وثائق بشأن حرب 1973: القوات الإسرائيلية في حالة كآبة وأمام كارثة
صحيفة "هآرتس" تكشف عن حال قادة "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأولى لحرب تشرين أول/أكتوبر 1973.
-
"إسرائيل" تكشف عن وثائق جديدة حول حرب أكتوبر 1973: حالة يأس وكآبة
نشرت وسائل اعلام إسرائيلية وثيقة مسربة، تتحدث عن حال قادة قوات الإسرائيلية بداية "حرب أكتوبر" عام 1973.
ووفق الوثيقة المسربة، فقد عبر قادة الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأولى لحرب تشرين أول/أكتوبر 1973، عن يأس وحالة ذعر، واستخدموا عبارات، مثل "كارثة" و"هزيمة" و"حرب من أجل أرض إسرائيل" و"كآبة شديدة"، في وصف وضع الجيش في الجبهتين مع مصر وسوريا.
وتم كشف ذلك من خلال مذكرات مدير مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، أفنير شاليف، التي سمح أرشيف الاحتلال الإسرائيلي بنشرها أمس، الإثنين، ونشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء.
ووثق شاليف في المذكرات أقوال رئيس الأركان، دافيد إلعزار، ووزير الأمن، موشيه ديان، وضباط كبار آخرين.
ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى أنّ هؤلاء تحدثوا عن "حلول" للوضع الذي تواجد فيه القوات الإسرائيلية، وبينها "كسر سوريا" و"احتلال دمشق" و"ذبح المصريين" و"إزالة العرب من رأسنا".
الأيام الأولى من الحرب
ووصفت مذكرات شاليف الوضع في الجبهتين في الأيام الأولى بـ"كلمات قاسية"، مثل قول نائب رئيس الأركان، يسرائيل طال، في اليوم الثاني للحرب، 7 تشرين الأول/أكتوبر، إنّ "الوضع في الجنوب بات سيئاً وحتى سيئاً جداً"، مضيفاً أنّ "الوضع سيئ في الجبهة الشمالية".
كما جاء في المذكرات أنّ "سلاح الجو هاجم الصواريخ في سوريا، وخسر طائرات كثيرة... غالبيتها (من طراز) فانتوم. ولا يوجد مؤشر للنجاح. والثمن – بالغ". وقال طال إنّ "جميع المعاقل محاطة ومحاصرة ولا يمكن إخلاءها".
من جهته، طلب قائد المنطقة الجنوبية، شموئيل غونين الملقب بـ"غوروديش"، مساعدات جوية. وأجابه إلعزار "حاول أن تصمد، وإذا كان هناك S.O.S، كارثة، ستحصل على كيلاع"، التي تعني غارات جوية لقصف أهدافاً منتشرة على الأرض.
وعبّر وزير الأمن ديان عن خشيته من تحرير سوريا لهضبة الجولان المحتلة، قائلاً: "أريد الذهاب كي أشاهد الوضع عن كثب، فهم يوشكون على فقدان هضبة الجولان".
وأضاف رئيس الأركان إلعزار أنّه "لا توجد لدينا صورة جيدة عن الوضع في هضبة الجولان، وتم إخلاء البلدات بشكل سلس بموجب أمر اللواء، من أجل منع سقوط". وجاء في ملاحظة في المذكرات أن "موشيه (ديان) أظهر كآبة شديدة".
اليوم الثالث
أما في اليوم الثالث من الحرب، بدا أن التشاؤم وصل ذروته وفق المذكرات، حيث قال إلعزار إنّ "الكثير من دباباتنا غاصت (في الرمال) بكل بساطة".
وأشار ديان إلى أنّ "الشعب والحكومة لا يعلمون شيئاً عن الوضع، ولن يكون هناك وقف إطلاق نار قبل موافقة العرب".
اليوم الخامس
وحذر إلعزار، في اليوم الخامس للحرب، من "الخطر الأكبر"، وهو "إدراك العرب أننا نواجه مصيبة، والتخوف هو أن تزداد شهيتهم وتزداد قواتهم".
وأضاف: "لدي شكوك اليوم إذا كنا سننهي الحرب من دون خسارة أراضي... التقديرات سوداء، وإذا اقترحوا وقف إطلاق نار اليوم لقلت نعم. وبما أنه لا يقترحون عليّ بذل جهد كي يكون الوضع أفضل، فإني سأبذل جهداً كي لا يكون أسوأ، ولا يمكن أن يكون هناك وضع أفضل".
وتخوف ديان من فتح جبهة أخرى، شرقية قائلاً بحسب الوثائق "يجب الأخذ بالحسبان انضمام العراق والأردن إلى الجبهة السورية".
اليوم السادس
هذا وتعالت "أقوال إيجابية" في المذكرات، في اليوم السادس للحرب، مثل "نتائج رائعة" في الجبهة الجنوبية "ووضعنا في الشمال جيد إلى جيد جداً".
إلا أنه في اليوم التالي، حذر رئيس أركان الجيش السابق، حاييم بار ليف، من أن "الوضع سيئ جداً، ولا يوجد أي سبب الآن لمصر من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار".
وحسب المذكرات، فإنه ساد تفاؤل في أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي في اليوم التاسع للحرب، 14 تشرين الثاني/أكتوبر. ولم يتم نشر باقي المذكرات بعد، فيما أجزاء منها لا يزال يخضع للرقابة العسكرية.
اليوم التاسع
وقال إلعزار، في اليوم التاسع للحرب، إنّ الوضع في سيناء "سيئ جداً، ويوجد خسائر كثيرة ولا أحد يعرف عددها"، مضيفاً "وضعنا صعب، ونحن في كارثة... بيران (اللواء أبراهام إيدن، قائد قوات المدرعات) لم ينجح، كما أن توازن القوات لم يعد في صالحنا بشكل خطير جداً. وسوف ينظمون أنفسهم ويفتكون بنا".
وـأوضح ديان أنّ "بيران أبقى 50 دبابة – هذا هروب. وينقصنا ضباط جيدون لديهم خبرة"، وذكر في هذا السياق إسحاق رابين وعيزر فايتسمان.
إطلاع الحكومة على الوضع
وقال ديان حول إطلاع الحكومة على الوضع، وتطرق بشكل خاص إلى رئيسة الحكومة، غولدا مئير، "أنهم صُدموا لدرجة أنه كان هناك خوف على صحتهم".
وقال الوزير يسرائيل غليلي إنّ "رئيس أركان الجيش أوضح أنه يوجد مد وجزر في الدفاع، ونحن في حضيض وربما لم نصل بعد إلى ذروته".
ووفق الوثائق المسربة، اقترحت مئير، في اليوم الرابع للحرب، أن تتوجه سراً إلى واشنطن من أجل لقاء الرئيس الأميركي، ريتشار نيكسون، وتطلب "عتاداً كثيراً وسريعاً".