متجاهلَين قراراً للمحكمة الأوروبية.. صربيا و"الإنتربول" يسلّمان معارضاً بحرينياً

صحيفة "الغارديان" البريطانية تقول إن "السلطات في بلغراد وافقت على تسليم المعارض أحمد جعفر محمد علي إلى البحرين في وقت سابق من الأسبوع الجاري".

  • المعارض البحريني أحمد جعفر محمد علي
    المعارض البحريني أحمد جعفر محمد علي

قامت السلطات الصربية بتسليم معارض بحريني، بالتعاون مع "الإنتربول"، على الرغم من أمر قضائي من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في أول اختبار لمنظمة الشرطة الدولية برئاسة مسؤول أمني إماراتي رفيع.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن "السلطات في بلغراد وافقت على تسليم المعارض أحمد جعفر محمد علي إلى البحرين، في وقت سابق من الأسبوع الجاري".

وقبل أيام من ذلك، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أمراً قضائياً ينصّ على "ضرورة تأجيل التسليم إلى ما بعد الـ25 من شباط/فبراير، من أجل إتاحة الوقت للسلطات الصربية لتقديم مزيد من المعلومات إلى المحكمة، التي كانت تستجيب لطلب من مركز بلغراد لحقوق الإنسان للنظر في قضية علي".

وطالبت المحكمة السلطات الصربية بمزيد من الأدلة بشأن القضية، وحذّرت من أن "عدم الامتثال يعني أن صربيا تخاطر في خرق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".

وقال محامو علي إن "قاضياً في بلغراد أبلغ السلطات الصربية والإنتربول بالحكم يوم الأحد الماضي". وكان تم تسليمه إلى البحرين في ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين على متن طائرة مستأجَرة تابعة لشركة "رويال جيت"، وهي شركة طيران إماراتية خاصة، يرأسها أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي".

ويُعَدّ تسليم علي أول قضية من نوعها منذ انتخاب اللواء أحمد ناصر الرئيسي، وهو مسؤول أمني إماراتي بارز، لرئاسة "الإنتربول".

واتهم معتقلون سابقون الرئيسي، الذي أشرف على نظام الاحتجاز الإماراتي، بـ"التواطؤ في التعذيب"، وسط قلق متزايد من أن "انتخابه قد يشجع الأنظمة الاستبدادية على إساءة استخدام هياكل الإنتربول من أجل القبض على المعارضين في الخارج".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم تقديم شكوى ضد الرئيسي في فرنسا، تتضمن تقارير جديدة عن التعذيب، بعد أن زار مقر "الإنتربول" في ليون لأول مرة كرئيس.

وقال سعيد أحمد الوداعي، من معهد "البحرين للحقوق والديمقراطية"، إن "حقيقة أن الإنتربول شرع في هذا التسليم إلى البحرين على الرغم من علمه بأنه انتهك قراراً مباشراً من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يحظر عودة أحمد، يبعث برسالة مدمرة، مفادها أنه في ظل قيادة الرئيسي، سيتم تجاوز الخطوط الحمراء". 

وأضاف الوداعي أن "هذه الفضيحة تَكَشّفت في عهده، والإنتربول سيكون الآن متواطئاً في أي سوء معاملة يواجهها علي".

واعتُقل علي في بلغراد في تشرين الثاني/نوفمبر بناءً على نشرة حمراء صادرة عن البحرين عام 2015. وسبق أن طلب علي اللجوء في صربيا خوفاً من تعرضه للتعذيب عند عودته، كما قال شخصياً في تقرير  لـ "هيومن رايتس ووتش"، بشأن استخدام التعذيب في المملكة.

اخترنا لك