ملامح مواجهة عسكرية جديدة بين حزب الله والاحتلال: تصاعد حرب استنزاف متحركة
خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، مثّل مقدمةً لمسارٍ جديدٍ ستسلكه المقاومة، ضمن المعركة مع الاحتلال، والتي دخلها فعلياً في 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر.
-
من استهداف المقاومة الإسلامية لموقع العبّاد الإسرائيلي عند الحدود مع فلسطين المحتلة (الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية)
يتدرّج حزب الله في معركة "طوفان الأقصى" بدقّةٍ متناهية، ويُصعّد ويسدّد ضرباتٍ ويوزعها على خطّ جبهةٍ، يتجاوز طولها 100 كيلومتر. فكيف يترجم الحزب اندفاع الهجوم العالي مع تطور العدوان على فلسطين؟ وأيّ استراتيجية مستقبلية للحرب؟ وماذا عن القرار المحسوب الذي اتّخذته المقاومة بالدخول في المعركة؟
في هذا الإطار، قال محلّل الميادين للشؤون اللبنانية والسياسية، عباس فنيش، إنّ الملامح الجديدة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي ارتسمت ليلة خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، ثمّ استُكملَت اليوم عبر استهداف 19 موقعاً إسرائيلياً، في وقت واحد.
وأشار إلى أنّ استهداف موقع العبّاد تمّ بطريقةٍ غير مألوفة، وهو يؤكد أنّ "ثمّة عملاً مغايراً تقوم به المقاومة".
وتساءل فنيش عن الطريقة التي سترد فيها المقاومة إذا استهدف الاحتلال المدنيين مجدّداً، لافتاً إلى أنّ المقاومة قد توسّع شعاع الرد إلى أبعد من "كريات شمونة"، بعد أن أخلى الاحتلال المتسوطنات من ساكنيها.
ما المرحلة الجديدة التي يُفترض أن يشهدها الصراع بين #حزب_الله والعدو الإسرائيلي؟ وما ملامحها وآفاقها؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 4, 2023
محلل #الميادين للشؤون اللبنانية والسياسية عباس فنيش#طوفان_الأقصى #فلسطين #غزة @AbbassFneish pic.twitter.com/763sxbCcJJ
بدوره، رأى محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية، عبد الرحمن نصّار، أنّ انشغال الاحتلال بتصعيد حزب الله في الجبهة اللبنانية خفّف الضغط عن غزة، مشيراً إلى أنّ الإفادات الميدانية، التي تحدّثت عن سوء في الأداء لدى قوات الاحتلال بسبب عدم قدرتها على التبديل والراحة، "تؤكد ذلك".
وأكّد نصار أنّه لا يمكن لـ "الجيش" الإسرائيلي أن يسحب قواته من الشمال، و"إن كان وضعه متعثّراً في غزة"، لأنّ المستوطنين في الشمال سيعُدّون أنّ "جبهة الشمال ضعيفة وأنّ الجيش تخلّى عنهم".
وأشار إلى أنّ الاحتلال لن يجرؤ على إعلان سحب قوات من الشمال إلى غزة في حال لجأ إلى ذلك بسبب ظروف القتال، لأنّ هذا الإجراء "سيؤثر في جبهته الداخلية بصورة كبيرة".
"مصادر في #المقاومة أفادت بعمليات انسحاب محددة للجيش الإسرائيلي، وصلت في بعض المناطق إلى 500 متر، متزامنة مع سوء في الأداء أيضاً"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 4, 2023
محلل #الميادين للشؤون الفلسطينية عبد الرحمن نصار #طوفان_الأقصى #الثورة_الكبرى #فلسطين #غزة pic.twitter.com/bFTjgSBsZs
وبشأن خطاب الأمين العام لحزب الله، قال محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية والاقليمية، ناصر اللحام، إنّه "بمثابة لغم جديد لإسرائيل"، مشيراً إلى أنّ الخطاب "أخفى أكثر مما أظهر".
وأفاد اللحام بأنّ العمر السياسي لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "بعمر الحرب"، لافتاً إلى أنّه فشل، عسكرياً وسياسياً.
"خطاب #السيد_حسن_نصرالله أخفى أكثر ممّا أظهر، بل كان لغماً آخر في حقل الألغام الكبير الذي يُحيط بإسرائيل".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 4, 2023
مدير مكتب #الميادين في فلسطين المحتلة ناصر اللحام #طوفان_الأقصى #الثورة_الكبرى@nasserlaham4 pic.twitter.com/7FvbxeMMvM
من جهته، أكّد محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، أنّ حزب الله يحاول استنزاف قدرات العدو الاسرائيلي في الجبهة الشمالية، من دون تمكينه من جر لبنان إلى ردّ انتقامي يطال المدنيين.
وقال سليمان إنّ حزب الله يحضّر المناخ الداخلي اللبناني والإقليمي "لإمكان التصاعد من حرب استنزاف متحركة"، بحسب مستجدات المعركة ومتطلّباتها.
ولفت إلى أنّ الأمين العام لحزب الله أراد استهداف الموقف الأميركي من خلال لهجة الخطاب، التي تحدّث بها مع واشنطن، عندما قال إنّ المقاومة أعدّت العدّة للأساطيل الأميركية.
"لم تبخل #المقاومة في تقديم التضحيات، وهي دخلت الحرب منذ اليوم الأول. مسألة الردع ما زالت قائمة، ولم يجرؤ العدو حتى الآن على تجاوزها، في ظل الحجم الكبير للضربات التي يتعرض لها".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 4, 2023
مدير مكتب #الميادين في واشنطن منذر سليمان #فلسطين #طوفان_الأقصى #الثورة_الكبرى pic.twitter.com/JveK4UceF6