"ميلاد التحدي"... سأصبح أمّاً رغماً عن الاحتلال!
"سأصبح أمّاً رغماً عن الاحتلال"! هكذا كتبت الناشطة الفلسطينية سناء سلامة يوماً، فكان لها ما أرادت عبر "نطفة" مهرّبة من زنزانة فحرّرت الأسير وليد دقة من قيده إلى الحرية.
-
"ميلاد وليد دقة" تخرج من احشاء النضال إلى الحرية
انتظر الأسير وليد دقة منذ 34 سنة هذا اليوم بفارغ الصبر، كان على موعد معه، كتب له رسالة من القلب، حاول الزوجان بكل الطرق تحقيق حلمهما والبحث عن الحرية على طريقة تشبههما، إلى أن نجح الأسير دقة بتهريب "النطفه" كما يفعل عشرات الأسرى الفلسطينيين،خاصة المحكومين لسنوات كثيرة.
القصة بدأت في نهاية التسعينيات، حين تعرّف وليد إلى سناء سلامة خلال زياراتها له في السجن، وارتبطا بعلاقة حب قبل أن يعلنا عقد قرانهما في حفلة صغيرة حضرها بعض رفاقه الأسرى والبعض من عائلة العروسين.
الأم البطلة التي قالت سابقاً "سأصبح أمّاً رغماً عن الاحتلال كتبت في منشور نشرته على صفحتها "اليوم حطمت ميلاد جدران السجن وحرّرت والدها من قيده مبشّرة بميلاد الحرية، ميلاد التحدي. اليوم جاءت ميلاد إلى الدنيا في مدينة البشارة- الناصرة لتكون ميلادا للبشارة، حاملة نور المحبة والسلام".
وذات يوم، سيتحرر دقة وسيقرأ بنفسه لميلاد ما كتبه يوماً " أما أنت (ميلاد)، فأنت أجمل تهريب لذاكرتي، أنت رسالتي للمستقبل بعدما امتصت الشهور رحيق إخوتها الشهور، والسنين تناصفت مع أخواتها السنين.
أتحسبني يا عزيزي/تي قد جننت؟ أكتب لمخلوق لم يولد بعد؟ أيهما الجنون: دولة نووية تحارب طفلاً لم يولد بعد فتحسبه خطراً أمنياً ويغدو خطراً في تقاريرها الاستخبارية ومرافعتها القضائية، أو أن أحلم بطفل؟
أيهما الجنون: أن أكتب رسالة لحلم، أو أن يصبح الحلم ملفاً في المخابرات؟
أنت يا عزيزي/تي تملكـ/ين الآن ملفاً أمنياً في أرشيف الشاباك. فما رأيك؟ هل أكفّ عن حلمي؟ سأظلّ أحلم رغم مرارة الواقع، وسأبحث عن معنى للحياة رغم ما فقدته منها.
هم ينبشون قبور الأجداد بحثاً عن أصالة موهومة، ونحن نبحث عن مستقبل أفضل للأحفاد، لا شك آتٍ. سلام ميلاد. سلام عزيزي/تي".