طلبة فلسطينيون ينتزعون العلم من مخالب الاحتلال
يتعمد جنود الاحتلال تفتيش حقيبة الطفلة عيشة، وتأخيرها عن دوامها المدرسي، ويبيحون للمستوطنين الإسرائيليين حرية الاعتداء عليها وعلى زميلاتها وأهالي حيّها
من بين البؤر الاستيطانية والحواجز العسكرية التي نصبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على منطقتها تل أرميدة القريبة من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، تبدأ الطفلة الفلسطينية عيشة العزة (١٥ عاماً) عامها الدراسي هذا، محفوفاً بالخوف ومحاطاً بالمخاطر، وهي تسير بين الطرق الزراعية الوعرة للوصول إلى مدرستها قرطبة، المحاطة بالأسلاك الشائكة والحواجز، كحال بيتها المعزول عن العالم الخارجي بمستوطنتين ومعسكر تدريب لجنود الاحتلال الإسرائيلي.
ويتعمد جنود الاحتلال تفتيش حقيبة الطفلة عيشة، وتأخيرها عن دوامها المدرسي، ويبيحون للمستوطنين الإسرائيليين حرية الاعتداء عليها وعلى زميلاتها وأهالي حيّها، وفق ما قالت لـ"الميادين نت"، وأضافت أن مستوطنون إسرائيليون اعتدوا عليها بالضرب في العام الماضي، والجنود يتفرجون.
الشارع المؤدي إلى عيشة موبوء بالأسلحة وكاميرات المراقبة، ويتحكم جندي اسرائيلي بالطريق المؤدي لمدرستها وفق مزاجه، وغالباً ما يعمل الجندي على تأخيرها وتأخير زميلاتها لضرب العملية التعليمية وإزهاق نفوس الطلبة بالدراسة.
وتتعلق الطفلة عيشة بمدرستها كتعلق الأم بطفلها، وترفض فكرة الإنتقال للدراسة في مدرسة أخرى، معتبرة دراستها في مدرسة قرطبة مقاومة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تجهيل شعبها.
ووفقاً لأرقام المؤسسات الحقوقية العاملة في مدينة الخليل المحتلة، فإنه يوجد نحو 121 حاجز وبوابة الكترونية إسرائيلية على ما مساحته اثنين كيلو متر مربع في البلدة القديمة من مدينة الخليل المحتلة، تتسبب للمواطنين الفلسطينيين بشتى أصناف العذاب والحرمان.