كيف تفاعل الإعلام العربي والغربي مع الأزمة التونسية؟
الإعلام العربي والغربي يبدي مواقف منقسمة لما يجري في تونس، فما هي أبرز هذه المواقف؟
بعد سلسلة إجراءات اتخذها الرئيس التّونسي قيس سعيّد خلال الأيام المنصرمة، والّتي من بينها أمره بإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه وتوليه السلطة التنفيذية، وتجميد عمل المجلس النيابي واختصاصاته، إضافةً إلى إنهاء مهمّات مجموعةٍ من مسؤولي الدولة، الذين يشغلون مناصب رفيعة، أظهرت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية آراءاً ومواقف مختلفة ومنقسمة حول الأزمة التونسية.
وفي حين قالت رئاسة الجمهورية التونسية إن وسائل الإعلام الأجنبية مرحّب بها ولكن لا بد لها أن تحترم سيادة البلاد، اعتبرت أن "حرية الإعلام مكسب لا يمكن المسّ به".
وبرز انقسام حاد في مواقف الإعلام الخليجي على وجه التّحديد، بين منحاز لحركة النهضة، معتبراً أنّ قرارات الرئيس سعيّد تمثّل انقلاباً وضربةً للديمقراطية، وبين ومعارض يرى في تلك القرارات انتصاراً للهبّة الشعبية ضدّ النهضة.
وفي حديث له مع الميادين، قال محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية قاسم عزالدّين إنّ "قسماً من الإعلام الخليجي هو ضدّ الإخوان المسلمين لأسباب سياسية وإيديوليجية، ويحرّض كأنّ كلّ المسألة هي حرب على الإخوان، وهي تلعب دوراً كبيراً في تعميق الأزمة في تونس".
وأضاف عزّ الدين أنّ الإعلام الخليجي "جمع كلّ عدّته ليعبّر عن موقف بلاده من هذا الحدث، غير سائل البتة عن مسألة تونس، وهو ليس لديه الحدّ الأدنى من الآداب الإعلامية".
#التحليلية | كيف استغل الإعلام الخليجي الحدث التونسي لتصفية حسابات ؟ ولماذا؟#تونس #قيس_سعيد pic.twitter.com/WlhqLXScvR
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 28, 2021
في السياق ذاته، نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" تقريراً لكلير باركر قالت فيه إنّ "أصواتاً مؤثرة في مصر والسعودية والإمارات احتفت بالاضطرابات في تونس واعتبرتها ضربة للإسلام السياسي".
وأشارت في تقريرها إلى أنّ "السرد البارز من الدول العربية التي ترى في تونس الربيع العربي أكبر تحد لها، وهي السعودية ومصر والإمارات كان واحدا، فإنّ أحداث تونس تمثل المسمار الأخير في نعش الإسلام السياسي ومشاركته في الديمقراطية".
وبالحديث عن الإعلام التّونسي، فإنّ "السخط الأكبر على الإعلام التّونسي العمومي الّذي بقي نائماً وغائباً عمّا جرى في 25 تموز/يوليو الماضي، وذلك لأنّه مموّل من حكومة المشيشي، فلم يعرف الإعلام العمومي كيف يتكيّف مع الوضع الجديد، لأنه لا يعرف إذا ما كان عليه أن يؤيّد ما فعله الرّئيس التونسي أم يكون مع حكومة المشيشي"، وذلك وفق ما قاله محلل الميادين للشؤون التونسية والإفريقية مراد الدلسي.
وأضاف أنّ "غياب الجودة الإعلامية عن القنوات التونسية الخاصة هو نتيجة أنّ الإعلام الخاص محكوم بالأحزاب التّونسية التّابع لها، وبالجهة الممولة لها أيضاً".
#التحليلية | هل سقط الإعلام التونسي في فخ تمويلات سياسية مشبوهة أفقدته المصداقية؟#تونس #قيس_سعيد pic.twitter.com/W8KCDjQxO0
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 28, 2021
أمّا بالنّسبة للإعلام الغربي، فقالت مديرة الميادين أونلاين بهية حلاوي إنّ "الإعلام الغربي كان حذراً إلى حد كبير في التعاطي مع الأزمة التونسية، حيث أن عدداً كبيراً من القنوات الغربية حاول زيادة حدة الاستقطاب داحل تونس من خلال اختيار واستنساب الزوايا التي يطرحونها".
وبحسب حلاوي، فإنّ هذه طريقة في التعاطي مع الأزمة التونسية هي من أجل "أن يكسب هذا الإعلام هامشاً من الوقت بينما يتخذ الموقف السياسي المناسب بحسب ما تسير إليه الأمور".
ولفت إلى أنّ "هناك الكثير من مشاعر الخوف والحذر داخل الصفوف التونسية من كيفية تعاطي الإعلام الغربي مع الأحداث في تونس واستغلاله لدور منطمات المجتمع المدني، والتي شكّل دورها على مواقع التواصل الاجتماعي مادة مغذية للقنوات الغربية، وجرى توظيفها في تدخلاته السياسية في البلاد".
#التحليلية | كيف ظهرت الأحداث الأخيرة في #تونس على منصات التواصل الاجتماعي؟@halawiBahia #قيس_سعيد pic.twitter.com/fvdgJ9Q2qo
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 28, 2021
وكانت وسائل إعلام تركية رسمية أو مقربة من الحكومة التركية، وصفت حركة النهضة التونسية بـ "الجماعة الإخوانية" نسبة إلى جماعة "الإخوان المسلمون".
كما وصف موقع "يني شفق" المقرب من الحكومة التركية حركة النهضة التونسية بـ"الحركة الإخوانية".