"ناشيونال انترست": هل تجازف "تل أبيب" بإرسال القبة الحديدية إلى أوكرانيا؟
موقع "ذا ناشيونال انترست" يكشف عن أسباب عدم إرسال القبة الحديدية الإسرائيلية إلى أوكرانيا، بالرغم من المناشدات المتكررة من الجانب الأوكراني.
-
صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا: هل القبة الحديدية الإسرائيلية الخطوة التالية؟
أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، منذ أيام، أنّ "واشنطن سترسل أنظمة دفاع جوي باتريوت للدفاع عن سماء أوكرانيا ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ والضربات الجوية الروسية".
ومع إعلان بايدن، كشف موقع "ذا ناشيونال انترست" أنّ هذه الخطوة الأميركية تسلط الضوء على "إسرائيل" أيضاً، التي ترفض بشكل دائم تزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" المرغوب فيه أوكرانياً.
ولفت الموقع إلى أنّ "المسؤولين الأوكرانيين ضغطوا بقوة من أجل هذه الأنظمة، إذ جاءت الطلبات الرسمية من مكتب الرئيس ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع والسفارة الأوكرانية في "إسرائيل".
أسباب رفض "إسرائيل"
عدّد الموقع أسباب الرفض الإسرائيلي لتزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" المرغوب فيه:
أولاً: لدى "إسرائيل" مخاوف مشروعة، من أنه إذا جرى نشر أي من أنظمتها، فهناك احتمال أن تستولي عليها روسيا في ساحة المعركة. وبعد ذلك "يتم إرسالها إلى إيران لتحليلها، وقد يتمكنوا من إيجاد طرق لمواجهة هذه الأنظمة في ساحات القتال، ما من شأنه أن يفيد حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في المواجهات المستقبلية ضد إسرائيل"، وفق الصحيفة.
ثانياً: تتحفظ "إسرائيل" على إرسال هذه الأنظمة إلى أي مكانٍ آخر، في وقت يقوم "جيش" الاحتلال بتقدير حاجته الملحة إلى الحصول على مزيد من الأنظمة والصواريخ لحمايته، خاصةً مع استمرار ترسانات أسلحة حزب الله وحماس في النمو.
ثالثاً: مقدار الوقت اللازم لتدريب القوات الأوكرانية على تشغيل القبة الحديدية لن يساعد أوكرانيا على المدى القصير، ومن المرجح أن يكون نظام "باتريوت" نظاماً أسهل لتدريب القوات الأوكرانية عليه.
اقرأ أيضاً: ما هي نقطة ضعف منظومة "باتريوت"؟
الجدير ذكره هنا، أنه منذ أشهر، هاجم كبير مستشاري الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولياك، القرار الإسرائيلي بعدم نقل أسلحة إلى أوكرانيا، قائلاً: "إسرائيل اختارت أن تكون في الجانب غير الصحيح من التاريخ، ونحن نشعر بالخيبة من قرارها".
بالتوازي، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، معارضة المؤسسة الأمنية والعسكرية بشدّة نقل أسلحة قتالية إلى أوكرانيا، من ضمنها منظومات دفاع جوي.
وتخشى المؤسسة الأمنية والعسكرية، بحسب الصحيفة، أن يؤدي تزويد أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي إلى إسقاط طائراتٍ روسية ومقتل طيارين، ما سيدفع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى توجيه أصابع الاتهام إلى "إسرائيل".
وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية أنّ القبة الحديدية "لا تناسب أوكرانيا بسبب مساحتها، ما يصعب تحريك المنظومة"، مضيفةً أنّ الروس الذين يسيطرون على المجال الجوي في أوكرانيا لن يجدوا صعوبة في ضرب القوافل التي ستنقل القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية.
قرار بايدن.. هل يستحق المجازفة؟
وفي السياق، أشار الموقع إلى أنّ "قرار بايدن بإرسال صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا ينطوي على المخاطر نفسها التي يتعرضون لها بالنسبة إلى إسرائيل بالطبع".
كما أضاف أنّه "يمكن استغلال الأنظمة الأميركية التي تم الاستيلاء عليها من قبل كل من روسيا وإيران، وبالتالي إضعاف فعاليتها في ساحة المعركة".
وبحسب ما ورد "تم الاستيلاء على بعض الأنظمة الأميركية بالفعل من قبل الروس في أوكرانيا، لكن بالنسبة إلى واشنطن، فإن الرغبة في دعم النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة قد تتفوق على مثل هذه المخاوف".
وتابع الموقع: "يجب على بايدن ومستشاريه أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانت مثل هذه المخاطر تستحق المجازفة، ومع ذلك، تجدر الإشارة أيضاً إلى أن البنتاغون قد لا يكون لديه بالفعل ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي في جميع أنحاء العالم لتغطية قواته المنتشرة.
من جهته، شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أنّ بلاده ستدمّر صواريخ "باتريوت" في حال سلمتها واشنطن إلى كييف، وذلك عقب أيام من إعلان موافقة الولايات المتحدة على إمداد حليفتها بتلك المنظومات.
وقال بوتين إنّه متأكد "تماماً من أن الجيش الروسي سيدمر نظام الدفاع الجوي باتريوت الذي ستمد الولايات المتحدة به أوكرانيا".