فرنسا: مفاتيح الانتخابات الرئاسية ستكون لمن يستثمر في مجال الأمن
تواجه فرنسا حالياً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية تهديدات أمنية عبر ملصقات وجدت في إحدى مناطق باريس. ويستثمر المرشحون للانتخابات هذه التهديدات في خطاباتهم التي تدعو إلى دعم الشرطة الفرنسية.
مثّلت تهديداتٌ بالقتل والإيذاء للشرطة الفرنسية، وُجدت حديثاً على قصاصات ورقية ملصقة في إحدى مناطق باريس، فرصة مناسبة لتشديد خطاب أولوية الأمن بالنسبة إلى عدد من المرشحين للرئاسة.
الأمن هو المجال الأكثر إثارة للكاتب والمجادل اليميني أريك زيمور، الذي تزداد فرص ترشحه للرئاسة، والذي سارع إلى استثمار الحادث ليحثّ وزير الداخلية جيرار دارمانان على "إنهاء الحرب الأهلية التي تشن ضدنا"!
المرشح عن حزب "الجمهوريون" اليميني كزافييه برتران وصف التهديدات المكتشفة بـ"البغيضة" لفترة طويلة، قائلاً: "تمّ تهديد ضباط شرطتنا وعائلاتهم. يجب أن تكون العدالة قاسية مع هؤلاء الجانحين والمجرمين، لجعلهم يفهمون أنهم لن يمتلكوا أبداً أي إقليم من أراضي الجمهورية".
وتساءلت المرشحة عن حزب "الجمهوريون" فاليري بيكريس عمّا إذا كانت هناك رغبة حقيقية في مهاجمة المناطق التي تصدر عنها التهديدات، بينما اختارت المرشحة الرئاسية عن الحزب الاشتراكي آن هيدالغو مخاطبة رجال الشرطة بأنها تؤمن بشرطة الجمهورية وباحترام الفرنسيين لهم، مطالبة بزيادة عديدهم وتدريبهم.
الحادث الذي ما زال يثير ردود الفعل تزامن مع صدور أحدث مقياس للأمن الفرنسي نشرته جريدة "لو فيغارو"، وفيه أن 82% من المواطنين يعتقدون أن قضية الأمن ستكون موضوعاً رئيسياً في الحملة الرئاسية.
وجاء في الاستطلاع الأمني لمؤسسة "فيديسيال أودوكسا" أن مفاتيح الانتخابات الرئاسية ستكون في الواقع لمن يستثمر في مجال الأمن بشكل أفضل، مع استمرار العنف وشبح الهجمات بتسميم البلاد بشكل يومي.
يكشف هذا الاستنتاج، من دون غموض، أن قضية الأمن ستكون حاسمة في اختيار 82% من الفرنسيين البالغين للذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهذا يعني أنها نسبة مماثلة لتلك التي لوحظت عشية المواعيد النهائية للعام 2017.
وبغضّ النظر عن جمهور الناخبين من اليسار أو اليمين أو الوسط،يؤكد الاستطلاع أن مؤيدي حزب "الجمهوريون" و"التجمع الوطني" سيكونون حساسين تجاهها في الأغلبية الساحقة (96%)، متقدمين بفارق كبير عن حزب "فرنسا إلى الأمام"، و"فرنسا غير الخاضعة"، أو حتى دعاة حماية البيئة 64%.