السودان يدعو لتجنّب التصعيد في ملف سد النهضة
وزير الري والموارد المائية السوداني يقول "لا نريد الذهاب إلى التصعيد والتفاوض هو الحل الوحيد"، من دون أن يذكر بشكل صريح إلى مسألة إحالة مصر الملف لمجلس الأمن الدولي.
-
مصر تقول إنّ السد يهدّد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق
دعا السودان، اليوم الأحد، لتجنّب التصعيد في ملف سد النهضة الإثيوبي عقب إحالة مصر الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس لعدد محدود من الصحافيين "لا نريد الذهاب الي التصعيد والتفاوض هو الحل الوحيد"، من دون أن يلفت بشكل صريح إلى مسألة إحالة مصر الملف لمجلس الأمن الدولي.
وشدد عباس على ضرورة توقيع اتفاق بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) قبل بدء أديس أبابا ملء بحيرة السد في الأول من تموز/يوليو المقبل، بناء على ما تم الإعلان عنه، مضيفاً أن "توقيع اتفاق (يعد) شرطاً أساسياً بالنسبة لنا للبدء في ملء السد، من حق السودان أن يطالب باتفاق قبل الملء".
كما أوضح عباس أنه تم التوافق على "القضايا الفنية"، لكنه أشار إلى وجود "نقاط قانونية" عالقة.
بدوره، قال وزير الدولة بالخارجية السودانية عمر قمر الدين، إن السودان لن يدخل في مواجهة مع إثيوبيا في حال أقدمت على خطوة ملء خزان السد دون اتفاق.
وأضاف قمر الدين في مقابلة مع "بي بي سي"، أن "الخرطوم ستتعامل مع الأمر الواقع وتبحث عن حلول عبر الحوار".
وأشار إلى أن "الخرطوم ترفض أيضاً تصعيد القاهرة لقضية سد النهضة ولجوءها إلى مجلس الأمن الدولي"، موضحاً أن "ذلك من شأنه أن يعقد الأوضاع".
كما نفى قمر الدين نية السودان توقيع اتفاق ثنائي مع إثيوبيا بعد تحقيق شروطه المتعلقة بسد النهضة، مؤكداً أن "الاتفاق الثلاثي الملزم سيضع حلا نهائيا للأزمة".
يأتي ذلك في ظل تعثّر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا. وفشلت الدول الثلاث في التوصّل إلى اتّفاق في ما بينها.
وكان السودان اقترح إحالة المفاوضات مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث، بعدما لم يتم تحقيق تقدم في الجولة الأخيرة من المحادثات.
وقدّمت مصر إلى مجلس الأمن طلباً تدعوه فيه "إلى التدخّل من أجل تأكيد أهمّية مواصلة الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، التفاوض بحسن نيّة، تنفيذاً لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصّل إلى حلّ عادل ومتوازن لقضيّة سدّ النهضة الإثيوبي"، حسب ما جاء في بيان للخارجيّة المصريّة.
وتقول إثيوبيا إنّ الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنمية في البلد البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.
لكنّ مصر تقول إنّ السد يهدّد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق، ما يحمل تداعيات مدمرة بالنسبة لاقتصادها ومواردها المائية والغذائية.
من جهته، أشار المفاوض القانوني السوداني هشام كاهن إلى تراجع إثيوبيا عن المسائل التي تم الاتفاق عليها في واشنطن.
وقال كاهن "نتفاوض على اتفاقية دولية ملزمة لكل الأطراف. وإثيوبيا تراجعت عما اتفقنا عليه في واشنطن".
ونهاية شباط/فبراير، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية التوصل إلى اتفاق ودعت إثيوبيا إلى توقيع عليه بينما رأت مصر أنه "عادل ومتوازن".
واتهمت إثيوبيا الولايات المتحدة بأنها "لا تتحلى بالدبلوماسية" وتحابي أطرافاً معينة في محاولتها حل الخلاف بشأن سد النهضة.