"فايننشال تايمز": الولايات المتحدة نفسها قد تكون الخاسر الأكبر في الانتخابات
صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية تتحدث عن وجود إجماع على أنّ المجتمع الأميركي في أزمة، وتشير إلى أنّ صورة الولايات المتحدة ونفوذها العالمي سيكونان الخاسر الأكبر في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية أنه حتى اللحظة التي أصابت فيها رصاصة قاتل محتمل أذن المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب، بدت الانتخابات الرئاسية الأميركية وكأنها صدام تراجيدي بين "المدانين" و"الضعفاء".
وأوردت الصحيفة أنّ "كارثة أداء الرئيس الأميركي المسنّ جو بايدن في المناظرة الأخيرة مع سلفه المسنّ تقريباً، أدى إلى تغذية شعور متزايد بأنّ الديمقراطية الأميركية في خطر، بغض النظر عمن سيفوز في تشرين الثاني/ نوفمبر".
وبحسب ما تابعت، فقد زادت محاولة اغتيال ترامب من حدّة هذا الشعور بالأزمة بشكلٍ كبير. كما أنّ "الاندفاع الرهيب للعنف في الحملة الانتخابية جلب معه شبح تحول الديمقراطية إلى حرب أهلية".
واعتبرت الصحيفة أنّ "هذا العام قد يكون هو العام الذي تفقد فيه الانتخابات الأميركية سحرها أخيراً"، مشيرةً إلى أنّ "النقاد حول العالم يؤكدون بحق أنّ أميركا تواجه خياراً دراماتيكياً".
لكن وفق "فايننشال تايمز"، فإنّ "شيئاً ما قد تغير: فعند النظر من بعيد، لا يبدو التباين بين بايدن وترامب صارخاً كما كان في السابق. فالناس لا يرون سوى رجلين عجوزين لم يحظيا بشعبية كبيرة في السابق".
كذلك، أكدت أنّ هناك إجماعاً ناشئاً على أنّ المجتمع الأميركي في أزمة، والقوة الأميركية في انحدار، كما حدث في نهاية الاتحاد السوفييتي.
وفي غياب بعض التغييرات الجذرية، قد تكون الولايات المتحدة ونفوذها العالمي الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، وكلما بدت أميركا في حالة أزمة وخطورة كلما كانت البلاد بحاجة إلى رئيس يستطيع التحدث عن المستقبل وتمثيله، بحسب الصحيفة.
كما رأت أنّ الأشهر القادمة "ستشكّل النظرة إلى الديمقراطية الأميركية للصغير والكبير، المواطن والأجنبي على حد سواء"، لافتةً إلى أنّ "سحر الديمقراطية يكمن في قدرتها على التجديد والتصحيح الذاتي. ومن هذا المنطلق، لا يبدو فوز بايدن ولا فوز ترامب موعداً مع المستقبل".
فبايدن "مدافع عن عالم منقرض، بينما يخطئ ترامب للأسف في اعتبار الانتقام عظمة"، وفق "فايننشال تايمز".