الرئيس الجزائري يصف محاولات تسليح القبائل الليبية بالخطرة.. لِمَنِ الرسالة ؟
تتوالى مواقف الجزائر من التطورات المتسارعة على أرض جارتها الليبية، وبما يتصل بها من خطوات وتصريحات تصدر عن الدول المنخرطة في النزاع.
-
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يشدد على مرجعية الشرعية الشعبية الليبية
تحذير جديد أطلقه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تجاه ما وصفه بـ"المحاولات الخطرة" لتسليح القبائل الليبية، وتحويل البلاد إلى نموذج عن الصومال.
أتى هذا الكلام بعد أيام قليلة فقط من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من مشايخ هذه القبائل في القاهرة.
تتفق دول الجوار على حل الأزمة الليبية، لكنها تبدو غير متوافقة حول السبل. فلكل مقاربته لحفظ أمنه القومي من تردي الوضع الليبي وتفاقمه من تدخل أطراف خارجيين.
تطالب الجزائر بإشراك الليبيين جميعاً في تقرير مصيرهم بأنفسهم، ولا ترى حلاً إلا ما كان سياسياً وبمشاركة أممية، وتحاول جاهدة جمع الفرقاء لإصلاح ذات البين.
في المقابل،تحذّر الجزائر من صوملة جارتها الشرقية، وتؤكد خطورة تشظي الأزمة في حال وضع السلاح في أيدي القبائل الليبية.
لم يأتِ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على ذكر مصر ولا غيرها، ولكن سبق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تحدث عن تسليح القبائل الليبية وتدريبها، وقيل بعدها أن شيوخ القبائل طالبوا بتدخل الجيش المصري في حال شُن هجوم على سرت، في حين رفضت قبائل زنتان الليبية ذلك.
ربما انعكست هذه التطورات على زيارة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إلى الجزائر، فقد كشف مستشاره الإعلامي أن تأجيلها كان بطلب من الرئاسة الجزائرية، نافياً أن يكون السبب لقاء القبائل بالسيسي.
لعل السبب هو افساح المجال لمبادرة حل بالتنسيق مع تونس، كشف عنها الرئيس الجزائري الذي تحدث عن مرجعية الشرعية الشعبية، مع تبني الحل من قبل الأمم المتحدة.
في الاتجاه ذاته، أكدت المبعوثة الأممية الخاصة بالنيابة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، مبادرة تسعى المنظمة والجزائر إليها عاجلاً لوقف اطلاق النار، والتعجيل بحل سياسي.
الجزائر لها صِلات مع كل الأطراف، ولها قنوات اتصال خاصة مع مصر وتركيا، وتسعى منذ فترة أن تقوم بمبادرة إقليمية مؤلفة من تونس والجزائر بدعم من الأمم المتحدة، تهدف إلى وقف اطلاق النار مباشرة، والذهاب إلى نقاش الحل السياسي، وهناك خلاف حول هذا الموضوع، فتركيا وحكومة الوفاق لا تريد وقف اطلاق النار، وتقول نحن فيما بعد نبحث عن حل سياسي، في حين أن الجبهة المقابلة تريد وقف إطلاق النار ولا تريد البحث عن حل سياسي. لذلك الجزائر تمسك العصا من الوسط وتحاول أن تطرح مبادرة يمكنها أن تشكل حلاً للازمة الليبية.
تركياً، يبدو أن هناك تناغماً بين الجانبين الجزائري والتركي فيما يخص الملف الليبي. فالزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الجزائر قبل فترة، وحسب الإعلام التركي، شكلت منعطفاً في العلاقة بين البلدين، تحديداً فيما يتعلق بالملف الليبي.
وبحسب المصادر التركية، فإن هناك تعاون وتنسيق على المستويات المختلفة أمنياً وسياسياً وعسكرياً بين البلدين فيما يتعلق بالأزمة بالليبية، وهناك توافق في الرؤيتين التركية والجزائرية كما تقول أنقرة. كما كانت هناك دعوات تركية بإشراك بعض الدول، منها الجزائر وتونس في الملف الليبي، تحديداً فيما يتعلق بالحل السياسي، أى الحل النهائي للأزمة الليبية.
الجزائر تريد منع الأطراف الخارجية خاصة تركيا وفرنسا والدول الغربية من أن تتوغل بالصراع الليبي، وتحاول بالشراكة مع تونس أن تعود المبادرة إلى المغرب العربي، وأن تحظى هذه الدول بالتعاون مع كل الأطراف خاصة مع روسيا، لوقف الحرب ووقف إطلاق النار.