مسؤول إسرائيلي يهدد نتنياهو بـ "نسف" خطة الضم إذا لم يكشف عنها
اعتراض على خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم مستوطناتهم في الضفة الغربية، ومسؤول يقول ّ إذا أصر على رفضه الكشف عن خريطة تعمل لجنة أميركية-إسرائيلية فإنه على استعداد لـ "نسف" هذه الخطة.
-
مسؤول إسرائيلي يطلب من نتنياهو إطلاعه على خطة الضم
قال مسؤول استيطاني إسرائيلي بارز لـ "تايمز أوف إسرائيل"،، إنه وزملائه على استعداد لـ "نسف" خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضمّ مستوطناتهم في الضفة الغربية، إذا أصر رئيس الوزراء على رفضه الكشف عن خريطة تعمل لجنة أميركية-إسرائيلية مشتركة على وضعها لتحديد نطاق السيادة الإسرائيلية وراء الخط الأخضر.
وهدد رئيس المجلس المحلي لإحدى المستوطنات في الضفة الغربية، الذي طلب عدم نشر اسمه، بأنه "إذا استمر نتنياهو في إبقاء الأوراق قريبة إلى صدره في هذه المسألة، لن يكون أمامنا خيار سوى نسف الخطة".
وجاءت هذه التصريحات بعد 24 ساعة فقط من لقاء جمع ستة من أعضاء مجلس “"يشع" الاستيطاني بنتنياهو لإبداء اعتراضاتهم على خطة ترامب بسبب البند المتعلق بإقامة دولة فلسطينية شبه مستقلة وغير متصلة جغرافيا على 70% من أراضي الضفة الغربية.
وبينما تحدث قادة المستوطنين ضد الخطة في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن تصريحات القيادي تمثّل أول تهديد تطلقه مجموعة الأيديولوجيين القوميين لنسف الاقتراح الأمريكي، الذي تباهى نتنياهو بأنه سعى لسنوات طويلة للحصول عليه.
ورفض رئيس المجلس المحلي توضيح كيف يعتزم "نسف" الخطة، لكن قادة المستوطنين المتشددين يتمتعون بنفوذ داخل حزب رئيس الوزراء، "الليكود"، وفي معسكر اليمين الأوسع.
في غضون ذلك، نقل مسؤولون أميركيون كبار لقادة المستوطنين في الأيام الأخيرة رسالة مفادها أن معارضتهم لخطة ترامب، التي تسعى للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على جميع مستوطنات الضفة الغربية بالإضافة إلى منطقة غور الأردن، تُظهر قدراً كبيراً من "الجحود"، حسبما ورد في تقرير لهيئة البث العام الإسرائيلية "كان".
وخلال اجتماع يوم الثلاثاء في مكتب رئيس الوزراء، طلب قادة المستوطنين الاطلاع على الخريطة التي تعمل اللجنة الأميركية-الإسرائيلية على وضعها في الأشهر الأخيرة، لكن قيل لهم إن ذلك لن يكون ممكناً لأن الخريطة لا تزال في المراحل الأولى من صياغتها، بحسب ما أكده ثلاثة مسؤولين حضروا الاجتماع.
لكن قادة المستوطنين أصروا على رؤية الخريطة قبل وضع اللمسات الأخيرة عليها من أجل التأثير على كيفية رسم الحدود، واعترضوا بشكل خاص على الخريطة المفاهيمية التي تم عرضها عند الكشف عن الخطة في شهر كانون الثاني/يناير، التي تحوّل 15 مستوطنة معزولة إلى جيوب محاطة بأراض مخصصة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
ويقيم حوالي 15,000 من أصل 450,000 مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية في مستوطنات سيتم تحويلها إلى جيوب. هذه المستوطنات محاطة في الوقت الحالي بقرى فلسطينية خاضعة لسلطة السلطة الفلسطينية.
وقال نتنياهو لقادة المستوطنين إنه سينقل مخاوفهم إلى لجنة رسم الخرائط في محاولة لإدراج تلك المستوطنات الـ 15 ضمن الحدود الإسرائيلية التي سيُعاد رسمها في الخطة، لكن رؤساء المجالس المحلية لمستوطنات الضفة الغربية تركوا الاجتماع بشعور بأنهم "لا يمكنهم الاعتماد فقط على كلمة رئيس الوزراء"، على حد تعبير المسؤول ذاته الذي تحدث مع تايمز أوف "إسرائيل".
وتابع حديثه قائلاً “يدور الحديث عن آلاف السكان الذين يجب أن نكون قادرين على خدمتهم". وأضاف أنه لا يمكنه الموافقة على تجميد البناء الاستيطاني الذي تتطلبه الخطة في المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية التي ستحيط بـ 15 مستوطنة.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، قال رئيس المجلس الإقليمي غوش عتسيون، شلومو نعمان، لتايمز أوف "إسرائيل" إن نتنياهو أكد لقادة المستوطنين أنه لن يتم تضمين إقامة الدولة الفلسطينية في اقتراح الضم الذي يعتزم رئيس الوزراء طرحه على الحكومة للمصادقة عليه.
وقال نتنياهو رداً على ذلك: "من أجل الحصول على السيادة، علينا أن نعطي شيئاً في المقابل"، وفقاً لمسؤول آخر حضر الاجتماع.
وقال المسؤول نفسه إن رئيس الوزراء حذّر من أن البيت الأبيض "قد يكون قللّ من حماسه بشأن رؤية تنفيذ بسط السيادة (الإسرائيلية)"، وأن إدارة ترامب "ليست في نفس المكان الآن الذي كانت عليه قبل خمسة أشهر" قبل الأزمات الصحية والاقتصادية والعرقية التي تجتاح الولايات المتحدة.