هزيمة آندي ليفين في الانتخابات التمهيدية بسبب "عدم دعمه الكافي لإسرائيل"
لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية (إيباك)، ترفع من مستوى تدخلها المالي والسياسي في الانتخابات التمهيدية الأميركية، وتقرر إقصاء النواب اليهود الذين اعتبرت دعمهم لـ"إسرائيل" غير كاف.
-
تعرض ليفين لحملة شرسة في الانتخابات التمهيدية بسبب عدم دعمه الكاف لـ "إسرائيل" (أرشيف)
تلعب "إسرائيل" دوراً في الانتخابات التمهيدية الأميركية المقبلة، حيث يتنافس مرشحان من الحزب الديمقراطي ضد مرشح للحزب الجمهوري لتمثيل دائرة الكونغرس في ميشيغان.
وحسب مقالة في الشرق الأوسط للسفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد، فإن لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية (إيباك)، تسعى لإقالة ممثل الكونغرس اليهودي آندي ليفين، الذي كان رئيساً لكنيس يهودي ومدافع شرس عن حق "إسرائيل" في الوجود، لكن "المشكلة"، حسب المقال، أنه بالتوازي مع آرائه، فإنه يدافع عن الحقوق الفلسطينية ومبدأ حل الدولتين.
في السنوات الماضية، حددت "إيباك" بعض أسماء السياسيين الأميركيين الذين اعتبرت دعمهم لـ"إسرائيل" غير كاف، وعليه تم تأمين تبرعات مالية من قبل أفراد ومؤسسات، لتمويل حملات انتخابية لخصومهم. لكن الفارق هذا العام هو أن "إيباك" أنشأت منظمة فرعية لتتبرع مباشرةً للحملات السياسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ولأن قوانين الشفافية السياسية الأميركية تفرض تبليغ الحملات عن تبرعاتها، تبين أن فرع تمويل "إيباك" تبرع حتى الآن، بحوالى 30 مليون دولار للحملات السياسية في الكونغرس.
لم تنف "إيباك" التدخل المالي لها، بل على العكس، ربط بعض المسؤولين من المؤسسة تدخلهم المباشر في الحملات، بالتغييرات الحاصلة داخل الحزب الديمقراطي. وعلى سبيل المثال، قام 24 عضواً في مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي، بإرسال بيان الشهر الماضي، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن مطالبين فيه بالتدخل لضمان إجراء تحقيق عادل بما يخص مقتل الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة.
وقتها عارضت "إيباك" هذه الرسالة، وبعدها في شهر أيار/مايو كتب 57 ديمقراطياً في مجلس النواب، معظمهم من الجناح اليساري للحزب، رسالة تحث الإدارة على التحقيق في مقتلها. انتقد السفير الإسرائيلي تلك الرسالة، لكن ليفين كان من بين الذين وقعوا عليها.
في المقابل، تؤكد هايلي ستيفنز، وهي عضو ديمقراطي في الكونغرس، دعمها اللامتناهي لـ"إسرائيل"، رافضةً التوقيع على رسالة تحث على إجراء تحقيق أميركي. ولذلك، تبرعت "إيباك" بثلاثة ملايين دولار لحملتها، في الانتخابات التمهيدية في 2 آب/أغسطس المقبل، منافسةً ليفين نفسه.
فوق ذلك، يورد موقع "ذا إنترسبت" أن "إيباك" استخدمت أكثر من 8 ملايين دولار في دعم "مرشحيها"، وذهب ما يقرب نصف المبلغ نحو السباق للإطاحة بليفين، الذي تخلف عن زميلته النائب هالي ستيفنز بحصوله على 40% مقابل 60% من الأصوات.
كذلك، قامت جمعيات مؤيدة لـ"إسرائيل" ولها علاقات عميقة مع "إيباك"، باستثمارات مالية ضخمة في سباقات الانتخابات بميشيغان. وأنفق اللوبي الإسرائيلي اليميني، حسب الموقع نفسه، أكثر من 10 ملايين دولار إجمالاً عبر دوائر الكونغرس الـ11 والـ12 والـ13 في الولاية، متجاوزاً بفارق كبير، أي مجموعة مصالح أخرى أو حملة تبرعات من المرشحين أنفسهم.
وفي مقابلة مع قناة "MSNBC" الأسبوع الماضي، قال ليفين: "أنا يهودي حقاً، لكن "إيباك" لا تستطيع تحمل فكرة أنني أوضح وأقوى صوت يهودي في الكونغرس يدافع عن اقتراح بسيط: أنه لا توجد طريقة للحصول على وطن آمن وديمقراطي للشعب اليهودي ما لم نحقق الحقوق السياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني".
وفوق ذلك، وما بدا لافتاً، هو تدخل "إيباك" مالياً في عشر جولات ضمن الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مدعيةً، حسب فورد أن المرشحين الذين دعمتهم فازوا بتسعة منها.
بشكل استراتيجي، تختار إيباك الأهداف، ولذلك، تتجنب استخدام أموالها ضد النائبتين في الكونغرس رشيدة طليب في ميشيغان وإلهان عمر في مينيسوتا على الرغم من انتقادهما الحاد لـ"إسرائيل"، ذلك بسبب إدارك "إيباك" حسب دراساتها إلى أنه سيكون من الصعب جداً هزيمتهما.
في المقابل، لم يكن تدخل "إيباك" المباشر في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يمر من دون ردود فعل سريعة، حيث وصف المرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز تدخل الجمعية بأنه حرب ضد الحزب الديمقراطي. كما توجهت إحدى أهم السياسيين التقدميين في الحزب الديمقراطي، السناتور إليزابيث وارن، إلى ميشيغان للتحدث دعماً لليفين.
بالإضافة الى ذلك، بدأت المنظمة الوطنية "J Street"، التي تدعم بقوة حل الدولتين، وتجادل "إيباك" حول سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، بتمويل الحملات السياسية المقابلة، على الرغم من أن تمويلها أقل من التمويل المقدم من اللجنة.
يقول فورد أنه لديه خبرة طويلة مع "إيباك". فبعد استقالته من وزارة الخارجية عام 2014 لأنه لم يتفق مع سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما بشأن سوريا، تلقى دعوات من اللجنة للتحدث في بعض مؤتمراتها حول دور إيران في سوريا والمنطقة. ومقابل ذلك يؤكد فورد أنه حصل "على مكافأة صغيرة لمثل هذه المحاضرات التي كان آخرها عام 2018".
في تلك السنوات، أكد له مديرو "إيباك" أن دعم "إسرائيل" يجب أن يأتي من كلا الطرفين ليكون قوياً. ويشير قرارهم هذا العام باستهداف سياسيين يتشابهون وليفين، إلى مواجهة الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي.
وإذا ما نجحت "إيباك"، فإنها ستزيد من نفوذ المحافظين في الحزب الديمقراطي، وتدفع عناصر من الجناح اليساري، بما في ذلك العديد من النشطاء الشباب، إلى الخروج منه.