تسليم المجرمين من دول غربية لأسباب موضوعية، ففي الفترة من آذار/مارس إلى حزيران/يونيو 2022، تم تلقي 60 رفضاً بالفعل، اتخذ 28 منها على الأقل لدوافع سياسية". 

كذلك، أعلن تارابرين أنّ "الولايات المتحدة الأميركية علّقت الحوار مع موسكو حول مكافحة الإرهاب، مؤكّداً أنّ "التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب متجمد تقريباً".

وأشار تارابرين إلى أنّ الاتحاد الأوروبي قام بخطوات مماثلة، وأنّه لا يوجد  تعاون في هذا المجال. 

تارابرين: الناتو يدعم تجنيد كييف لأجانب في دونباس

وكشف المسؤول الروسي أنّ "عدداً من دول حلف الناتو تدعم ضمنياً إجراءات السلطات في كييف لتجنيد مواطنين أجانب للمشاركة في الأعمال العدائية في دونباس".

وقال تارابرين: " تراقب روسيا عن كثب تجنيد السلطات الأوكرانية، المواطنين الأجانب بدعم ضمني من دول الناتو للمشاركة في عمليات عسكرية في شرق أوكرانيا".

ولفت تارابرين إلى أنّ |البعثات الدبلوماسية الأوكرانية والمنظمات غير الحكومية تشارك بهذا النشاط، الأمر الذي يتعارض مع عدد من الاتفاقيات الدولية ، ولاسيما اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961".

وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت بيانات عن عدد المرتزقة الأجانب في أوكرانيا، وأشارت إلى أنّه منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، وصل العدد في أوكرانيا إلى أكثر من 7 آلاف مرتزقاً، من نحو 60 دولة.

وفي وقت سابق، وصف المدعي العام الروسي، إيغور كراسنوف، انتشار المرتزقة وتسرب الأسلحة من أوكرانيا، بأنه تهديد خطير للغاية على بلدان رابطة الدول المستقلة.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.