"يديعوت أحرونوت": حزب الله ينفذ خطة دفاعية تحدث عنها نصر الله.. ويوجّه صواريخه بدقة

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أكدت أنّ حزب الله يعمل وفق الخطة التي تحدّث عنها الشهيد السيد حسن نصر الله، ويشغّل كلّ الوسائل لتجميع المعلومات وكشف تجمّعات "الجيش" الإسرائيلي واستهدافها بدقة، بواسطة صواريخ أكثر تطوّراً من حرب عام 2006.

0:00
  • مشاهد من فاصل بعنوان
    مشهد من فاصل بعنوان "سنجعل حيفا مثل كريات شمونه والمطلة"، نشره الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان

أكدت صجيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ حزب الله ينفذ خطّة دفاعية في الحرب ضد "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما عند الحدود، مشيرةً إلى أنّها الخطة نفسها، التي تحدّث عنها الأمين العام، الشهيد السيد حسن نصر الله.

وأقرّت الصحيفة، في مقالٍ لمحللها العسكري رون بن يشاي، بأنّ حزب الله يعرف كيف يرصد المباني التي تقيم فيها قوات الاحتلال، أو تلك التي تُستخدم مقارَّ لـ"الجيش" الإسرائيلي، ويستفيد من الرصد.

وبيّنت أنّ حزب الله يُشغّل وسائل التجميع ليلاً ونهاراً، ويكتشف القوافل اللوجستية التي تتحرّك في مناطق معرّّضة للمراقبة داخل القرى اللبنانية، ويحدّد تجمّعات لـ"الجيش" الإسرائيلي بالقرب من الحدود عند الخط الثاني.

وأضافت أنّ الحزب يتمركز في الخط الثاني من القرى والتلال، والذي يبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود، ومن هناك يجمع معلومات استخبارية عن قوات الإسرائيلية، ويحدّد الأهداف.

وتابعت أن مجموعات حزب الله توجد في الميدان، ومهمتها الرئيسة أسر جنود إسرائيليين وإيقاع القتلى بينهم، مشيرةً إلى أنّ قوات حزب الله تخرج من الأنفاق وتلحق أضراراً بقوات "جيش" الاحتلال.

"حزب الله يوجّه الصواريخ بدقة"

وذكرت الصحيفة أنّه، في حرب تموز 2006 استخدم الحزب بصورة أساسية قذائف "الهاون" والصواريخ المضادة للدبابات، وأحياناً استخدم "أقلّ من ذلك"، لتدمير المباني التي كان يقيم فيها الجنود الإسرائيليون، وأصابت الصواريخ أهدافها، معترفةً بتطوّر قدرات الحزب وتزايد استعداده للحرب وأنواعها.

وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إنّ "حزب الله يتمتع بالقدرة على إطلاق صواريخ "ألماس" المضادة للدبابات، بحيث يستطيع توجيهها بدقة كبيرة إلى هدفه، عبر استخدام آلية توجيه بصرية مثبتة في الجزء العلوي من الصاروخ".

وأوضحت الصحيفة أنّ اتجاه حزب الله إلى المحافظة على قدراته، يتجلى في قوات الخطوط الأمامية، بحيث يواصل القتال، وهو ملموس أيضاً في وابل الصواريخ والطائرات من دون طيار، والتي تستهدف "العمق الإسرائيلي".

وشرحت "يديعوت أحرونوت" أنّ الحزب انتقل ممّا وصفته بـ "هجمات ردّ فعل" إلى "نيران ذات استهدافٍ أوضح، ورامية إلى تحقيق أهداف"، مشيرةً إلى أنّ في حوزة الحزب عدداً كبيراً من الأهداف العسكرية التابعة لـ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي.

وكان مسؤول في "الجيش" الإسرائيلي أقرّ بأنّ "حزب الله خصم هائل"، مؤكداً أنّه تحوّل من "منظمة" إلى جيش، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "مقاتلي حزب الله أصبحوا أفضل تدريباً وأكثر خبرة بعد القتال في سوريا، وهم مسلحون بأسلحة أكثر تقدّماً مما كانوا عليه في عام 2006"، مشيراً إلى أنّ "هجماته الصاروخية والطائرات من دون طيار في اتجاه إسرائيل زادت على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية".

وبشأن القدرات الاستراتيجية التي يمتلكها حزب الله ويحتفظ بها، ذكرت الصحيفة أنّ الحزب "لم يكشف بعدُ عن الذخائر الأكبر والأطول مدى، وربما الأكثر فتكاً التي يمتلكها".

يُذكر أنّ الشهيد السيد حسن نصر الله توعّد الاحتلال، في  الخطاب الذي ألقاه في الـ17 من تموز/يوليو لمناسبة ذكرى عاشوراء، بأنّه "لن يعاني نقصاً في الدبابات إذا جاءت إلى جنوبي لبنان، لأنّه لن تبقى له دبابات"، وذلك بعدما اعترف "الجيش" الإسرائيلي، للمرة الأولى، من مواجهته بوجود نقص في الدبابات بسبب تضررها في جبهتي القتال في قطاع غزة والشمال.

وأكد الشهيد السيد نصر الله حينها أنّ تمادي الاحتلال في استهداف المدنيين سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستوطنات جديدة، لم يتم استهدافها من قبل، وهو ما أكدته غرفة المقاومة الإسلامية لاحقاً، بعد شهادة الأمين العام، بأنّ تمادي الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته في كل لبنان سيجعل حيفا المحتلة وغيرها "بمنزلة كريات شمونة والمطلة وغيرهما من المستوطنات الحدودية".

اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال" عن العملية البرية: بدلاً من إبعاده عن الحدود.. حزب الله يزيد في عملياته

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك