قوى فلسطينية تدين أحداث جامعة النجاح: بلطجة تتحمل مسؤوليتها إدارة الجامعة

قوى فلسطينية تدين بشدّة اعتداء أمن جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس على احتجاج سلمي نظمه عدد من الطلاب والأكاديميين، وتحمل الإدارة مسؤولية العنف، مطالبةً بتطويق الحدث ومحاسبة المرتكبين.

  • الشعبية تدين أحداث جامعة النجاح: بلطجة تتحمل مسؤوليتها إدارة الجامعة
    الشعبية تدين أحداث جامعة النجاح: بلطجة تتحمل مسؤوليتها إدارة الجامعة

أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدّة "اعتداء أمن جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس على احتجاج سلمي نظمه عدد من الطلاب والأكاديميين". 

ووصفت الجبهة هذا الاعتداء "بالبلطجة التي جرى تشريعها وتمهيدها والتغطية عليها من قبل إدارة الجامعة"، واستنكرت "ترك الإدارة العنان لأمن الجامعة وبعض البلطجية للتنكيل والقمع والاعتداء على بعض الطلاب والأكاديميين، بدلاً من اتخاذها إجراءات عاجلة وحاسمة تضمن استقرار الحياة التعليمية والأكاديمية داخل الجامعة وضمان حرية الرأي والتعبير".

واعتبرت أنّ "ما جرى اليوم وفي الأيام السابقة من أحداث في جامعة النجاح أمر مُخجل تتحمّل إدارة الجامعة مسؤوليته، في ضوء قراراتها المجحفة بحق عدد من الطلاب ومساواتها الضحية بالمعتدي، فضلاً عن طريقة تعاملها مع احتجاجات الطلبة بطريقة سيئة".

ودعت الجبهة الشعبية "للإسراع في تطويق هذه الأحداث وسرعة محاسبة مرتكبيها"، مطالبةً إدارة الجامعة "بالتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين، وتبني إجراءات سريعة وعاجلة تعيد الهدوء وحالة الانتظام إلى الحياة الجامعية، وتضمن حق الطلاب في التعبير عن الرأي، وممارسة الأنشطة السياسية في الحرم الجامعي من دون استفزاز أو اعتراض من أحد، والمساهمة في حل  يُحتذى به".

حماس: ندعو إلى ضرورة محاسبة المتورّطين في جريمة الاعتداء على الطلبة

من جهتها، اعتبرت حركة حماس أن "الاعتداء الإجرامي الذي نفذه أمن جامعة النجاح اليوم، بحقّ الطلاب والطالبات خلال وقفتهم الطلابية السلمية، هو بلطجة مرفوضة ومدانة، تتحمل مسؤوليته إدارة الجامعة التي أعلنت موقفاً منحازاً ضد القانون والعمل الطلابي الحر".

وأكدت "ضرورة محاسبة المحرّضين والمتورّطين في جريمة الاعتداء على الطلبة، والسّاعين إلى تنفيذ أجندة أمنية توتيرية خارجة عن قيم شعبنا والبعيدة كلّ البُعد عن المصالح الطلابية والوطنية".

ودعت "الفصائل الوطنية والإسلامية وقوى شعبنا الحيّة إلى الاضطلاع بدورها في حماية جامعة النجاح وكل المرافق التعليمية من العبث بها أو التعدّي على استقراراها، وحرية العمل النقابي الطلابي فيها، كما ندعو مجلس أمناء الجامعة إلى تحمّل مسؤوليتهم في حماية هذا الصرح العلمي".

كتلة التغيير والإصلاح: الاعتداء جريمة وطنية وأخلاقية 

كما أكد النائب مشير المصري، المتحدث الرسمي باسم كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية، أنّ "الاعتداء الوحشي من قبل أمن جامعة النجاح في نابلس على الطلبة ود. ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء الأسبق، يعدّ جريمةً وتعدياً صارخاً على حرمة الجامعة وطلبتها وأكاديمييها وانقلاباً على الإرث الأخلاقي في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية".

وأضاف: "إنّ حالة الاستعراض بالقوة التي يمارسها  أمن جامعة النجاح ومن خلفه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة هو استقواء على الشعب ونخبه الطلابية والأكاديمية أمام حالة الخنوع والاستسلام، بل والهروب من المشهد في مواجهة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين".

وتابع: "إن قيادة السلطة التي توفر الغطاء لهذه الشرذمة الخارجة عن الصف الوطني تتحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية إزاء حالة انعدام الأمن وبث حالة الفوضى والفلتان الأمني المنظم"، مشيراً إلى أنّ هدف هذه الممارسات: "قهر المواطن والاستمرار في السيطرة الأمنية والحكم والاستبدادي الذي يشكل تكامل لدور الاحتلال".

واعتبر المصري أنّ السلطة وأجهزتها "يمارسون حالة الانتقام من الحركة الطلابية التي كشفت زيفهم وكبدتهم هزيمة في المعارك الانتخابية الداخلية"، لافتاً إلى أنّ ذلك "يدلّ على إصرارها على الانقلاب على الديمقراطية ورفضها خيار الانتخابات وخيار الشعب وصندوق الاقتراع الطلابي".

ووقعت أحداث عنيفة، أمس الثلاثاء، أمام وداخل حرم جامعة النجاح الوطنية القديم، في محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، رافقتها اعتداءات من جهاز أمن السلطة الفلسطينية في حرم الجامعة باستعمال الضرب ورش غاز الفلفل على مجموعة من الطلبة والأكاديميين.

وبحسب إفادات شهود وتعليق جمعيات حقوقية، أدّى الاعتداء إلى إصابة عدد من طلبة جامعة النجاح بجراح مختلفة، وذلك خلال تنظيمهم "وقفة سلمية أمام بوابة الجامعة للمطالبة بحقوق طلابية" تخللها محاولة بعض الطلاب المفصولين الدخول إلى الجامعة، كما اعتدى أمن الجامعة خلال الأحداث على الدكتور ناصر الدين الشاعر، عضو الهيئة التدريسية في الجامعة.

ودعت فصائل وحراكات طلابية ومؤسسات حقوقية بشكل واسع لمطالبة الجامعة بإجراءات جدية لمراجعة سلوك أمن الجامعة وعنف عناصره، واتخاذ إجراءات حازمة لضمان عدم تكرار ما حدث.

وتداول الناشطون صوراً ومقاطع مصورة تظهر الاعتداء على الطلاب وملاحقتهم في الطرقات في محيط الجامعة، وذكر بعضهم أن رجال أمن متخفّين أطلقوا الرصاص من مسدساتهم أثناء ملاحقة الطلاب المعتصمين، فيما وصف بعضهم الجامعة بأنها "تحوّلت إلى ثكنة عسكرية بسبب هذه التصرفات القمعية".

كذلك، أدانت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في بيان يوم أمس أحداث  العنف التي شهدتها جامعة النجاح وعبرت عن استهجانها لإقدام أجهزة أمن الجامعة على استخدام العنف ضد طلاب في الجامعة. 

و أكدت المبادرة احترام حرمة الجامعات الفلسطينية وحرية الرأي والتعبير من دون قيود. كما أكدت حق الطلاب في ممارسة النشاطات الوطنية والثقافية والأكاديمية، وفي مقدمتها حقهم في إجراء الانتخابات الديمقراطية الدورية لمجالس الطلبة في مواعيدها السنوية.

وفي السياق، اتخذ مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية قراراتٍ فورية بشأن الأحداث الأخيرة على بوابات الجامعة، حيث أكد المجلس في بيانٍ له أنه قرر "تشكيل لجنة تقصي حقائق فورية على أن تنهي اللجنة أعمالها وترفع تقريرها إلى مجلس الأمناء في حد أقصاه يوم الأحد 19 حزيران، على أن يتضمن تقرير اللجنة توصيات باتخاذ قرارات واضحة ووضع حلول جذرية للأزمة الحالية تتضمن عدم تكرار هذه الأحداث المؤسفة في المستقبل".

وأضاف البيان: "يوجه مجلس الأمناء إدارة الجامعة ولجنة الاستئناف بالنظر بروح القانون للحفاظ على مستقبل المفصولين من الجامعة، ويدعو المجلس جميع الأطراف إلى ضرورة الحفاظ على مقدرات الجامعة، وعدم الانجرار نحو أية تصرفات غير مسؤولة".

ودعا المجلس "فصائل وفعاليات العمل الوطني والإسلامي تجنيب الجامعة وكافة الجامعات الفلسطينية أي تجاذبات سياسية خارجة عن الإطار التعليمي والأكاديمي"، مؤكداً على "ضرورة تحييد الحرم الجامعي من أية أعمال عنف تضر بالمسيرة التعليمية والنسيج المجتمعي الجامعي".

اخترنا لك