مراسلة دنماركية تكشف: استخبارات كييف طلبت إليّ تنفيذ "بروباغندا" لأوكرانيا
مراسلة محطة الخدمة العامة الدنماركية، ماتيلد كيمر، تكشف أنّ الاستخبارات الأوكرانية طلبت إليها أعمالاً دعائية لأوكرانيا، من أجل إثبات أنّها ليست موالية لروسيا.
-
مراسلة محطة الخدمة العامة الدنماركية ماتيلد كيمر
كشفت المؤرخة الرائدة في الدنمارك للحرب في أوكرانيا، ماتيلد كيمر، الأسبوع الماضي، أنّ "جهاز الاستخبارات الأوكراني ألغى تصريح عملها في أوكرانيا ولن يُعيده، إلّا إذا وافقت على السماح لوكالة التجسس بتوجيه تقاريرها".
وأوضحت كيمر، المراسلة في موسكو، والحائزة جوائز لإذاعة الخدمة العامة الدنماركية (DR)، أنّ هذا "الاقتراح قُدِّم إليها من جانب ضابط في جهاز الأمن الأوكراني، في وكالة الاستخبارات المعروفة باسم SBU، خلال اجتماع هذا الشهر في كييف، حضره أيضاً دبلوماسيان من السفارة الدنماركية".
Frontlinjen i Donbas - ikke langt fra Sjeverodonetsk.
— Matilde Kimer (@matildekimer) June 4, 2022
Ødelæggelser og konstant beskydning.
Og her en soldat der er blevet alt for vant til de høje brag: pic.twitter.com/IXoStEJAUm
وذكر موقع "ذا إنترسبت"، في تقرير، أنّ "الدبلوماسيَّين توسّطا في الاجتماع كجزء من محاولة لمساعدة كيمير على معرفة سبب إلغاء أوكرانيا فجأةً اعتمادَها في آب/أغسطس، بعد وقت قصير من قيامها برحلة صحافية إلى الخطوط الأمامية حول ميكولايف، الميناء الذي يُعَدّ موقعاً استراتيجياً مطلاً على البحر الأسود، بحيث كان هناك هجوم مضاد أوكراني".
وفي السياق، قال مترجم عمل مع كيمير في ميكولايف، لموقع "زابورونا" الإخباري الأوكراني، إنّه "بعد سوء فهم عند نقطة تفتيش بالقرب من خط الجبهة، أدّى إلى احتجازهم فترة وجيزة بسبب سفرهم من دون ضابط صحافي عسكري، قام المسؤولون الأوكرانيون بمراجعة جميع حسابات كيمر في وسائل التواصل الاجتماعي".
ومنذ أن كانت كيمير مقيمة بموسكو، لأكثر من عقد من الزمان، تمتلئ صفحاتها في موقعي "إنستغرام" و"فيسبوك" بالصور ومقاطع الفيديو، التي تُظهر كل تقاريرها، بدءاً بالخطابات الرسمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مروراً بكأس العالم 2018 في روسيا، وصولاً إلى الحياة اليومية في مناطق الوجود الروسي، بما في ذلك دونيتسك وشبه جزيرة القرم.
وأشار تقرير "ذا إنترسبت" إلى أنّ ذلك "كان كافياً، على ما يبدو، لبعض الجنود الأوكرانيين للاشتباه في أنّ كيمير قد تكون موالية لروسيا"، لكنّها، في نهاية المطاف، عادت إلى ميكولايف وواصلت تغطيتها الصحافية.
وأضاف التقرير أنّ "كيمير تلقّت، بعد ذلك، رسالة بريد إلكتروني من الجيش الأوكراني تفيد بإلغاء اعتمادها الصحافي، الذي يسمح لها بالعمل هناك، من دون تفسير، بناءً على طلب من جهاز الأمن الأوكراني".
ولفت إلى أنّ "كيمير أمضت الأشهر الثلاثة التالية في محاولة للحصول على تفسير لسبب منعها فجأة من الإبلاغ"، مضيفاً أنّه "في نهاية المطاف، طلب رئيسها، نيلز كفالي، المحرر الأجنبي لمجلة DR، المساعدة من وزارة الخارجية الدنماركية، ودُعيت كيمير إلى مقر إدارة أمن الدولة في كييف".
وقبل الاجتماع، قالت كيمير، في منشور في "فيسبوك"، إنّها سمعت من 3 مصادر أنّ "جهاز الأمن يعدّها مواليةً لروسيا، وربما حتى عميلةً لها".
وأضافت كيمير أنّ كفالي أخبرها، عبر الهاتف من كوبنهاغن، بأنّه "وُجّه إليها كثيرٌ من الاتهامات المتعددة، وكثر الحديث عن صور عشوائية من ملفها الشخصي في فيسبوك، وفي المقام الأول، الصور التي التُقطت في دونيتسك في عام 2017".
ووفقاً لحساب كيمير الخاص في "فيسبوك"، فإنّ "ضابط استخبارات يدعى أوليغ قال لها إنّ الصور التي نشرتها في الشبكة الاجتماعية، من موكب يوم النصر في 9 أيار/مايو في دونيتسك، كانت مشبوهة، لأنّها أظهرت أشخاصاً ومركبات مزينة، الأمر الذي يعدّه الأوكرانيون دعاية سوفياتية غير قانونية".
وقالت كيمير إنّه لدى سؤالها الدبلوماسيين الدنماركيين عن كيفية إقناع جهاز الاستخبارات الأوكراني بأنّها لا تعمل على نشر دعاية لمصلحة روسيا، اقترح المسؤول الأوكراني أن توافق كيمير على إنتاج سلسلة من "القصص الجيدة" عن الحرب، استناداً، بصورة كاملة، إلى الفيديو والصور التي يقدّمها إليها جهاز أمن الدولة، ونشرها في صفحتها في فيسبوك، من أجل أن تثبت أنّها لم تكن موالية لروسيا.
“she has been offered one solution. She says that the security service will reassess her case if she agrees to write what they call "good stories" about 🇺🇦. She has to use the material that the security service provides.
— Henrik Moltke (@moltke) December 19, 2022
@matildekimer has refused that.”https://t.co/ulAnoayQNA
رفضت كيمير الطلب، بعد ذلك، وأخبرت ضابط الاستخبارات بأنّها "لا تستطيع أن تبني تقاريرها على مواد شخص آخر، وتحتاج إلى مقابلة مصادرها شخصياً"، لينتهي الاجتماع فجأة.
وقال موقع "ذا إنترسبت" إنّ هذا الاقتراح اضطُر كيمير إلى أن تكشف أنّ جهاز الاستخبارات الأوكراني حاول إجبارها على الانضمام إلى جهوده الدعائية، حتى لو كان ذلك قد يجعل من المستحيل عليها استعادة اعتمادها.
ونقل الموقع عن كفالي قوله إنّ "أحد الأسباب، التي أدّت إلى سرد هذه القصة، هو الشعور بأنّ ذلك بمثابة هجوم على استقلالية الصحافة وحريتها، ولم يكن هناك أي خيار سوى كشف ما حدث خلال الاجتماع".