غوتيريش: العالم يدفع ثمناً مروعاً لاعتماده على الطاقات الأحفوريّة
في اليوم الثاني من زيارته لباكستان، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوجه نداء إلى العالم ويقول "أوقفوا الحرب على الطبيعة".
-
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، بـ"الثمن المروع" الذي تدفعه الدول النامية لقاء اعتماد العالم على الطاقات الأحفورية، وذلك في اليوم الثاني من زيارته لباكستان حيث يتفقد مناطق اجتاحتها فيضانات عارمة.
وكتب غوتيريش في تغريدة قبل التوجه إلى مناطق غمرتها المياه في جنوب البلاد "باكستان ودول نامية أخرى تدفع ثمناً مروعاً لتعنّت الدول الكبرى المسببة لانبعاثات الغازات الدفيئة التي تواصل الاعتماد على الطاقات الأحفورية".
وتابع: "من إسلام آباد، أوجه نداء إلى العالم: أوقفوا هذا الجنون. استثمروا منذ الآن في الطاقات المتجددة. أوقفوا الحرب على الطبيعة".
Pakistan and other developing countries are paying a horrific price for the intransigence of big emitters that continue to bet on fossil fuels.
— António Guterres (@antonioguterres) September 10, 2022
From Islamabad, I am issuing a global appeal:
Stop the madness.
Invest in renewable energy now.
End the war with nature. pic.twitter.com/P0jtVikv1r
كما رأى غوتيريش أنّ المساعدة المالية ليست "مسألة سخاء، بل هي مسألة إنصاف".
كذلك قال "البشرية تشن حرباً على الطبيعة، والطبيعة تردّ ... لكن إقليم السند ليس من يتسبب بانبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة التي سرّعت التغيّر المناخي بهذا الشكل المدهش".
وكان غوتيريش ندد يوم أمس الجمعة، بعدم مبالاة العالم، وخصوصاً الدول الصناعية الكبرى حيال التغير المناخي، قائلاً إنّه "ضرب من الجنون، إنه انتحار جماعي".
ويأمل غوتيريش أن تساهم زيارته في حشد الدعم لباكستان التي تقدر حاجاتها بما لا يقل عن 10 مليارات دولار لإصلاح أو إعادة بناء البنى التحتية المتضررة أو المدمرة، وهو مبلغ لا يمكن للبلد جمعه بمفرده في وقت يواجه أعباء ديون فادحة.
هذا وسيزور غوتيريش، اليوم السبت، مدينة موهنجو-دارو التاريخية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي والمهددة بالفيضانات.
-
نتجت الفيضانات من أمطار موسمية غزيرة وغمرت ثلث البلاد
وقضى قرابة 1400 شخص منذ حزيران/يونيو من جراء الفيضانات التي زاد الاحترار المناخي من شدتها.
ونتجت الفيضانات من أمطار موسمية غزيرة، وغمرت ثلث البلاد فأتت على محاصيل ومساكن ومؤسسات تجارية وطرقات وجسور.
وتعزو إسلام آباد الفيضانات الكاسحة التي طالت أكثر من 33 مليون نسمة إلى التغير المناخي، الذي يزيد من وتيرة الظواهر المناخية وشدتها في جميع أنحاء العالم.
وباكستان مسؤولة عن أقل من 1% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، لكنها الثامنة في قائمة وضعتها منظمة "جيرمان ووتش" غير الحكومية للدول الأكثر عرضة لخطر الظواهر المناخية القصوى الناجمة عن التغير المناخي.
وسبق أن واجه البلد هذه السنة موجة حر تخطت أحياناً 50 درجة مئوية، وحرائق غابات مدمرة وفيضانات كاسحة نتيجة ذوبان الكتل الجليدية السريع.
وطالت الفيضانات أكثر من 33 مليون شخص باتوا مشردين وعاجزين عن تأمين حاجاتهم الأساسية، فيما دمرت قرابة مليوني منزل ومؤسسة تجارية، وغمرت 7000 كيلومتر من الطرق وجرفت 500 جسر.
وسجلت البلاد ككل هذه السنة معدل أمطار موسمية يزيد بخمسة أضعاف على المعتاد، بحسب مصلحة الأرصاد الجوية. وسجلت بلدة باديدان الصغيرة في إقليم السند أكثر من 1.8 متر من الأمطار منذ بداية الموسم في حزيران/يونيو.
وتسببت الأمطار بفيضان الأنهر في الشمال الجبلي، فجرفت المياه خلال دقائق الكثير من الطرقات والجسور والمباني، فيما تراكمت المياه في سهول الجنوب، وغمرت مئات آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي.
وأقيمت مئات المخيمات فوق المساحات الجافة النادرة المتبقية في جنوب البلاد وغربها. وغالباً ما تكون الطرقات أو السكك الحديد المرتفعة المواقع الأخيرة التي لم تغمرها المياه.
وتسود مخاوف من ظهور أوبئة مع تكدّس الناس مع مواشيهم، وأُبلغ عن حالات ملاريا وجرب.