قمة رئيسي-بوتين.. هل تنجح في رسم موازين قوى جديدة؟

الرئيسان الروسي والإيراني، في قمتهما التي وُصِفت بـ"التاريخية"، ناقشا مسائل عديدة أمنية وسياسية واقتصادية، بالتزامن مع التطورات المتسارعة التي تشهدها أكثر من منطقة في العالم.

  • بحثت قمة الرئيسين بناء علاقات استراتيجية بين البلدين
    بحثت قمة بوتين-رئيسي بناء علاقات استراتيجية بين البلدين

عُقد اليوم في موسكو لقاء القمة، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني إبراهيم رئيسي. وتضمّنت القمة مناقشة خطوات التنسيق بين البلدين، وإقرار التفاهمات السياسية، والبحث في توقيع اتفاقات اقتصادية كذلك، والأهم العمل على رسم خريطة طريقٍ طويلة الأمد بين البلدين.

وكما عبّر الرئيس الإيراني، فإن هذه القمة قد تشكّل انعطافاً في العلاقاتِ بين بلاده وروسيا، خاصَّة لكونهما تواجهان الولايات المتحدة على امتداد العقود الماضية، ولأن لاتفاقهما أهمية أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية، في بلديهما وفي منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وُصِفت هذه القمة بـ"التاريخية"، نظراً إلى المواقف التي أُطلِقت فيها؛ فرئيسي قال إنَّ "التعاون مع روسيا سيضمن أمن المنطقة، ويضع حدّاً للأحادية الأميركية"، فيما لخّص بوتين الاهتمام الروسيُّ بإيران في كلمته التي تضمّنت عناوينَ ثلاثة، أوّلها عسكريّ بحديثه عن تعاون البلدين في سوريا، الذي "ساعد دمشق على تجاوز التهديدات الإرهابية"، والثاني سياسيٌّ يتضمّن الملفات الدولية الساخنة، والثالث اقتصاديٌّ يشمل إنشاء مناطق تجارةٍ حُرّة بين البلدين.

وتعليقاً على أهمية القمة، قال رئيس تحرير صحيفة "إيران ديبلوماتيك"، عماد أبشناس، في حديث إلى الميادين، إنَّ "الشراكة بين إيران وروسيا أوصلت موسكو إلى المحيطات والبحار".

وأشار أبشناس إلى أنَّ "مذكرة التفاهم بين إيران وروسيا ستتحول إلى اتفاقيةٍ استراتيجيةٍ لمدة 20 عاماً".

كما أكَّد أنَّه "نحن في إيران نشعر بالسعادة للانزعاج الأميركي من القمة الإيرانية الروسية"، مشدّداً على أنَّه "يوجد تنسيقٌ بين إيران وروسيا والصين، لإيجادِ جبهةٍ جديدةٍ في مواجهة الولايات المتحدة".

وأوضح أبشناس أنَّ "الائتلاف الجديد يمكن أن يُنقذ العالم من السياسات التي يتّخذها الغرب".

وفي ما يتعلّق بالاتفاق النووي، أكَّد رئيس تحرير صحيفة "إيران ديبلوماتيك" أنَّ "مصلحة الولايات المتحدة في تنفيذ الاتفاق النووي لا في الخروج منه"، وبيّن أنَّ السبب في انسحاب واشنطن منه هو أنَّ "الولايات المتحدة أرادت حصة الأسد الاقتصادية من الاتفاق النووي، وطهران أعطتها للأوروبيين".

من جهتها، قالت مديرة مركز "آسيا والشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية"، إيلينا سوبونينا، للميادين، إنَّ "الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيفتتح عمل البرلمان الروسي، من خلال كلمة له سيلقيها أمامه".

وأكَّدت سوبونينا أنَّ "من الجيد إقامة علاقاتٍ اقتصاديةٍ وتبادل مصالح بين إيران والصين وروسيا"، مضيفةً أنَّ "العقوبات الاقتصادية الموجودة ضد إيران غيرُ مقبولةٍ ويجب وقفها".

بدوره، أكَّد نائب رئيس معهد سياسة "أميركا أولاً"، فريد فلايتز، للميادين أنَّ "واشنطن ليست سعيدةً بأن ترى قمة استثنائية كهذه".

وأضاف فلايتز أنَّ "موسكو تستقبل الحكومة الإيرانية لأنَّ لديهما فرصةً للعمل معاً ضد الغرب"، موضحاً أنَّ "الدول الإقليمية يجب أن تتحدث مع روسيا حول ضرورة عدم التقارب والتعاون مع إيران".

وأشار إلى أنَّ "على الولايات المتحدة أن تجد طريقةً للتعايش مع روسيا، لا تهديدها"، مؤكِّداً أنَّ "عزل روسيا يؤدي إلى تقاربها مع الصين ومع إيران، وهذا خطير".

وفي ما يتعلّق بالاتفاق النووي الذي تمَّ توقيعه مع إيران عام 2015، اعتبر فلايتز أنَّ "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان محقاً بالانسحاب من الاتفاق النووي، لأنَّ إيران لم تكن تلتزم به"،  معتبراً أنَّ "المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست موضوعيةً".

وختم فلايتز حديثه بالقول "نريد لروسيا أن تقيم علاقاتٍ وتحالفاً مع أوروبا والغرب، لا مع الصين".