"إسرائيل" تتوقع حرب متعددة الساحات عقب اغتيال سليماني
رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عاموس يادلين يعرض في تقدير العام 2020 الاحتمال المرتفع لاندلاع حرب الشمال الأولى في عدة جبهات، في ظل التهديد المتمثل بالبرنامج النووي الإيراني.
-
تقدير "إسرائيل" الاستراتيجي لـ 2020: ارتفاع احتمالية حدوت حرب 10% عقب اغتيال سليماني
أكد رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرئيلي عاموس يادلين، ارتفاع احتمال وقوع حرب، حيث تصاعدت النسبة من 2% في عام 2019، إلى 10% خلال 2020.
وأشار يادلين إلى أن "المعركة في سوريا، التي وصلت إلى نقطة يدرك الإيرانيون أنهم هزموا على يد الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل، لذلك هم ينتقلون إلى العراق ولبنان، ويقومون هناك بمشروع يسمونه مشروع الدقة".
وتابع، أن دولة "إسرائيل" في العام 2020 وربما في فترة متأخرة بسبب خروج قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني من الخارطة، الذي كان "المحرك الإرهابي الاستراتيجي" والذي كان يقف خلف هذا المشروع، يتوجب عليها أن تقرر كيفية مواجهة ذلك.
وفي التقدير الاستراتيجي لعام 2020 الذي قدمه للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، لفت يادلين إلى أن "للأزمة السياسية في إسرائيل علاقة مباشرة ستصعّب تطوير استراتيجية محدثة ومنافسة استراتيجية بين الدول الكبرى، والتي ستؤدي إلى صعوبات أداء أساسية في المؤسسة الدولية".
بالتوازي، منح المركز "تصفية سليماني" اعتباراً كبيراً في تقديراته، بشأن إمكانية التصعيد والحاجة لبلورة استراتيجية إسرائيلية جديدة، حيث اعتبر أن "التصفية خلقت علاقة جديدة، تخفي في طياتها إمكانية تحول استراتيجي والتي من المبكر تقدير مداه وأبعاده".
كما قدّر المركز أن إيران تدرس الآن إمكانيات ردّها على العملية الأميركية، مشيراً إلى أنه من المبكر كذلك الآن التقدير ما سيكون تأثير تصفية سليماني الذي قاد منظومة علاقات إيران مع مبعوثيها في المنطقة، على الإصرار والجرأة الإيرانيتين كما انعكستا في الأشهر الماضية.
وفي هذه الحالة، أوصى المركز الاستعداد لمختلف السيناريوهات الممكنة ومن بينها تصعيد الأحداث إلى حد مواجهة واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وإيران، والتي يمكن أن تكون "إسرائيل" متورطة فيها أيضاً. وتطرق إلى "استمرار النزاع بين إيران والولايات المتحدة بمميزات الفترة الماضية، أو حتى تأجيل الرد الإيراني إلى موعد لاحق عندما يضعف استعداد الولايات المتحدة وحلفائها".
وبموزاة ذلك، شدد المركز على ضمان استعداد الجيش الإسرائيلي لحرب متعددة الساحات، بعد التحديات التي واجهتها "اسرائيل" في الساحة الشمالية، وتعاظمت خلال السنة الماضية، "لقد مرت العقود التي تمتعت فيها "إسرائيل" بمواجهة في ساحة واحدة فقط"، بحسب المركز .
وأوضح أن "التهديد العسكري التقليدي الأهم لـ "إسرائيل" ينعكس من الساحة الشمالية، من جهة إيران والجهات التي تحت رعايتها، على رأسها حزب الله في لبنان، وبعدها نظام الأسد و"الميليشيات شبه العسكرية" التي تعمل في سوريا والعراق بتوجيه إيراني، وقوات إيرانية، وأيضاً "قوات تابعة لحزب الله" التي تعمل في المنطقة السورية.
كما توقع المركز أن تواجه "إسرائيل" إطلاق نار كثيف على الجبهة الداخلية والذي يتضمن بعضه صواريخ دقيقة، في حال اندلاع حرب لبنان الثالثة أو ما تسمى بـ "حرب الشمال الأولى"، بالتوازي مع محاولة إدخال قوات برية إلى "إسرائيل"، مع مع حرب نفسية واسعة لزعزعة قدرة الصمود لدى الجمهور الإسرائيلي وثقته بقيادته السياسية والعسكرية. بالتالي، "تلزم مخاطر التصعيد إسرائيل بأجراء نقاش مبدئي بشأن الفائدة الشاملة والمخاطر المرتبطة بالسعي لمنع خطوات التعاظم التقليدي للعدو.
وفيما خص "مشروع الدقة"، يوجب النقاش مقارنة الضرر الممكن من تفعيل السلاح الدقيق مع احتمالات العملية الدفاعية والهجومية ضده. وفي هذا الإطار، يجب إقامة نقاش معمق حول فكرة "هجوم وقائي" حيال حزب الله، والتوقيت الصحيح لهذا الهجوم، إزاء تقدم "مشروع الدقة" وإزاء بدائل أخرى.
ووفقاً للمركز، يشكل البرنامج النووي الإيراني التهديد الأخطر على "إسرائيل"، لكنه ليس الأكثر الحاحاً، معتبراًاً أن "ما قام به الإيرانيون ليس له علاقة بسليماني، فكل 60 يوماً يقومون بخطوة تقدمهم نحو النووي"، مشدداً أن "على إسرائيل الإستعداد للسيناريو المتطرف حتى ولو كان احتمال حدوثه في العام 2020 منخفضاً، وهو أن تقرر إيران التقدم نحو القنبلة".
المركز أوضح أن الجنوب دخل أيضاً إلى سلم التهديدات رغم مساعي التهدئة، مقدّراً أن الجنوب لا يزال متفجراً وخطورة هذا التهديد أقل أهمية من الذي يبدو على إسرائيل من الشمال،"إذا لم تتوصل إسرائيل وحماس إلى تفاهمات بشأن وقف اطلاق نار مستمر وتطبيقها، فسيرتفع احتمال مواجهة عسكرية واسعة النطاق في غزة والتي ستشكل عملياً تصعيد غير مرغوب لأن كلا الطرفين غير معني بها على شاكلة الجرف الصلب"، بحسب المركز.
مركز أبحاث الأمن القومي، أكد في الختام أنه "للمرة الأولى منذ 47 عاماً أي منذ حرب يوم الغفران، يمكن أن نجد أنفسنا في أكثر من جبهة واحدة، مقابل حزب اله في لبنان، ومقابل الإيرانيين في سوريا أو مباشرة مقابل إيران، وأيضاً مقابل غزة، وهذا يتطلب منا قوة مهمة في الجيش، والعودة إلى قدرات مقابل إيران تخلينا عنها قليلاً بأنفسنا منذ الاتفاق".