واشنطن: مصلحتنا جلب تركيا وشعبها كي يصطفّا إلى جانبنا تحت مظلة "الناتو"

في ظل استمرار العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، على خلفية شرائها منظومة "أس 400" الروسية وقضايا أخرى، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية تكشف أن بلادها تتواصل مع أنقرة على مختلف المستويات لحل المشكلات والتوصل إلى ااتفاق معها.

  • نولاند: نتواصل مع تركيا على جميع المستويات ونسلّط الضوء على ما نختلف عليه
    وكيلة "الخارجية الأميركية" للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند

قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الأربعاء، "إننا لم نفهم لماذا يتعيّن على تركيا الحصول على سلاح روسي، ربما تمّ إغراؤها من طرف البائع، ولقد عرضنا عليها مخارج من هذا الموضوع".

وأضافت نولاند أن "تركيا وروسيا أبدتا رغبة في سحب المرتزقة من ليبيا في وقت متزامن"، آملة في أن يتم ذلك قبل الانتخابات المقرَّرة في شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وبينما أشارت إلى أن "الرئيس جو بايدن ملتزم الإبقاء على العقوبات المفروضة على أنقرة بسبب حصولها على الصواريخ الروسية"، لفتت نولاند إلى "أننا نتواصل على جميع المستويات مع تركيا كي نعمل معاً بشأن ما نتفق عليه، ونسلّط الضوء على ما نختلف بشأنه". 

وفي هذا الإطار، كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد في شهر حزيران/يونيو الماضي لنظيره الأميركي، في أول لقاءٍ بينهما على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، "أننا لن نغيّر موقفنا تجاه منظومة أس-400 الروسية".

وكشفت نولاند قائلة "سننقل إنتاج طائرات (F-35) إلى مكان آخر، ونحن في المراحل الأخيرة للتخلص من إنتاج قطع غيار والذي كان يتمّ في تركيا، والأخيرة تعرضت لضربة قاسية اقتصادياً بسبب تعليق هذا البرنامج"، مشيرة إلى أن الاقتصاد التركي أصلاً هو في "وضع صعب".  

وتناولت وكيلة "الخارجية الأميركية" الوضع الداخلي في تركيا، وأعربت عن قلق بلادها من "تعامل تركيا مع حزب الشعوب الديمقراطي، واحترام حقوق الانسان"، مشددة على أن "استقلال القضاء أمر أساسي لأي ديمقراطية، وتركيا تُضعف نفسها عندما لا تلتزم تلك الأساسيات"، وفق نولاند. 

ورأت أن "استخدام شمّاعة الإرهاب لحظر أحزاب سياسية سيقوّض التعددية السياسية، ويجب أن تكون ملاحقة الإرهاب عبر عملية قضائية شفافة". 

وشددت على أن "مصلحتنا واضحة، وهي جلب تركيا وشعبها كي يصطفّا إلى جانبنا تحت مظلة الناتو، وينبغي لنا تعزيز علاقتنا مع تركيا، ولاسيما مع تنامي علاقة أنقرة بموسكو في مجال الطاقة"، وأكدت أن "العلاقات التركية الروسية تعمّقت وبدأت في سوريا وتطورت وتوسعت".   

وفي حين أشارت إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على الشركة التي تساهم في خط "نورد ستريم"، إلاّ أنها أوضحت "أننا أجّلنا تطبيقها إلى حين التشاور مع ألمانيا"، معتبرة أن اتفاق خط "نورد ستريم" للغاز "سيئ، ويزيد في الاعتماد على روسيا".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية اعتبرت الشهر الماضي (حزيران/يونيو) أن المشروع الروسي "نورد ستريم 2" يهدّد أمن الطاقة في أوروبا وأوكرانيا، وأنه مشروع جيوسياسي، مؤكدة رفض واشنطن له. وفي المقابل، ردّت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، وقالت "إن تصريحات واشنطن بشأن العقوبات ضد خط التيار الشمالي 2، لا تستطيع التغطية على كون واشنطن غير قادرة على المنافسة".

وفيما يتعلق بوجود تركيا في أفغانستان، أعربت نولاند عن اعتقادها أنه سيكون أمراً مُرحَّباً به، نظراً إلى التقارب الثقافي بين البلدين"، ولأن أنفرة "أدّت دوراً مهماً في تأمين مطار كابول".

وقالت: "نحن في حاجة إلى تسوية سلمية تنتهي بتوحيد جزيرة قبرص، ونحثّ أنقرة على العودة عن قرارها بشأن فاروشا".

وتناولت وكيلة "الخارجية الأميركية" العلاقات التركية اليونانية، ورأت أن عودة أنقرة وأثينا إلى الحوار "أمر جيد، وشجعنا على ذلك، ودعمنا هذا الأمر". 

اخترنا لك