قرار ترامب الانسحاب من سوريا يتسبب بقلقٍ إسرائيلي عارم

حالة من الخوف تجتاح الكيان الإسرائيلي وترصدها وسائل الإعلام الإسرئيلية مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه سحب القوات الأميركية من سوريا، وتعتبره الأخيرة طعنة في الظهر.

قرار ترامب الانسحاب من سوريا يتسبب بخوف إسرائيلي

قالت المعلقة السياسية في قناة "كان" الإسرائيلية، غيلي كوهين، إن خطوة ترامب (الانسحاب من سوريا) تقلق المسؤولين الإسرائيليين جداً، سواء في المستوى السياسي أو داخل المؤسسة الأمنية.

وأضافت "الخشية أننا نرى هنا ببساطة ترامب يسحب يديه من الشرق الأوسط، هذا الأمر بدأ مع المسيّرة الإيرانية التي لم يرد عليها، استمر ذلك بالهجوم على السعودية والآن الخطوة المتعلقة بسوريا".

ولفتت إلى ما قاله وزير في المجلس الوزاري المصغر للقناة عن تصرفات ترامب، إذ "عرف الأمر على الشكل التالي: تصرفات ترامب هي إشارة تحذير لإسرائيل – بشكل خاص بكل ما يتعلق بالموضوع الإيراني. فلم يردّ على إسقاط المسيرة من قبل إيران، ولم يرد أيضاً على الهجوم الإيراني على الحليف السعودي". 

وقالت "نحن نعلم أن ترامب انعزالي، لكن الآن هو أيضاً سلبي، واليوم يدخل إلى سنة الانتخابات، وهذا ما سيقود مسار الولايات المتحدة".

ونقلت قناة كان الإسرائيلية عن المتحدث باسم القوات الكردية في شمال شرقي سوريا مصطفى بالي قوله إن "قرار ترامب كان مفاجئاً، لا نسمي ذلك خيانة، بل خيبة أمل من تجاهل الجانب الأميركي لالتزاماته"، وأضاف "قواتنا بحالة استنفار، تنتظر الأتراك، المنطقة على وشك اجتياح تركي. ونحن ملزمون الدفاع عن شمال سوريا".

القناة 13: خوف شديد في "إسرائيل" من الانسحاب الأميركي من سوريا

معلق "القناة 12" للشؤون الخارجية، نداف أيال، قال إن لا أحد يعرف ما الذي حصل اليوم مع دونالد ترامب، مشيراً إلى أن الانسحاب الأميركي من سوريا "رسالة سيئة جداً لكل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة"، وهناك قلق في "إسرائيل" من فقدان الرد الأميركي، مما اعتبر كإعلان حرب إيرانية على السعودية.

وأضاف أنه ليس من الواضح إن كان هذا الانسحاب منسقاً مع "إسرائيل"، لكن في الواقع ترامب يتخلى عن حليفه الكردي، القوة الوحيدة الفعالة لقتال إردوغان في سوريا.

وقال "لقد سمعنا أيضاً الأصوات الفرحة من طهران، وهذا يقول كل شيء، الإيرانيون سعداء جداً من خطوة ترامب، وهذا ينضم إلى القلق المتزايد في إسرائيل من جرأة إيرانية يمكن لها أن تظهر في الأسابيع المقبلة على شكل عملية ما ضد إسرائيل، وهذا المساء (أمس) رئيس الأركان وبكلمات واضحة جداً حذر من أي مس بالأراضي الإسرائيلية".

هآرتس: إسرائيل فوجئت بقرار ترامب

ذكرت صحيفة "هآرتس" أن "إسرائيل" فوجئت بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية من شمال سوريا والسماح لتركيا بعملية عسكرية في المنطقة.

توقيت الإعلان باغت بالكامل أرفع الجهات في النظام السياسي – الأمني على حين غرة، وعدّة مصادر قالت للصحيفة إنه لم يُثر "نقاش مهم"، ومن الممكن أنه لم يُبحث بتاتاً، في اجتماع المجلس الوزاري المصغر أول أمس، الذي ركّز على التوتر مع إيران وعلى الساحة الفلسطينية.

وأضافت الصحيفة أنه حتى الساعة، ليس هناك أي جهة رسمية في "إسرائيل" علّقت علناً على القرار الأميركي، الذي أدانه بصورة نادرة مسؤولون في الحزب الجمهوري.

وعلقت قائلة إنها المرة الثانية التي يباغت فيها "إسرائيل" على حين غرة قرارٌ مهم من ترامب في موضوع سوريا، بعد أن قرر في كانون الأول/ديسمبر إخراج القوات الأميركية من هناك. حينها تلقّت "إسرائيل" إنذاراً قبل 24 ساعة من أجل الاستعداد، وهذه المرة من غير الواضح ما إذا كانت قد مُنحت وقتاً مشابهاً قبل الإعلان.

انسحاب الولايات المتحدة: فقدان التوازن في الشرق الأوسط

ذكر المركز المقدسي للشؤون العامة والدولية في مقال للباحث والسفير السابق، تسفي مزال، أن الإخلاء السريع لبعض القوات الأميركية من قواعدها في شمال شرق سوريا، والتخلّي عن الكرد، ينضمّان إلى عدم رد الولايات المتحدة على هجمات إيران على ناقلات النفط في مضيق هرمز ومنشآت النفط السعودية، وبحسب مزال فإن ذلك "يشكّل خطوة استراتيجية معناها: "نحن نغادر بالفعل الشرق الأوسط".

وأضاف أن إيران تشاهد باستمتاعٍ بالغٍ التطورات، وتفهم أن ترامب لن يرد بقوة أيضاً، لا على عملياتها ولا على استفزازاتها في الأشهر الأخيرة، التي سبق ان امتنع عن الرد عليها.

ولفت إلى أن المغزى العميق لهذه الأمور هو "فقدان التوازن في الشرق الأوسط وتسليم السلطة لجهات غير ديمقراطية مثل روسيا، إيران، وتركيا، وكذلك مفاقمة الوضع الاستراتيجي لإسرائيل".

مزال رأى أن الوجود الأميركي كان بمثابة درع نفسي، وبداهة ذو أهمية عسكرية. الآن الجميع يسألون ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد "إسرائيل" إذا هوجمت مباشرةً.

سؤال إضافي طرحه الكاتب وهو "ماذا سيفعل ترامب إذا هوجمت منشآت أميركية في العراق، وما الذي سيقرره حيال القوات الأميركية في أفغانستان؟".

يديعوت أحرونوت: سكّينٌ في ظهرنا

صحيفة "يديعوت أحرورنوت" اعتبرت أن الخلاصة يجب أن تكون قاطعة وهي أن: ترامب أصبح بالنسبة لإسرائيل "عكازة متداعية. لم يعد بالإمكان الاعتماد عليه". وأضافت "هناك خشية حقيقية من أن تواصل إيران تحدّينا وتضطرنا للتعامل مع نظام "آيات الله" من دون المظلة الأميركية. الواقع الاستراتيجي الذي يتكشّف أمام أعيننا يفرض حساب نفس من جانب نتنياهو، الذي وضع كل أوراقه في سلة دونالد ترامب. والآن يطلب رئيس الحكومة زيادة لا تقلّ عن 4 مليارات شيكل إلى ميزانية الأمن من أجل شراء وسائل دفاع ضد الصواريخ الجوّالة الإيرانية الموجّهة إلينا في العراق".

وختمت الصحيفة بالقول "التصريحات الأخيرة من ترامب وأبعادها ليست مجرد سكين في ظهر الكرد، بل سكين في ظهرنا أيضاً".

 

اخترنا لك