البابا فرنسيس لأهل الموزمبيق: أنتم جميعاً في صلواتي
يلتقي البابا فرنسيس الخميس، مسؤولين سياسيين ومدنيين لتشجيعهم على تعزيز عملية السلام الهشة، بعد الاستقبال الحافل الذي لقيه لدى وصوله إلى موزمبيق المحطة الأولى في جولته الأفريقية.
تأتي زيارة البابا التي تستمر ثلاثة أيام إلى موزمبيق، بعد شهر على توقيع الحكومة اتفاق سلام تاريخي مع "حركة المقاومة الديموقراطية لموزمبيق" (رينامو) التي أصبحت أكبر حزب معارض.
والجدير ذكره أن البابا فرنسيس أول حبر أعظم يزور موزمبيق منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في 1988. ولدى وصوله مساء الأربعاء استقبله مواطنون متحمسون كان يلوحون ويرقصون ترحيباً به.
ويبدأ نشاطه الخميس بلقاء منفرد مع الرئيس فيليبي نيوسي، الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في 15 تشرين الأول/أكتوبر. وكان الرجلان قد التقيا قبل عام في الفاتيكان.
وبالإضافة إلى مناقشة عملية السلام، يتوقع أن يتطرق فرنسيس في كلمته إلى الدمار الذي ألحقه إعصاران متتاليان في وقت سابق هذا العام، بالدولة الفقيرة الواقعة في جنوب شرق إفريقيا.
كما أنه لن يتوجه إلى بيرا، ثاني أكبر المدن التي اجتاحها الاعصار إيداي في آذار/مارس الذي أودى بحياة 600 شخص وشرد مئات الآلاف.
وقبل بدء جولته الإفريقية قال لضحايا الإعصار "على الرغم من أنني غير قادر على أن أزور مناطق أخرى غير العاصمة، قلبي معكم وفيه مكان خاص للذين يعيشون في ظروف صعبة، أنتم جميعاً في صلواتي".
وفي التفاصيل، سيحيي البابا الجمعة قداساً في ملعب زيمبتو الكبير في العاصمة مابوتو المطلة على البحر. وقد يتطرق البابا أيضاً إلى مشكلة التطرف في شمال موزمبيق حيث تسببت هجمات جهادية في مقتل أكثر من 300 شخص خلال سنتين.
وقد يتحدث أيضاً عن التغير المناخي، وهو من المواضيع المهمة بالنسبة للبابا الذي نظم اجتماعاً للأساقفة في روما سيخصص لمناقشة غابات الأمازون التي تعرضت لحرائق مدمرة.
وبحسب البنك العالمي فإن موزمبيق بساحلها الممتد لأكثر من 1200 كلم على طول المحيط الهندي، تعد من بين أكثر 10 دول في العالم مهددة بسبب عواقب التغير المناخي.
ويتوجه البابا لاحقاً إلى مدغشقر، الجزيرة الكبيرة في المحيط الهندي، ثم إلى جارتها موريشيوس، وكلتاهما تقعان قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا.
وتعد موزمبيق ومدغشقر من بين أفقر دول العالم. ويرى مراقبون اختيار الحبر الأعظم الملقب بـ"بابا الفقراء" زيارتهما بادرة تضامن من رجل دين كان يتردد مراراً إلى الأحياء الفقيرة في الأرجنتين التي يتحدر منها.