الفخفاخ سيّج الخط السياسي لحكومته وارتهن مصيرها بيد النهضة: فهل تسقط حكومة الرئيس؟
الفخفاخ الذي اختار أن يجعل من الأحزاب الداعمة لقيس سعيد في الدور الثاني من الرئاسية حلفاءه المفترضين، اعتمد على خطاب كشف فيه أنه سيلجأ إلى شرعية الرئيس وناخبيه واعتماد فلسفته في إدارة الشأن السياسي وتصنيف العائلات والأحزاب، مع الثورة أو ضدها.
-
الفخفاخ سيّج الخط السياسي لحكومته وارتهن مصيرها بيد النهضة: فهل تسقط حكومة الرئيس؟
ولادة الحكومة الجديدة تعيش مخاضاً عسيراً بين تحقيق رؤية رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ فيما يتعلق بحكومته المرتقبة، وبين إملاءات حركة النهضة وحساباتها السياسية، والتي إن رفضت منح ثقتها لحكومة الفخفاخ فإن مصير هذه الأخيرة سيكون شبيهاً بمصير حكومة الجملي.
فيما جاء خطاب رئيس الحكومة المكلف إلياس فخفاخ واضحاً في اتجاه عدم تشريك قلب تونس والدستوري الحر في الحكومة المقبلة وجعل الأحزاب الداعمة لقيس سعيد حلفاءه المفترضين، جاء موقف حركة النهضة حاسماً، من حيث رغبتها في ضم حزب قلب تونس إلى المشاورات وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تضارب في المواقف قد يؤدي بالإطاحة بحكومة الفخفاخ والذهاب نحو انتخابات تشريعية سابقة لأوانها.
الفخفاخ يكشف عن رؤيته:
كشف الفخفاخ، عن الوثيقة المرجعية التي ستنطلق منها الأحزاب السياسية المعنية بتشكيل الحزام السياسي للحكومة، للدخول في سلسلة من المشاورات قصد تعديلها وإضافة مقترحات أخرى للوصول إلى وثيقة تأليفية تمثل برنامج عمل الحكومة المرتقبة.
الوثيقة المرجعية جاءت تحت عنوان "حكومة الوضوح وإعادة الثقة"، أكد فيها أنه من أجل بناء حزام سياسي صادق وصلب وملتزم بدعم حكومة قوية وقادرة على الاستجابة لمتطلبات المرحلة وانتظارات الشعب للتغيير الحقيقي والإصلاح الجوهري من جهة، وتثبيت الاستقرار والشراكة على المستوى الحكومي والمؤسسات السيادية للدولة من جهة أخرى تلتزم الأحزاب والكتل البرلمانية المتعاقدة على الائتلاف فيما بينها لتكوين الحكومة على قاعدة أسس ومبادئ" بوبها الفخفاخ في الوثيقة.
وكان الفخفاخ، قد أعلن، أنه يتوجه نحو اعتماد منهجية عمل قائمة على الوضوح والتعاقد والتشاركية وإعادة الثقة في مؤسسات الدولة ، والتركيز على خط سياسي منسجم مع نتائج الانتخابات الرئاسية ومنحاز لقيم الثورة والإنصات الجيد لانتظارات الناس ورفع منسوب الأمل لدى الشباب بعيدا عن المزايدات العقيمة.
الفخفاخ الذي اختار أن يجعل من الأحزاب الداعمة لقيس سعيد في الدور الثاني من الرئاسية حلفاءه المفترضين، اعتمد على خطاب كشف فيه أنه سيلجأ إلى شرعية الرئيس وناخبيه واعتماد فلسفته في إدارة الشأن السياسي وتصنيف العائلات والأحزاب، مع الثورة أو ضدها.
وكان قد شدد على أنه اختير من قبل الرئيس الذي صوت له 2.7 مليون ناخب، مشيراً إلى أن 70 % على الأقل من ناخبي الأحزاب والكتل، باستثناء قلب تونس صوتوا لقيس سعيد في الدور الثاني.
النهضة تصعد خطابها وتلوح بإعادة الانتخابات:
خطاب رئيس الحكومة المكلف، اعتبرته حركة النهضة، أنه يسوق إلى أن رئاسة الجهورية هي السلطة الأصلية صاحبة الشرعية في مسار تشكيل الحكومة، وانتهت إلى ما عبر عنه القيادي بالحركة سيد الفرجاني بأنه انقلاب على قصر باردو لصالح قصر قرطاج، وهو ما يتعارض مع النظام السياسي الحالي.
كما فهمت النهضة من خلال الخطاب الذي سوق له الفخفاخ، بأنه تم حشرها في الزاوية وأصبحت مشاركاً عَرَضياً في الحكومة، وداعماً برلمانياً لها دون أن تملك أي قدرة في التأثير الفعلي عليها.
النهضة شددت في المقابل على ضرورة ضم حزب قلب تونس إلى المشاورات، كما تمسكت ما سمّته حكومة وحدة وطنية، ولوحت في خطاب تصعيدي باستعدادها خوض انتخابات برلمانية مبكّرة، مدركة أن الحكومة لا يمكن أن تمر من غير دعمها.
حسابياً، لا يمكن للقوى الداعمة مقترح حكومة الرئيس أن تمنحها القدرة على نيل الثقة في مجلس نواب الشعب، وهي بحاجة إلى دعم كتلة حركة النهضة، وبذلك فإن الفخفاخ من خلال تصريحه بأن حكومته لن تضم إلا الأحزاب التي صوتت لقيس سعيد ارتهن مصير تمرير حكومته بيد حركة النهضة، فهل تسقط حكومة الرئيس؟.