انتصار جديد للنساء: محكمة يابانية تأمر بتعويض صحفية في قضية اغتصاب

يمثل الحكم الصادر اليوم الأربعاء لصالح الصحفية، انتصاراً لحقوق المرأة في اليابان وحركة #MeToo (أنا أيضاً) التي تناضل لتشجيع النساء على الحديث عما يتعرضن له وتضغط على السلطات لمحاسبة المغتصبين.

  • انتصار جديد للنساء: محكمة يابانية تأمر بتعويض صحفية في قضية اغتصاب
    من مظاهرة داعمة للصحفية اليابانية خارج قاعة المحكمة اليوم (أ.ف.ب)

 

منحت محكمة مدنية يابانية حوالى 30 ألف دولار كتعويض لصحفية اتهمت صحفياً مشهوراً باغتصابها، في قضية سلطت الضوء بقوّة على قوانين الاغتصاب التي عفا عليها الزمن في اليابان، والعقبات التي تواجهها النساء في الادعاء على مغتصبيهن.

وعلى الرغم من أن التعويض كان حوالى ثلث ما طلبته الصحفية شيوري إيتو، إلا أنّ الحكم الصادر اليوم الأربعاء لصالحها، يمثل انتصاراً لحقوق المرأة في اليابان وحركة #MeToo (أنا أيضاً) في البلاد.

وأعربت إيتو في حديث صحفي خارج المحكمة، عن أملها في أن يساعد الحكم حالات النساء الأخريات اللواتي تعرضن للاغتصاب باستعادة حقهن. 

وقالت الصحفية اليابانيّة "أنا سعيدة حقاً لأنني تمكنت من تحقيق نتيجة جيدة للجميع"، مبرزةً أنّه "حتى اليوم، هناك الكثير من النساء اللاتي يقاتلن وحدهنّ"، ومؤكدةً إن الوضع العام قد بدأ يتغير نحو الأفضل في اليابان، ولكن ببطء". 

إيتو كانت أكدت تعرضها للاغتصاب في أمسية عام 2015 بعد أن تمّ تخديرها من قبل صحافي مشهور يدعى نوريوكي ياماغوتشي، عرض مساعدتها في العثور على وظيفة. 

وحاولت شرطة طوكيو في البداية إثناءها عن توجيه التهم إلى الصحفي الشهير، لكنها قامت بجمع كل الأدلة لدعم الاتهامات التي وجهتها إليه. 

في نهاية المطاف سلّمت الشرطة القضية إلى النيابة العامة، وتمّ إصدار أمر باعتقال لياماغوتشي الذي نفى التهمة، حتى تمّ إسقاط أمر الاعتقال فجأة بناءً على تعليمات من ضابط شرطة كبير.

لكن الصحفية لم تستسلم، حتى صدور قرار اليوم، بحيث سلطت قضيتها الضوء على العقبات المجتمعية التي تواجه النساء اليابانيات اللاتي يزعمن تعرضهن لاعتداء جنسي أو مواجهتنّ سوء سلوك.

وأصدرت الصحفية اليابانية كتاباً بعنوان "الصندوق الأسود"، عن تجاربها والصعوبات التي واجهتها في الحصول على معلومات عن قضيتها، ناهيك عن حالات أخرى مماثلة.

  • انتصار جديد للنساء: محكمة يابانية تأمر بتعويض صحفية في قضية اغتصاب
    كتاب "الصندوق الأسود" الذي يروي قصة ما تعرضت له الصحفية

 

قدرت إيتو أن "حوالي 5% فقط من حالات الاغتصاب يتمّ الإبلاغ عنها في اليابان، بسبب الخوف من وصمة العار في المجتمع الياباني، وعدم مبالاة الشرطة، والتردد في فتح القضية، وصعوبة الحصول على حكم بالإدانة وخطر ردود الفعل العنيفة ضد الضحية". 

لكن شهادتها ساعدت في تحفيز حركة #MeToo اليابانية التي انطلقت بعد الحملة العالمية الشهيرة عام 2017 لإدانة واستنكار التحرش والاعتداء الجنسي.

وارتفعت حالات الاغتصاب التي تحقق بها وزارة العدل اليابانية بنسبة 35% عام 2018، على الرغم من أن الرقم لا يزال منخفضاً للغاية وفقاً للمعايير الدولية التي تراعي عدد سكان اليابان، البالغ عددهم 127 مليون شخص.

كما أصبحت النساء اليابانيات يتحدثن أكثر عن التحرش الجنسي، ويعترضن على الطريقة التي يتمّ بها التعامل مع القضايا بعد تبرئة المجرمين والحد الأدنى من الأحكام بحق المذنبين، حيث بدأت "تظاهرات الزهور" الشهرية ضد الاغتصاب في طوكيو في نيسان/أبريل الماضي وتوسعت لتشمل 25 مدينة يابانية أخرى.

من جهته قال الصحافي المتعدي اليوم الأربعاء إنه يعتزم استئناف الحكم، مؤكداً أنّه "لم يفعل شيئاً غير قانوني".

اخترنا لك