هل تشكّل رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي تهديداً لماكرون؟
فرنسا تتولّى، في مطلع عام 2022، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في خطوة قد تخدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو تنقلب ضده، بحسب المحللين.
-
بقيادة فرنسا.. رئاسة الاتحاد الأوروبي نعمة، أم نقمة على ماكرون؟
تتولى فرنسا، السبت، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في ظل أوضاع صعبة تتراوح بين تفشي متحور فيروس كورونا "أوميكرون"، والتوتر القائم عند الحدود الروسية الأوكرانية، في خطوة قد تخدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إيجاباً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية إذا استثمرها بالصورة الصحيحة.
ورأت كلير دوميمي، الباحثة في مركز مارك بلوك الفرنسي الألماني في برلين، أن هذه تعتبر فرصة ماكرون "في إبراز حصيلته الأوروبية، والتمايز من بعض منافسيه، وطرح مطالب وأفكار جديدة".
رئاسة الاتحاد الأوروبي تهدّد كرسي ماكرون
ورأى سيباستيان مايار، مدير معهد جاك دولور في باريس، أنه "لا يمكنه الوصول إلى الدورة الأولى في الـ 10 من نيسان/أبريل من دون أن يكون حقق بعض النتائج في رئاسته الأوروبية، وهذا يحمل صعوبات كثيرة، لكنها فرصته في إثبات نفسه".
وحدّد ماكرون ثلاث أولويات للرئاسة الفرنسية، هي تحديد حد أدنى للأجور في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي، وضبط عمالقة الإنترنت، وفرض ضريبة كربون على الحدود. وهي أهداف يمكن لفرنسا أن تأمل في تحقيق نتائج بشأنها.
ولفت سيباستيان مايار إلى أن القمة غير الرسمية لرؤساء الدول والحكومات في الـ 10 والـ 11 من آذار/مارس في فرنسا ستكون للبحث في إصلاح ميثاق الاستقرار والنمو لمنطقة اليورو، وهو موضوع يهمّ فرنسا، وقد يشكل "إنجازاً سياسياً لافتاً".
وأوضح أن "استعراض زعامة ماكرون الأوروبية، محاطاً بنظرائه، قبل شهر من الدورة الأولى، قد يعزز موقعه".
ويأمل محللون في أن يرفع ماكرون صوته عالياً في ملف التوتر الحدودي بين روسيا وأوكرانيا. وكتب ميشال دوكلو، السفير السابق، في مقال نشرته صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، "ربما يمنحه التاريخ فرصة في بلورة رؤية أوروبية"، حيال هذه التحديات.
الفرنسيون يرفضون الاندماج
أظهرت دراسة أجراها معهد "يوروبا نوفا"، لحساب صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، أن 29% فقط من الفرنسيين يودون مزيداً من الاندماج الأوروبي، في مقابل 50% من الإيطاليين، و43% من الألمان.
غير أن بيار سلال، الممثل الفرنسي سابقاً لدى الاتحاد الأوروبي، رأى أن "رئاسة الاتحاد الأوروبي يمكن أن تساهم في تصحيح هذا الانطباع وتشجيع الفرنسيين على فكرة الاندماج، إذ تتيح تجسيد أوروبا في شخص إيمانويل ماكرون ولمصلحته".
وتتسلّم فرنسا، اعتباراً من الأول من كانون الثاني/يناير، رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي الممثل لمصالح الدول الأعضاء الـ27 أمام المفوضية والبرلمان الأوروبيين، خلفاً لسلوفينيا.
وهذه المرة الثالثة عشرة منذ عام 1958، التي تتولى فيها فرنسا رئاسة التكتل لنصف سنة، وكانت آخر مرة عام 2008. كما ستتداخل الرئاسة الأوروبية مع الانتخابات الرئاسية الفرنسية في الـ10 والـ24 من نيسان/أبريل، ومع الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو.
وهو سيناريو سبق أن حدث عام 1995، والفارق أن فرنسوا ميتران كان، في ذلك الحين، يشارف على نهاية رئاسته بعد ولايتين متتاليتين، وخلفه جاك شيراك في أيار/مايو، في حين أن ماكرون سيكون على الأرجح مرشحاً لولاية جديدة.
يُذكَر أن رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي تتولاّها كل دولة عضو في الاتحاد بالتناوب مدّة ستة أشهر، وستترأس فرنسا مجلس الاتحاد الأوروبي من الأول من كانون الثاني/يناير إلى 30 حزيران/يونيو 2022.
وتنظّم رئاسة المجلس الاجتماعات، وتطرح حلولاً توافقية، وتستخلص نتائج الاجتماعات، وتحرص على اتساق عملية اتخاذ القرارات واستمراريتها، وتنسيق التعاون بين جميع الدول الأعضاء، وعلاقات المجلس مع المؤسسات الأوروبية، ولاسيّما المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي.